زيارة بوش تخيم على مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي
غادر الرئيس الأميركي جورج بوش المنطقة، أمس، مخلفاً وراءه تشاؤماً لدى أقرب حلفائه العرب خاصة، وذلك رغم محاولته طمأنتهم بشأن الدور الأميركي في التسوية والتخفيف من وطأة خطابه الإسرائيلي أمام الكنيست في الذكرى الستين لإعلان قيام الدولة العبرية.
واغتنم بوش فرصة مشاركته في «المنتدى الاقتصادي العالمي» في شرم الشيخ، المحطة الأخيرة من زيارته إلى المنطقة، لدعوة العرب إلى عزل إيران وسوريا و«حزب الله» وحركة حماس، فيما لم تغب الأزمة اللبنانية عن مواقفه، سواء في المنتدى أو في اللقاءات التي عقدها على هامشه.
ورأى بوش أنّ الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني في «نضاله من أجل بناء ديموقراطيته» يكون بمواجهة من وصفهم بـ»إرهابيي حزب الله»، الذي صنفه بأنّه «عدو لبنان الحر»، مشدداً على أنّ لكل الدول «مصلحة في مساعدة الشعب اللبناني على الانتصار».
واعتبر بوش أنّ لبنان يمر في «لحظة مصيرية» تتطلب أن «نقف بحزم إلى جانب حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة»، محذراً من «العناصر المتطرفة التي تعمل على ضرب الديموقراطية» في لبنان.
وفي محاولة لاستمالة العرب بعد تصريحاته في إسرائيل، دعا بوش للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني «الذي عانى لعقود»، مجدداً دعوته لقيام «دولتين تعيشان جنباً إلى جنب بأمن وعدالة». وحث الفلسطينيين على التحرك من أجل «مكافحة الإرهاب» والإسرائيليين إلى «تقديم تضحيات قاسية» من أجل السلام.
وطالب بوش العرب بـ»الوقوف معاً في مواجهة حماس، التي تسعى إلى تقويض جهود السلام وتواصل أعمال الإرهاب والفتنة». وشدّد على أنّ السماح لإيران، التي أعتبرها «أكبر دولة راعية للإرهاب»، بالحصول على السلاح النووي «سيكون خيانة لا تغتفر للأجيال القادمة»، مؤكداً أنّ «إيران وسوريا ستكونان دولتين مسالمتين... والقاعدة وحزب الله وحماس سيهزمون».
في المقابل، أكد الرئيس المصري حسني مبارك أنّ العرب لن يوفروا الغطاء «لاتفاق لا يتجاوب مع آمال الشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس «بحاجة إلى اتفاق سلام عادل ومشرف يحقق تطلعات شعبه».
أمّا عباس، الذي وعده بوش بتحقيق «حلمه» بإقامة الدولة الفلسطينية، فأعرب عن «غضبه» من خطاب الرئيس الأميركي أمام الكنيست، موضحاً «نحن لا نريد من الأميركيين أن يتفاوضوا عنا، وكل ما نريده منهم هو أن يقفوا مع الشرعية ويتمتعوا بحد أدنى من الحيادية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد