صيف «كارثي» يطوّق اليمنيين

11-07-2011

صيف «كارثي» يطوّق اليمنيين

حال مسخ هي حال اللاحرب واللاسلم التي يعيشها اليمني حالياً. شلل ينهش حياة الأسر اليمنية ويضعها على نار هادئة، إلى درجة بات معها سؤال: «أين ستمضي إجازة الصيف؟» لا يخلو من «وقاحة»، على حد وصف أم هالة التي احتلّت أواني تخزين المياه منزلها.

عذاب يومي يعيشه اليمنيون جراء التدهور المريع وغير المسبوق في الخدمات، لا ماء، لا كهرباء، لا وقود... لاءات تنغص حياة السكان، الذين ما إن ينجوا من كارثة حتى يقعوا في أحضان أخرى.

الحطب وأواني المياه الفارغة، وشعارات تندد بحال التدهور الحاصل، بيد أن لا مجيب، كانت «أكسسوارات» النساء في مسيرتهن السبت الماضي. طرقات متقطعة بسبب المتاريس العسكرية أو نقاط التفتيش التابعة لهذا الطرف أو ذاك، وبعض شركات النقل البري بين المدن أوقفت رحلاتها بسبب عدم توافر الوقود. وتؤكد معلومات رسمية أن أي مساعدة نفطية أو غيرها يذهب جزء كبير منها إلى السوق السوداء لمصلحة متنفذين. وفي حين أنتجت الأوضاع المأسوية فئة طفيلية جديدة تعتاش على أزمات المواطنين، فإن ثمة من بين الذين هربوا من مناطق القتال مَن وجد بعض المتعة والسلوى على غرار ما حصل مع صفاء (27 سنة) التي عمدت إلى التعرف إلى مسقط رأس والديها، وإن كان الهدف الأساسي من زيارتها لا يمت إلى السياحة بصلة، إذ أنها لجأت إليها هرباً من القتال الذي شهدته صنعاء في أيار (مايو) الماضي. وتقول صفاء: «وجدت القرية على درجة من الجمال والدهشة»، موضحة أنها لم تتوقع أن يتخلل هربها من الحرب نوع من المتعة التي شجّعتها على إعادة قراءة تاريخ اليمن القديم، على حدّ قولها.

ولا تزال بعض مناطق اليمن تشهد حرب شوارع شبه يومية، ويستمر الاقتتال العنيف في أخرى ما أدى إلى نزوح ما يزيد عن 50 ألف شخص. أمّا «أم المهازل»، وفق تعبير عمار (20 سنة) فتتمثل بانقطاع التيار الكهربائي الذي يصل أحياناً إلى 13 ساعة في اليوم. ويذكر عمّار الذي يخوض هذه الأيام اختبارات الثانوية العامة، أنه يضطر إلى التنقل من حي إلى آخر بحثاً في منازل الأقارب والأصدقاء عن ضوء يعينه على المذاكرة. وأدّت ندرة المشتقات النفطية إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، وارتفع سعر الشموع إلى أربعة أضعاف سعرها قبل أشهر، فيما ارتفع سعر البنزين في السوق السوداء نحو 800 في المئة عن سعره الرسمي.

ودعت مجموعات ناشطة على موقع «فايسبوك» إلى تنظيم مسيرات ضد تسييس الكهرباء والخدمات. وبات الجميع يتحدث عن «عقاب جماعي» يتعرّض له اليمنيون، وعن أن التحسن الطفيف الذي طرأ هذا الأسبوع على الكهرباء، كان «إكراماً للجنة الأممية التي تزور اليمن للتحقيق في أوضاع حقوق الإنسان».

ويبدو بصيص الأمل مفقوداً في أفق فصل الصيف الذي يبدو قاتلاً بامتياز، إذ أن مرضى بالفشل الكلوي قضوا بسبب انقطاع التيار الكهربي، كما سقط عدد من القتلى والجرحى في حوادث شجار على خلفية التزاحم أمام المحطات في انتظار الحصول على الوقود، والتي يصل الانتظار في صفوفها إلى أربعة أيام متتالية.

هذه معالم السياحة في اليمن لهذا اليمن، سياحة مفعمة بحوادث إرهاب قضت عليها. وكانت مجموعات من البلطجية واللصوص والمتطرفين هاجمت في آذار (مارس) الماضي عدداً من ملاهي عدن، ونهبتها وحرقتها ما قطع الطريق تماماً مع أي انتعاش يمكن أن تشهده السياحة في المدينة الساحلية التي بقيت خلال السنوات الماضية وجهة لبعض السياح السعوديين والخليجيين إضافة إلى شماليين.

علي سالم

المصدر: الحياة

التعليقات

ما بعرف أحكي ولا أبكي عالبشر.. مدري مين بدو السلطة من الرئيس صالح، والرئيس صالح ماسك مقولة "لا أخلع ثوباً سربلنيه الله"... ومو رايحة غير على هالبشر اللي عم تموت يمين وشمال، عم تفطس وما حدا بيهمه الموضوع. على قولة صاحبنا اللي قاعد بقطر "ومالو". شو بيعمل البني آدم لما يشعر بالقهر، وبنفس الوقت يشعر بالعجز عن عمل أي شيء؟؟ جنوب السودان طاير عقلهم صار عندهم دولة، ونسيانين انو 4 ملايين من سكانها (يعني النصف) أطفال، وأكتر من عشرة بالمية منهم بيموتوا قبل ما يصير عمرهم خمس سنين. ومقابل الملايين الثمانية اللي شكلوا الدولة الجديدة (الغنية نفطياً)، واللي مبسوطة كتير برفع علم إسرائيلي فيها، عندهم 100 قابلة مدربة، وأقل من 500 طبيب. وهالعالم اللي عم تفطس بالطرقات مالها قيمة. ايمتى البشر بدهم يصيروا بشر؟؟ ويصير للبني آدم قيمة؟؟؟ بعيد عن النفط وغيره وغيره؟؟

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...