سلاح الفتيات العربيات ضد التحرش: دبوس.. رذاذ الفلفل.. وفنون قتالية
طوّرت فتيات عربيات أساليبهن الدفاعية لمواجهة التحرش الجنسي، مع انتشار هذه الظاهرة في العالم العربي، حتى في مجتمعات عرف عنها المحافظة ويقل فيها الاختلاط بين الجنسين.
وبادرت فتيات من اليمن والبحرين والعراق ومصر إلى ابتكار أدوات بسيطة، ولكنها فعالة، لردع المتحرش، مثل الدبوس، ورذاذ الفلفل، وبطاقة الائتمان، وحقيبة اليد، وتعلم الفنون القتالية، فيما تطالب أخريات في مصر والسعودية والمغرب بسن قوانين لتجريم التحرش الجنسي ومعاقبة مرتكبه.
ودفع التحرش بشابات يمنيات إلى تطوير أسلحة شخصية لمواجهة هذه الظاهرة، ومن بين هذه الأسلحة دبوس إبرة تستخدمه الفتاة لتثبيت حجابها على رأسها، وتستخدمه تارة أخرى كسلاح إذا تحرش بها أحدهم في الشارع أو حافلة النقل العام.
وبالرغم من أن اليمن مجتمع محافظ تحكمه التقاليد إلا أنه يشهد تصاعداً في ظاهرة التحرش. «أدميت يده طعناً»، تقول الشابة إيمان وهي تتحدث عن أول حادث تحرش تعرضت له، موضحة «كنت عائدة من الجامعة ومرهقة عندما فوجئت بمن يتحرش بي في الحافلة». للوهلة الأولى لم تستوعب إيمان ما يجري، وتقول «جف الدم في عروقي ولم أقو على الحركة، ومن دون تفكير، سحبت دبوساً كنت أثبت به طرحتي، وأمسكت يد الرجل، وغرست الدبوس فيها مرات عدة إلى أن صاح من الألم وترجل من الحافلة».
وفي البحرين تبنت أكاديمية لفنون القتال أول برنامج من نوعه يختص بتدريب الفتيات على مواجهة التحرش الجنسي بضرب المتحرش في أماكن ضعيفة من جسمه تؤدي إلى الإغماء أو الإعاقة الموقتة عن الحركة.
وفي مصر طوّرت ضحايا التحرش من أدواتهن نظرا لانتشار الظاهرة انتشارا لافتا خلال الفترة الماضية، حيث أنشأت إحدى الناشطات صفحة مغلقة على موقع «فايسبوك» تنشرها بين صديقاتها بعنوان «احمي نفسك بنفسك» لتعليم الفتيات خطوات عملية للدفاع عن أنفسهن بشكل رادع.
وتصف الناشطة أساليب الدفاع بقولها إن «المواجهة العنيفة قد تكون حلا في حال استنفاد كل الوسائل السلمية، وخاصة مع إصرار الجاني على الاستمرار في تحرشه، وعندما تكون المواجهة أقل خطرا من الصمت والاستسلام». وتضيف «في هذه المواجهة يمكن الاستعانة ببعض الأدوات للدفاع عن النفس، مثل استخدام الدبوس أو شيء حاد أو مدبب مثل قلم أو مفتاح أو بطاقة ائتمان، أو قذفه بحجر أو رش عينيه بشيء مؤذ مثل رذاذ الفلفل والمواد الحارقة والعطور، واستخدام الصاعق الكهربائي، ودفع المتحرش بعيدا بحقيبة اليد أو كتاب ثقيل أو ملف أوراق حاد، صفعه على وجهه، وضربه في المناطق الضعيفة، مثل الحنجرة والضلوع أسفل القفص الصدري، وأعلى الفخذين، بالإضافة إلى استخدام بعض مهارات الدفاع عن النفس مثل الكاراتيه، والكونغ فو».
وتتبادل الفتيات المصريات وصفة «الرذاذ الحارق للمتحرشين» في جلساتهن، وهو عبارة عن خليط من مواد التوابل الحارة، كملعقتين من الفلفل الأسود أو «الشطة الحمراء» تضاف إليهما كحول إثيلية، وزيت الأطفال، ويتم وضعها في زجاجه بها بخاخ لاستخدامها بالرش تجاه العين والأنف.
وفي العراق بدأت ظاهرة التحرش الجنسي تتنامى في المجتمع، الأمر الذي دفع العديد من النساء للجوء الى معاهد تعليم الفنون القتالية للدفاع عن أنفسهن، في ظل عدم وجود قانون لردع المتحرشين، بحسب تقرير على قناة «سكاي نيوز» الاميركية.
وتعلق أستاذة علم الاجتماع في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر عزة كريم على هذه الأساليب بالقول «من الطبيعي أن تدافع الفتاة عن نفسها بالطرق المشروعة لمواجهة من يحاول التعرض لها».
ويطالب نشطاء في عدد من الدول العربية بسن قوانين لتجريم التحرش الجنسي، نظرا لانتشار الظاهرة في المجتمع.
السفير نقلاً عن («الاناضول»)
إضافة تعليق جديد