سوريا وإيران طوق نجاة الإدارة الأمريكية الأخير
تصاعدت الضغوط على الادارة الأمريكية لحثها على التفاوض مع ايران وسورية لكي تساهم هاتان الدولتان في كبح جماح العنف المستشري في جارتهما العراق.
ومع تصاعد هذه الضغوط تشكلت المجموعة الأمريكية المكلفة بدراسة الوضع في العراق (Iraq Study Group)، بهدف دراسة أي مقتراحات جديدة بشأن السياسة الامريكية في العراق.
وهكذا فقد تصبح ايران وسوريا، الدولتان "الأكثر عدوانية" بالشرق الأوسط في قاموس الادارة الأمريكية، طوق النجاة الذي قد يحمل مفتاح حل أزمة العنف بالعراق.
وربما تكون المساعدة الايرانية السورية لواشنطن عالية التكلفة، خاصة وأن الدولتين معروفتان بمواقفهما الصلبة في المفاوضات، والقدرة الفائقة على المساومة.
فايران تسعى الى احداث تغير كامل في علاقاتها مع الولايات المتحدة، خاصة في ضوء الجدل المستمر حول برنامجها النووي.
وترغب ايران في مواصلة برنامجها النووي والذي تقول انها تطوره للأغراض السلمية فقط، وان هذا حقها في اطار معاهدة حظر انتشار السلاح النووي.
ويعني ذلك وقف تهديد ايران بفرض الحظر الدولي عليها اذا ما استمرت في برنامجها النووي، وتجنب خطر مهاجمة برنامجها النووي عسكريا من جانب اسرائيل والولايات المتحدة.
وكانت محاولة سابقة لايران بفتح حوار مع الولايات المتحدة قد باءت بالفشل.
ففي عام 2003، عرضت ايران التفاوض مع واشنطن مقبل السماح بتفتيش مفاعلاتها النووية، وكبح حزب الله، والتعاون ضد تنظيم القاعدة، ولكن هذا العرض قوبل برفض متشدد من وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رمسفيلد، ونائب الرئيس ديك تشيني.
وقد تولى الرئيس محمود أحمدي نجاد الحكم في ايران بعد ذلك، واتسمت تصريحاته حول اسرائيل والغرب عموما بالحدة واثارة الجدل.
وسوف تسعى ايران بلا شك لشطب اسمها من قائمة "محور الشر" الشهيرة التي أعلنها الرئيس الأمريكي، وصارت سببا في تجنب الدول الغربية وحليفاتها التعامل مع ايران.
وبالرغم من تصريح الرئيس الأميركي بان بلاده لن تجري محادثات مباشرة مع ايران اذا لم تتخل عن برامجها النووية، فان من الواضح أن ايران تتمتع بعلاقات قوية مع الحكومة العراقية التي يسود الشيعة فيها، وأنه يمكن استغلال هذا الدور برغم أنه قد يسبب خلافا مع المسلمين السنة العراقيين.
اما النظام السوري فيجد نفسه على أرض أقل صلابة من النظام الايراني، وذلك في ضوء الضغوط التي يواجهها بالنسبة للتحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.
وتنكر سوريا لعب أي دور في اغتيال الحريري برغم أن التحقيق الدولي أشار اليها بأصبع الاتهام.
وربما تأمل سوريا في رفع العزلة الدولية عن كاهلها اذا ما تعاونت مع واشنطن لاعادة الأمن والاستقرار الى العراق.
وكانت واشنطن قد دمغت سوريا بأنها دولة راعية للارهاب بسبب وجود جماعات فلسطينية مسلحة تسعى لإزالة الكيان الاسرائيلي على الأراضي السورية.
وربما يعتبر المسؤولون في دمشق أن الفرصة مؤاتية حاليا لتغيير هذه النظرة الي بلادهم، بل والسعي من أجل اطار أشمل لحل الصراع العربي الاسرائيلي، وبدء الحوار حول مرتفعات الجولان السورية والتي تحتلها اسرائيل منذ حرب عام 1967.
وبالطبع تود سوريا أيضا أن تفتح أبواب التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة، ودول الغرب عموما، حيث تركت العزلة الدولية آثارها الواضحة على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في سوريا.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد