سوريا في مرمى جون بولتون وعصابة المحافظين الجدد
الجمل: ما تزال تداعيات حادثة انتهاك الطائرات الإسرائيلية للأجواء السورية صبيحة يوم 6 أيلول الماضي تلقى تداعياتها، وكل يوم تحمل الصحف الغربية، وعلى وجه الخصوص الإسرائيلية والأمريكية، بعداً جديداً يضيف إلى حملة بناء الذرائع الإسرائيلية – الأمريكية ضد سوريا.
* القصص الجديدة حول سوريا:
بعد التقارير المستفيضة عن الـ"ملف النووي السوري" المفترض، الذي يحاول جون بولتون وجماعة المحافظين الجدد إكمال مستنداته والأدلة الخاصة به بمساعدة خبراء الموساد الإسرائيلي، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وعناصر شبكة عملاء جون بولتون المنتشرين بين وكالة الطاقة الذرية، ودائرة ضبط شئون منع انتشار الأسلحة النووية التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، بعد كل ذلك، حملت الصحف الأمريكية والإسرائيلية اليوم "قصتين" جديدتين، تحاولان صب المياه في طاحونة جون بولتون...
* قصة صحيفة هاآرتس الإسرائيلية:
نشرت الصحيفة تقريراً من إعداد مراسلها باراك رافيد (الذي يقوم دائماً بالإشراف على إعداد تقارير الشأن السوري!!) حمل عنوان: "الاستخبارات العسكرية: سوريا سوف تلجأ على الأغلب إلى الرد على ضربة سلاح الطيران الإسرائيلي عن طريق استخدام حليف كحزب الله مثلاً".
أشار التقرير إلى أن الجنرال عاموس يادلين رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قد أطلع مجلس الوزراء الإسرائيلي على تقرير قال فيه: "من وجهة نظرنا -أي وجهة نظر الاستخبارات العسكرية- فإن سوريا لا ترغب بالفعل في تصعيد الموقف وإشعال الصراع مع إسرائيل في هذا الوقت"، وأضاف قائلاً: "وبرغم ذلك، على أية حال، فنحن نعتقد بأنها من الممكن أن تعمل ضد إسرائيل بشكل غير مباشر" وذلك، كما تقول الصحيفة الإسرائيلية، بواسطة حليف كحزب الله اللبناني، وهذا الأمر أكثر احتمالاً..
* قصة صحيفة هيرالد تريبيون الدولية الأمريكية:
نشرت تقريراً من إعداد هوغ نايلور، حمل عنوان: "تقول التقارير بأن سوريا تحث وتشجع المتمردين السنّة". تقول قصة التقرير بأن سوريا تقوم حالياً بتشجيع الجماعات السنيّة والبعثيين العراقيين السابقين ذوي الروابط مع زعماء حكومة نظام الرئيس العراقي -الراحل- صدام حسين، وذلك لكي يقوموا بتنظيم أنفسهم في سوريا.
هذا، ونسب الصحفي هوغ نايلور الخبر إلى بعض المحللين السياسيين السوريين والدبلوماسيين.
يقول التقرير أيضاً بأن سوريا تأمل عن طريق بناء الروابط القوية مع هذه الجماعات، كسب النفوذ في العراق طالما أن زوال الوجود الأمريكي في العراق أصبح أمراً لا بد منه.
أشار تقرير الهيرالد تريبيون، إلى أن ثمة مؤتمراً للجماعات العراقية المتمردة، ومن بينها ألوية ثورة العشرين، وأنصار السنّة، والبعثيين السابقين، كان مقرراً عقده في تموز، وقد تم إلغاءه بواسطة السلطات الرسمية السورية..
وأضاف تقرير الهيرالد تريبيون قائلاً بأن هذا الاجتماع المقرر قد سبقه اجتماعات، أحدهما في كانون الثاني وهدف إلى تشكيل جبهة معارضة للحكومة العراقية، وإصدار إعلان في دمشق بتكوين تحالف يضم سبعة جماعات سنيّة عراقيّة متمردة تسعى من أجل هدف تنسيق وتشديد وتكثيف الهجمات في العراق، بهدف إجبار الأمريكيين على الانسحاب.
لعبة القصص ومضمون الرسالة الإعلامية:
يزعم الإسرائيليون بأن سوريا تدعم حزب الله من أجل استخدامه كذراع للانتقام من إسرائيل، ويزعم الأمريكيون بأن سوريا تقوم بدعم فصائل المعارضة المسلحة العراقية، بهدف كسب النفوذ، طالما أن أمريكا سوف تنسحب في نهاية الأمر، وتتخلى عن العراق...
وبالجمع بيم الروايتين يتضح لنا أكثر فأكثر مضمون الرسالة الإعلامية، الناتجة من قيام الصحيفة الإسرائيلية (هاآرتس) والصحف الأمريكية (هيرالد تريبيون إنترناشيونال).... وبكلمات أخرى، يروج ويسوق الإسرائيليون إلى أن حزب الله سوف يكون هو ذراع الانتقام والقصاص السوري القادم ضد إسرائيل..
ويروج الأمريكيون إلى أن سوريا تقوم بدعم وتنسيق الميليشيات المسلحة المرتبطة بالقاعدة، والتي تقوم بالانطلاق من سوريا من أجل مهاجمة القوات الأمريكية، وقوات الأمن العراقية..
أبرز الملاحظات حول هذا التصعيد الجديد
تهدف هذه التصريحات إلى ملء الفراغات بسبب عدم وجود أي أحداث جارية حصراً، وعلى ما يبدو فإن الهدف من الحرب السرية ضد سوريا في هذه المرحلة هو:
• التأكيد للرأي العام الأمريكي والعالمي، بأن سوريا تقوم بدعم حزب الله والمتمردين العراقيين وذلك من أجل تقويض استقرار إسرائيل وحكومة السنيورة، ودعم حزب الله، وهذه الأخيرة، المقصود بها نقل إشارة إلى سوريا مفادها أن سوريا تقوم بدعم الإرهاب ومساعدته .
• التقريران الصحفيان، الأمريكي والإسرائيلي، يأتيان على خلفية ما أورده الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، والذي اتهم سوريا، بأنها برغم دعواتها الهادفة إلى السلام فإنها تعمل في دعم العمليات الإرهابية التي تهدد أمن إسرائيل وعموماً، الهدف من هذه الحملات واضح:
• عرقلة مشاركة سوريا في مؤتمر السلام الدولي.
• الاستمرار باتهام سوريا بالعمل على تقويض الاستقرار في لبنان
• تعزيز الذرائع التي تعرقل حضور ومشاركة سوريا في المؤتمر الدولي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد