سجال إيراني أميركي حول «المعاهدة»
صعّدت طهران، أمس، من هجومها على »المعاهدة الاستراتيجية« بين بغداد وواشنطن، محذرة من أن الاحتلال الأميركي يهدف من وراء الاتفاقية إلى الإبقاء على العراق ضعيفا لنهبه، وهو ما سارعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس الى الرد عليه.
في هذا الوقت، أكد وزراء داخلية دول جوار العراق، في بيان ختامي لاجتماعهم في عمان، دعمهم بغداد ومساندتهم لها من أجل تحقيق الأمن والاستقرار. وتعهدوا »اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الحدود ومراقبة المنافذ لمكافحة الإرهاب والتسلل والتهريب بإشكاله المختلفة من العراق واليه«.
وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، خلال لقائه »رئيس حكومة« إقليم كردستان العراقي مسعود البرزاني في طهران، إن »الأميركيين اظهروا أنهم لا يحترمون أي اتفاق. وإذا تطلبت مصالحهم ذلك، فإنهم مستعدون للتضحية بأعز أصدقائهم«، مضيفا أنهم »لا يفرقون بين الشيعة والسنة والأكراد. يريدون منع إقامة عراق قوي حتى يتمكنوا من نهبه«. ودعا »الفصائل العراقية إلى توحيد الصفوف لتوفير الأمن في العراق والحيلولة دون تغلغل الأجانب في بلدهم«. وشدد على ضرورة خروج العراق من البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وانضم مسؤولون إيرانيون إلى نجاد في مهاجمة مسودة »المعاهدة«. واعتبر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، خلال لقائه البرزاني، »أن تواجد المحتلين في المنطقة أدى إلى إيجاد مسائل خطرة للغاية تعاني منها جميع شعوب وحكومات المنطقة«. وأكد ضرورة »أن يشتمل أي اتفاق (مع الاحتلال) على ضمان أمن الشعب العراقي اقتصاديا وسياسيا وثقافيا واجتماعيا، وألا يعرض المحتلون أمن الشعب العراقي والآخرين للخطر من اجل ضمان أمنهم«.
من جهته، قال رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني، خلال لقائه البرزاني، إن »هدف الأميركيين هو ضمان أن تكون الحكومة العراقية في المرتبة الثانية، ولهذا السبب لم تدافع شخصيات عراقية عامة عن الاتفاق، وأعربت عن تحفظاتها«.
وانتقد لاريجاني فقرة في »المعاهدة« تحمي جنود الاحتلال الأميركي من المقاضاة أمام المحاكم العراقية في حال ارتكابهم جرائم أثناء وجودهم في قواعدهم أو قيامهم بمهمات عسكرية. ووصف ذلك بأنه »استسلام«.
وقارن »المعاهدة« بالاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة مع نظام الشاه المخلوع.
وفي حين كان النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي الشيخ خالد العطية يطلع المراجع الشيعية آيات الله علي السيستاني ومحمد سعيد الحكيم ومحمد إسحاق الفياض على تطورات المفاوضات حول »المعاهدة«، بدأ نواب الكتلة الصدرية اعتصاما مفتوحا أمام مبنى البرلمان بدعوة من زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر. وجلس نحو ٢٠ نائبا وسط خيم في حديقة البرلمان، ورفعوا لافتات كتب عليها »لا للاتفاقية المشؤومة«، و»قبول الاتفاقية نهاية العراق«، و»قبول الاتفاقية حرام«.
وفي المكسيك، ردت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس على كلام نجاد. وقالت، بعد اجتماع مع نظيرتها المكسيكية باتريسيا اسبينوزا، »اعتقد انه يمكن للعراقيين الدفاع عن مصالحهم من دون الإيرانيين.. شكرا لكم جزيلا«، مكررة القول إن مسودة »المعاهدة« تحمي قوات الاحتلال الأميركي و»تحترم تماما سيادة العراق«.
وحول تصريح نجاد حول أن واشنطن تريد نهب العراق، قالت رايس »بصراحة، أنا لا آخذ هذه التعليقات على محمل الجد«، مضيفة »لم تكن هذه اسعد علاقة على الإطلاق« بين إيران والعراق، مكررة أن طهران تسلح »المجموعات الخاصة التي تقتل العراقيين الأبرياء«.
وكانت رايس قالت، في الطائرة التي أقلتها إلى المكسيك، إن »ما أريد أن أقوله هو أن للعراق مصلحة كبيرة في التأكد من أن القوات الأميركية تستطيع البقاء لضمان المكاسب التي تحققت، ولفترة تكفي لتتمكن القوات الأمنية العراقية من أن تأخذ مكانها في الدفاع عن العراق«، و»لا اعتقد أن هناك من يعتقد أنها قادرة على القيام بذلك الآن«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد