صحيفة لوسوار الفرنسية : المتمردون هم من استخدم غاز السارين في الغوطة

الجمل ـ ترجمة وسام شاهين: في مقابلة مع صحيفة لوسوار الفرنسية بتاريخ 18 أيلول 2013 كشف الصحفي البلجيكي بيير بيكسينان دابراتا (Pierre Piccinin Da Prate) عن تفاصيل الحوار الذي سمعه أثناء اختطافه والذي يؤكد أن المعارضة السورية هي المسؤولة عن استخدام غاز سام في غوطة دمشق في 21 آب 2013.

بعد خمسة أشهر عاشها في جحيم الأسر، يؤكد الصحفي البلجيكي: “المتمردون هم من استخدم غاز السارين في محاولة منهم للتلاعب بالمجتمع الدولي آملين بدفعه للتدخل في النزاع السوري”
هذه التصريحات أكدها الصحفي الإيطالي (Domenico Quirico)الذي كان محتجزا معه في نفس الغرفة.

يقول الصحفي: “بعد نقلنا عدة مرات من مكان لآخر، تم وضعنا في ما نعتقد أنه ثكنة للجيش الحر و/أو كتيبة الفاروق. تم وضعنا في غرفة صغيرة بنوافذ مغلقة. كانت الغرفة حارة بشكل لا يطاق . الحرس الأربعة المسؤولين عن احتجازنا كانوا معنا في نفس الغرفة تاركين بابها الكبير مفتوحاً طوال الوقت. الغرفة المقابلة لنا كانت مكتباً كبيراً يحوي عدة حواسيب. باب هذا المكتب كان مغلقاً لكننا سمعنا ما يبدو أنه محادثة عبر سكايب مع الأشخاص الموجودين في المكتب.
في لحظة ما فُتح باب المكتب ليخرج شخص تاركاً الباب مفتوحاً خلفه. عندها سمعنا محادثة سكايب مع شخصين في الغرفة . المكالمة كانت باللغة الإنكليزية. الشخصان في الغرفة لا يتحدثان الإنكليزية  بشكل جيد أما الشخص الأخر فيتكلمها بطلاقة.
من خلال الصوت تعرفنا على شخصين في المكالمة: الأول ضابط في الجيش الحر والأخر ضابط في كتيبة الفاروق أما الشخص الثالث فلم نتعرف على هويته.“
 محتوى المحادثة:
“بدأ الثلاثة بالحديث عن لبنان، ثم تكلموا عن مصر وتونس ثم عن المرزوقي و الجنود الذين تم قتلهم من قبل سلفيين. ثم تكلموا عن استخدام غاز السارين في الغوطة. كنا نعرف الغوطة كوننا قما بزيارتها سابقا أنا و دومينيكو. لم نكن نعرف حينها عن وقوع هجوم كيميائي. لكنا عندما سمعنا اسم الغوطة زاد اهتمامنا بالمكالمة. وضرنا نستمع بانتباه أكثر.

جنرال الجيش الحر كان غاضباً و منفعلاً قال بغضب: "لم يكن مخططاً أن يقتل مئات الأشخاص". أضاف الجنرال من كتيبة الفاروق :"كان الاتفاق على أن تكون العملية محدودة على خمسين شخصاً على الأكثر"
عندها رد الشخص -الذي يتكلم الإنكليزية بطلاقة- : "لقد كان ذلك ضرورياً لأنه سيغير الكثير من الأشياء من أجل الثورة". عندها ثار جنرال الجيش الحر فرد الشخص الثالث "عندما استخدموا الغاز فقدوا السيطرة على الوضع”
يضيف الصحفي البلجيكي : “كنا نعرف أن استخدام الغاز كان خطاً أحمر وأنه كان هناك خطر من التدخل الدولي. النظام السوري من وجهة نطر عسكرية لن يكسب شيئا باستخدام الغاز في هذه المنطقة، في ريف دمشق. هذه ليست خطوة استراتيجية. ومع ذلك، كان للهجوم عواقب سلبية للغاية بالنسبة للحكومة السورية: لقد أعطى أعداء النظام كل الأسباب لتحفيز تدخل دولي.  المتمردون يعرفون ذلك .”