سجـال بيـن فتـح وحمـاس حـول اللقـاء الثنائـي
كررت حركة فتح أمس، رفضها مطالبة حركة حماس بعقد لقاء ثنائي يسبق الحوار الفلسطيني الشامل، معتبرة الأمر »صيغة للتهرب من المبادرة المصرية«، فيما اتهمت الحركة الإسلامية فتح بضرب الوساطة التي تقوم بها القاهرة. ووسط حرب التصريحات بين الحركتين، أشاعت إسرائيل أن حماس تعتزم شن حملة خطف واغتيالات تستهدف مسؤولي فتح والسلطة في الضفة الغربية، إذا اخفق الطرفان في حل أزمة انتهاء ولاية الرئيس محمود عباس في ٩ كانون الثاني المقبل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة »ان موقف حركة فتح وكل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية هو مع حوار وطني شامل«.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لفتح عزام الاحمد، من جهته، ان »فتح لا تمانع في عقد لقاء ثنائي مع حماس، ولكن بعد التوقيع على اتفاق لانهاء حالة الانقسام الفلسطيني« مضيفا »لم نفاجأ باقتراح حماس بل توقعناه لكي تبحث الحركة عن صيغة للتهرب من المبادرة المصرية«.
وتابع ان اللقاء الثنائي، »ليس اقتراحا مصريا وانما اقتراح من حماس قدم الى (مدير المخابرات المصرية) الوزير عمر سليمان ونقل لفتح« معتبرا ان اقتراح حماس »اما لقاء ثنائياً قبل كل شيء او لا شيء، هو تكريس للانقسام والخلافات في الساحة الفلسطينية. واذا كانت حماس موافقة على الخطة المصرية فلماذا لا توقع على اتفاق انهاء الانقسام ومن ثم يبدأ الحوار وتشكيل اللجان بمشاركة جميع الفصائل لتنفيذ ما تم التوقيع عليه؟«.
واشار كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الى ان عباس سيقوم بزيارة قريبا الى القاهرة وربما الى الرياض، بعد محادثاته في عمان اليوم مع الملك الاردني عبد الله الثاني، وذلك »في اطار ضرورة دعم العرب للجهود المصرية لانهاء الانقسام الفلسطيني باعتبارها مصلحة عربية ايضا«.
- في المقابل، قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم »ان رفض عباس وفتح الجلوس مع حماس او تشكيل اي لجان معها، هو بمثابة تراجع كبير في مواقف فتح« مضيفا »هذا يعتبر رفضا من قبل عباس وفتح للرؤية المصرية التي وافقت عليها حماس وأيدتها واعتبرتها خطوة اساسية وضرورية للبدء في حوار وطني فلسطيني شامل«. واعتبر رفض فتح »ضربة في وجه الوساطة المصرية وفي وجه الجهد المصري الكبير الذي بذل مع كل الفصائل الفلسطينية... للبدء في حوار فلسطيني ـ فلسطيني يفضي الى مصالحة وطنية«.
وشدد المتحدث الاخر باسم حماس أيمن طه، من جهته، على أن »المشكلة الحقيقية هي بيننا وبين الاخوة في فتح وليس مع باقي الفصائل الفلسطينية، ولذلك فإن اللقاء بيننا وبين الإخوة في فتح سيكون الرافعة الأساسية لأي حل، كما أنه لن يتم استثناء الفصائل الأخرى من الحوارات، ولكن ضمن الحوار الشامل الذي سيطرح القضايا الأساسية، ولذلك نحن كنا وما زلنا نطالب بأن يكون اللقاء ثنائيا بيننا وبين الإخوة في فتح«.
اما القيادي في حماس محمود الزهار، الذي غادر القاهرة امس مع الوفد المرافق له متوجها إلى دمشق بعد زيارة استمرت أياما بحث خلالها مع عدد من المسؤولين المصريين كيفية »إعادة اللحمة الفلسطينية«، فقال ان »الحركة لم تتلق بعد دعوة من الجانب المصري لإجراء حوار ثنائي مع فتح« مشددا على »أهمية الحوار الثنائي بين حماس وفتح من أجل الاتفاق على الخطوط العريضة للحل قبل لقاء الفصـــائل الموســـع«. وتابع أن »أمر الانتخابات الفلسطينية مرهون بالاتفاق بين فتح وحماس«.
- ذكرت صحيفة »يديعوت أحرونوت« إن الجيش الاسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) ووزارة الخارجية شكلوا فريقا موحدا استعدادا لانتهاء ولاية عباس في ٩ كانون الثاني المقبل، موضحة ان ثمة معلومات استخباراتية تشير الى ان »كتائب عز الدين القسام« الجناح العسكري لحماس قد تشرع باستهداف مسؤولين كبارا من فتح وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، من خلال عمليات خطف واغتيال.
أضافت أن المؤسسة العسكرية الاسرائيلية ترجح أن تخفق السلطة الفلسطينية وحماس في التوصل إلى تفاهم حول إرجاء الانتخابات الرئاسية، ما يعني تمديد ولاية عباس وأن تحاول حماس إشعال الضفة عبر استهداف مسؤولي السلطة.
في القاهرة، شـــدد الامين العام للجامعة العربية عمـــرو موســـى على »دعم الجــــامعة العربية للوساطة المصرية لحل الأزمة الفلسطينية« داعيا الى »عدم التســامح مع أي حركة تتسبب في إفشال المصالحة الفلسطينية«. وقال أن »المصالحة تعــــني أننا نريد الكل أن يكون موجودا، والمصالحة ليســــت ولا يجب أن تكـــون لصـــالح أحد إلا الشـــعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد