ساركوزي مرتاح لسياسات الأسد الجديدة
قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس إنه «يتوقع من الرئيس بشار الأسد أن يستمر في طريقه الجديدة التي اختارها»، مشدّداً على أن فرنسا لم تقلل من صرامتها مع دمشق بعد الانفراج في لبنان. ودعا إسرائيل إلى تجميد البناء في المستوطنات في الأراضي الفلسطينية. وقال الرئيس الفرنسي، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» عشية بدء زيارة رسمية إلى إسرائيل غداً الأحد: «أتوقّع من الأسد ما يتوقعه المجتمع الدولي منه اليوم، وهو أن يستمر في الطريق الجديدة التي يخيل أنه اختارها أخيراً ويثبت أنه يريد تحويل سوريا إلى مركز استقرار وسلام في المنطقة».
وأشار ساركوزي إلى أن «فرنسا لم تقلّل من صرامتها تجاه سوريا وكل ما فعلناه (هذا الأسبوع بإيفاد مستشارين إلى دمشق) كان رد فعل على مبادرة نية حسنة عينية قامت بها سوريا وسمحت بتحقيق تقدم حاسم في الموضوع اللبناني». وأضاف: «لا أحمل فكرة مسبقة عن الرئيس الأسد، وحدث تطور يتمثل بانتخاب الرئيس (اللبناني ميشال) سليمان، ولذلك فإني هاتفته (أي الأسد) للتعبير عن رضاي ودعوته إلى الاستمرار في هذا الاتجاه».
وتابع ساركوزي: «قلت له أيضاً إن المحادثات مع إسرائيل تتقدم في الطريق الصحيحة، وتحظى بدعم فرنسا الكامل، كذلك دعوته إلى المشاركة في قمة اتحاد دول البحر المتوسط الذي سينعقد في 13 تموز، وأوضحت له أنه تمت دعوة جميع دول وحكومات دول البحر المتوسط، بما فيها إسرائيل».
وفي الموضوع الفلسطيني، دعا ساركوزي إسرائيل إلى وقف الاستيطان، وقال للصحيفة الإسرائيلية: «عليكم تجميد البناء في المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، لكونه العقبة الأساسية للتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، كذلك فإن الخطوات التي نفذتموها لتسهيل حركة البضائع والأفراد في الضفة الغربية إيجابية، لكن هذا ليس كافياً».
وأكد ساركوزي أن «الجميع يعلم أن أي حل دائم منوط بإقامة دولة فلسطينية ديموقراطية، وفرنسا تشجع الجانبين على الاستمرار بإصرار في المفاوضات والتقدم إلى الأمام باتجاه اتفاق دائم قبل نهاية عام 2008».
ورأى ساركوزي «بالطبع، الأمن هو مفتاح كل شيء ولا يمكن قبول إطلاق القذائف الصاروخية على سكان مدنيين في إسرائيل، ولإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها أمام الإرهاب، لكن عندما تفعل ذلك عليها أن تحرص على استخدام نسبي لقوتها». وأضاف أن «حماس تعرف أنه لن يكون أي حوار معها من دون أن تلبي شروط الرباعية الدولية، وهي الاعتراف بإسرائيل ووقف العنف واحترام الاتفاقات السابقة، وهي تعرف أيضاً أنها إذا ما أرادت تطبيع علاقاتها مع المجتمع الدولي، فسيتعين عليها التوقف حالاً عن إطلاق النار وإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي ـــــ الفرنسي جلعاد شاليط». ورأى أن «تحرير شاليط موجود في أفضلية عليا ولن يتحقق من دون مساعدة وساطة، والأمر الأساسي هو عدم العمل بصورة تشكّل خطراً على حياة الجندي المخطوف الذي هو مواطن فرنسي أيضاً».
وتحدّث ساركوزي عن تحسن العلاقات الفرنسية ـــــ الإسرائيلية. وقال إن «العلاقات بين فرنسا وإسرائيل حققت في الأشهر الأخيرة ازدهاراً متجدداً وحقيقياً، وقد صرحت دائماً حول صداقتي ومودتي لإسرائيل، وكرئيس فإني أولي اهتماماً بالغاً لتوثيق العلاقات بين الدولتين في جميع المجالات». وأضاف أنه «حتى لو كانت هناك خلافات أو سوء تفاهم فإن الحقيقة هي أنه منذ قيام دولة إسرائيل أسهمت فرنسا في تقويتها وضمان وجودها، بما في ذلك المشاركة في بناء قوتها الدفاعية»، في إشارة إلى تزويد فرنسا إسرائيل بمفاعل نووي في مطلع سنوات الستين من القرن الماضي. وشدد على أن «وجود إسرائيل هو موضوع غير قابل للنقاش وأمنها ليس خاضعاً لمفاوضات».
وفي رده على سؤال عن البرنامج النووي الإيراني، قال ساركوزي: «سنفعل كل شيء من أجل منع إيران من حيازة سلاح نووي، ومن يدعُ لتدمير إسرائيل فسيجد أمامه فرنسا لتسد عليه الطريق». وأضاف أنه «بالنسبة إلى فرنسا، فإن الأمور واضحة، فتسلح إيران بسلاح نووي ليس مقبولاً، ونحن مصرون على منعها من ذلك، والأسلوب لتحقيق ذلك هو السعي لحل من خلال التفاوض وفق توجه يدمج الحوار والصرامة. وما دامت إيران لا توافق على وقف أنشطتها الحساسة (تخصيب اليورانيوم) فإنه لن يكون أمامنا خيار سوى تصعيد الضغط الممارس عليها».
وقال ساركوزي إنه «ينبغي لإيران اليوم أن تتوصل إلى خيار استراتيجي بين التعاون، وهذه الطريق الوحيدة التي ستفتح أمامها الطريق نحو الاستقرار والازدهار، وبين عزلة متصاعدة والقرار بيدها».
المصدر: يو بي آي
إضافة تعليق جديد