طرابلس تفتح أبوابها للشركات الأميركية
بحثت وزيرة الخارجيّة الأميركيّة كوندوليزا رايس مع نظيرها الليبي عبد الرحمن شلقم في واشنطن أمس، بحضور مساعدها لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش، تعزيز العلاقات بين واشنطن وطرابلس إلى جانب عدد من الموضوعات، بينها دفع المبالغ الباقية من التعويضات لأسر ضحايا طائرة لوكربي.
وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة، شون ماكورماك، إنّ العلاقات الثنائيّة تتطوّر في الاتجاه الإيجابي، وإن هناك الكثير مما يتعيّن عمله «لتكريس الحريّات الأساسية في ليبيا»، كما أن «هناك قضيّة عالقة يتعيّن حسمها» تتصل بمطالب المواطنين الأميركيين من أسر ضحايا تفجير طائرة «بان أميريكان» فوق لوكربي الاسكتلنديّة عام 1988. وأشار إلى أنّه إذا كان للعلاقات بين البلدين أن تشهد تغيراً كاملاً فينبغي معالجة هذه الأمور.
وبحثت رايس وشلقم بعض القضايا الدولية المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي الذي تترأّس ليبيا دورته لهذا الشهر، وبينها الدور الليبي الفاعل في بعض القضايا الأفريقية مثل دارفور وتشاد وكينيا.
وكان شلقم قد شدّد، قبيل اللقاء، على أنّ «العلاقات الثنائية بين ليبيا والولايات المتحدة تعدّ مهمة للغاية لنا ولكم وللمنطقة بأكملها. فمن الضروري أن تقود الحكومات شعوبها للازدهار، والسلام، والنمو، وهذه مسؤوليّتنا كليبيّين وكأميركيّين»، مؤكداً على «الدور المهمّ» الذي تقوم به ليبيا في المنطقة والعالم.
وفي ندوة نظّمتها غرفة التجارة العربيّة ــــــ الأميركيّة الوطنيّة، قال الدبلوماسي الليبي: «رغم صغر حجمها وعدد سكّانها الذي يصل إلى 6 ملايين نسمة، فإن ليبيا تحتل مركزاً مهمّاً من الناحية الجيو ــــــ سياسية». وأوضح أن بلاده ستوقّع عدداً من اتفاقيّات التعاون مع الولايات المتحدة، بما فيها اتفاقية تسمح بعودة الطلبة الليبيين للدراسة في الكليات والجامعات الأميركية، مشيراً إلى «أنّنا نرغب في عودة التكنولوجيا والمعرفة ورأس المال الأميركي إلى ليبيا».
وبحضور وكيلة وزارة الخارجيّة الأميركيّة لشؤون الديموقراطية والعالميّة، بولا دوبرينيسكي، في مقر وزارة الخارجية الأميركية، جرى توقيع اتفاقيّتي تعاون في المجالين العلمي والثقافي، وذلك من دون توقعات ليبية بنمط أسرع من استعادة العلاقات مع واشنطن.
وتعدّ زيارة شلقم الزيارة الرسميّة الأولى لوزير خارجية ليبي إلى واشنطن منذ نحو 35 عاماً. ويُذكر أنّ وزير الخارجية الليبي الأخير الذي زار الولايات المتحدة كان منصور الكيخيا في 17 تشرين الأوّل عام 1972.
ودعا شلقم رجال الأعمال والشركات الأميركية إلى الاستثمار في ليبيا في كلّ القطاعات. وقال «بين الولايات المتحدة وليبيا صداقة قيّمة تعود إلى فترة استقلال الولايات المتحدة. وعلى امتداد قرنين أو أكثر، نتجت من هذا التفاعل فترات تعاون وفترات نزاع. أمّا اليوم، فيسعدني القول إن باب ليبيا مفتوح للأعمال». وأضاف إنّه يحمل للحكومة الأميركية ولمجتمع الأعمال رسالة تتطلّع للمستقبل، وقال «كلّنا أمل بأن تستغل الشركات الأميركية هذه الصفحة الجديدة من تاريخ بلدينا».
وكان أمين اللجنة الشعبية العامّة للاقتصاد والتجارة والاستثمار في ليبيا، علي عبد العزيز العيسوي، قد زار واشنطن في تشرين الثاني الماضي ليتفاوض مع المسؤولين الأميركيين على اتفاق تجارة واستثمار. كما طلب دعم واشنطن لانضمام ليبيا إلى منظمة التجارة العالمية.
واجتمع شلقم خلال زيارته إلى واشنطن أيضاً مع وزير الأمن الداخلي الأميركي، مايكل شيرتوف، ووزير الطاقة، صامويل بودمان، ونائب وزير الدفاع، غوردون إنغلاند. ولا يتضمّن جدول زيارته أي لقاءات مع مسؤولين في البيت الأبيض أو الكونغرس الذي لا يزال في عطلة حتى 18 من الشهر الجاري.
ولم تحدّد رايس بعد موعد زيارتها إلى ليبيا. وتبدو وزارة الخارجيّة مترددة في اتخاذ هذه الخطوة على هذا المستوى في ضوء الرسالة التي وجّهها إليها الشهر الماضي 7 من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي يطالبون فيها بممارسة ضغط على ليبيا في شأن العديد من القضايا، بينها تعويضات لوكربي وسجلّ ليبيا في مجال حقوق الإنسان.
إلّا أنّ 5 مسؤولين أميركيين سبق لهم زيارة ليبيا العام الماضي وهم المبعوث الرئاسي الخاص بالسودان السفير أندرو ناستيوس في آّذار الماضي لبحث أزمة دارفور، ونائب رايس، جون نغروبونتي في نيسان الماضي. ومستشارة البيت الأبيض السابقة لشؤون مكافحة الإرهاب، فرانسيس تاونسند. ونائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ولش في آب الماضي. والمدير العام للخدمات التجارية في وزارة التجارة إسرائيل هرنانديز في كانون الأوّل الماضي.
محمد سعيد
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد