سوريا لن تسمح بتفتيش جديد: التحقيق النووي يجـب أن يغلق
تبنت سوريا امس، موقفا متشددا حيال التقرير الاخير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي لم يحسم »طبيعة« موقع الكبر السوري، ورفضت السماح لمفتشي الوكالة بالقيام بزيارة جديدة للموقع، معتبرة ان الملف »يجب ان يغلق«، فيما رأت الولايات المتحدة ان الشبهات بشأن سعي دمشق لبناء مفاعل نووي سري تعززت بعد التقرير، مؤكدة، رغم ذلك، انها لا تسعى »لتحويل سوريا الى إيران«.
وقال رئيس هيئة الطاقة النووية السورية إبراهيم عثمان في فيينا، إن تقرير الوكالة حول موقع الكبر الذي قصفته اسرائيل العام الماضي، لم يثبت شيئا وإن التحقيق يجب إغلاقه. وأضاف ان سوريا ستلتزم باتفاق مع مفتشين للأمم المتحدة سمح بزيارة واحدة للموقع في دير الزور جرت في حزيران الماضي و»لن نسمح بزيارة أخرى«.
وأوضح عثمان خلال اجتماع مغلق لمجلس حكام الوكالة »ما يرددونه اليوم عن جزئيات اليورانيوم في الصحراء، ليس كافيا أبدا للقول ان مفاعلا كان قائما في المكان«. وأضاف »اذا كان يفترض المتابعة (التحقيق)، فأعتقد انه يجب ان يكون هناك سبب كاف للقول ان هناك شيئا ما في المكان.. وفي اعتقادنا، هذا الملف يجب ان يغلق«.
وبعدما سئل اذا كانت سوريا تغلق الباب امام تواصل جديد مع الوكالة الذرية، رد المسؤول السوري بالقول »كلا.. كلا.. اذا كانت المعلومات المطلوبة تتعلق بالاتهام، فسنقدمها«، مشيرا رغم ذلك الى صعوبة الموافقة على تفتيش أمكنة اخرى. وأوضح »اذا وجدت السلطات لدينا ان الزيارة مسموح بها، فلست أنا من سيقرر.. لكنني أقول ان هذه المواقع عسكرية.. وأريد ان أذكركم جميعا بأننا لا نزال في حالة حرب (مع اسرائيل) في الشرق الاوسط«.
في مقابل ذلك، قال المندوب الاميركي لدى الوكالة الذرية غريغوري شولت، ان تقرير الوكالة الذرية »يعزز تقييم حكومتي بأن سوريا كانت تبني سرا مفاعلا نوويا في صحرائها الشرقية، وتنتهك بذلك التزاماتها بمنع الانتشار النووي«. وأضاف »التقرير يتعارض بشدة مع عدد من المزاعم السورية، ويبرز رفض سوريا المستمر للرد على التساؤلات.. ان الوكالة في حاجة لفهم ما الذي كانت سوريا تبنيه سرا ثم دفنته تحت أمتار من الأرض ومبنى جديد«.
ورغم ذلك، قال شولت ان »سوريا ليست إيران، ولا نسعى لتحويل سوريا إلى إيران. ولكن هذا يقتضي أن تتعاون سوريا مع الوكالة الدولية«. واستطرد قائلا »نأمل ألا تتبع سوريا أساليب الإعاقة وعدم المساعدة التي أتقنتها طهران والتي تظل جلية للغاية في أحدث تقرير للوكالة«، علما انه سيتم بحث الملفين السوري والإيراني خلال اجتماع مجلس حكام الوكالة الذرية في فيينا في ٢٧ تشرين الثاني.
وفي باريس، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه، ردا على سؤال حول عدم تمكن الوكالة الذرية من تأكيد طبيعة الموقع السوري في دير الزور، عن »قلق« فرنسا حيال الموقف السوري، داعيا دمشق الى »التعاون والوفـاء بالتزاماتها تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية«. لكنه أكد ان باريس »لا تقيم صلة بين الملفين« الايراني والسوري.
وبشأن ايران، قال شوفالييه ان »العناصر التي وصفتها الوكالة الذرية حول الطابع العسكري للبرنامج الايراني تثير شكوكا بالغة الجدية« حول هذا البرنامج. وأضاف ان باريس »قلقة جدا حيال انتهاك طهران للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي«.
وكان رئيس مجلس الخبراء في ايران هاشمي رفسنجاني، قال خلال خطبة الجمعة في طهران »لقد أعلنا كل شيء.. والوكالة أقرت بأننا لم نحول شيئا«. وأضاف »لكن الأميركيين أثاروا مزاعم بأننا لا نعلن كل شيء. وزعم من هذا النوع لا حدود له، وأي شخص يمكنه توجيه مثل هذه التهم لأي سبب. انهم لا يقدمون أي وثائق تدعم ما يدعون به«.
وتابع الرئيس الايراني السابق »في ما يتعلق بالسيد (المدير العام للوكالة الذرية محمد) البرادعي فهو كلما تحدث.. (يقول) على سبيل المثال إن إيران لا تسمح لمفتشي الوكالة بتفتيش منشأة آراك للماء الثقيل«، معتبرا ان »هذا مثال آخر على محاولة استخدام أسلوب الإكراه معنا. نطالب الوكالة بأن تحكم بحياد وعدل«. وأضاف »لن نسمح بإهدار حق محدد لأمة ثائرة بريئة«.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد