زيباري يطمئن سوريا: العراق لن يكون منطلقاً لأعمال عدائية
أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن العراق لن يكون منطلقاً لأي أعمال عدائية ضد أي دولة من دول الجوار تحت أي ظرف من الظروف.
ووصل زيباري أمس إلى دمشق في زيارة مرتقبة لكن لم يتم الإعلان عن موعدها، وكان في استقباله بمطار دمشق الدولي وزير الخارجية وليد المعلم.
وأثناء المحادثات التي جمعت الوزيرين في مبنى الخارجية، «قدم زيباري عرضاً لآخر التطورات المتعلقة بالمفاوضات حول اتفاقية تنظيم انسحاب القوات الأميركية من العراق، مؤكداً حرص الحكومة العراقية على طمأنة دول الجوار إزاء هذه الاتفاقية».
وأوضحت وكالة «سانا» أن الوزيرين تناولا في اللقاء الغارة الأميركية التي استهدفت قرية السكرية القريبة من الحدود السورية العراقية، حيث أكد المعلم إدانة سورية للعدوان، معرباً عن تقديره لالتزام الحكومة العراقية بضمان عدم استخدام أراضيها للعدوان على أي من دول الجوار.
ونقلت «سانا» عن المعلم تأكيده حرص سورية على أمن واستقرار العراق واستمرارها في دعم جهود الحكومة العراقية في مساعيها للمضي في العملية السياسية وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
وقالت «سانا» إن الطرفين بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.
وحضر اللقاء الوفد المرافق لزيباري، إضافة إلى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومديري إدارتي الوطن العربي والمكتب الخاص في وزارة الخارجية.
ومن المتوقع أن يستقبل الرئيس بشار الأسد زيباري صباح اليوم، ثم يعقد في وقت لاحق مؤتمراً صحفياً مع وزير الخارجية وليد المعلم.
وتأتي زيارة زيباري بعد غارة نفذتها القوات الأميركية في 26 تشرين الأول انطلاقاً من الأراضي العراقية على قرية السكرية التابعة لمدينة البوكمال الحدودية وقتلت 8 عمال بناء وجرحت اثنين آخرين.
وكان من المقرر انعقاد اجتماعات اللجنة الأمنية لدول جوار العراق في دمشق في 23 الجاري، إلا أن السلطات السورية أبلغت الجانب العراقي بقطع الاتصالات وتعليق اجتماعات اللجان الأمنية والاقتصادية احتجاجاً على الغارة الأميركية، التي قامت الحكومة العراقية بتبريرها، قبل أن تعود وتدينها، مؤكدة رفضها استخدام أراضي العراق لتهديد أمن دول الجوار. وقالت بغداد إنها ستقدم توضيحات لدمشق حول الغارة، فور حصولها على معلومات من الجيش الأميركي، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وأدت الغارة إلى توتر العلاقات الثنائية بين البلدين، قبل أن تعلن الخارجية العراقية أن المعلم بحث مع زيباري في اتصال هاتفي «سبل تطويق واحتواء التوترات بين البلدين».
واعتبر الرئيس بشار الأسد الأحد: «إن استقرار العراق مسألة حيوية بالنسبة لاستقرار المنطقة وهذا لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الأجنبي ومن خلال انجاز المصالحة الوطنية بين أبنائه»، في إشارة إلى الوجود الأميركي في هذا البلد.
وانتقد الرئيس الأسد الاتفاق الأمني الذي تتفاوض في شأنه واشنطن وبغداد والذي ينظم الوجود العسكري الأميركي في العراق ما بعد 31 كانون الأول 2008، معتبراً أنه «يهدف إلى تحويل العراق إلى قاعدة لضرب دول الجوار بدل أن يكون سنداً لهم».
وفي وقت سابق من هذا الشهر أكد القائم بالأعمال العراقي بدمشق حسن السوادي «أن الزيارات ستستمر بين البلدين»، وأن زيباري سيزور دمشق «في الوقت المناسب»، نافياً صحة المعلومات التي تداولتها وسائل إعلام عن خطوة لسورية تقضي بسحب سفيرها من بغداد احتجاجاً على الغارة الأميركية.
وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أخيراً: «إن علاقاتنا مع العراق يجب أن تكون جيدة على الرغم من هذه الإساءة الكبرى من الجانب الأميركي الذي شن هذا العدوان على سورية»، معرباً عن ثقته بأن العراق سيقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل وقف مثل هذه الاعتداءات.
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد