طهران تتهم واشنطن بـخطف عالِم نووي إيراني بمساعدة سعودية
اتهمت طهران واشنطن امس، بـ «خطف» خبير نووي ايراني يدعى شهرام عميري، خلال أدائه العمرة في السعودية في أيار الماضي، مشيرة في الوقت ذاته الى مسؤولية الرياض في القضية، ودورها في «تسليمه» الى الاميركيين، وذلك فيما رفضت المهلة التي حددها البيت الابيض للحوار معها بشأن برنامجها النووي، التي تمتد حتى نهاية شهر كانون الاول الحالي، على ان تعقبها إجراءات عقابية محتلمة.
وقال وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي في مؤتمر صحافي في طهران «نملك أدلة تظهر ان الاميركيين أدوا دورا في خطف عميري. ان الاميركيين خطفوه.. وننتظر اذاً ان تعيده إلينا الحكومة الاميركية». وتابع ان عميري «فقد في السعودية فيما كان هناك لأداء العمرة»، و«ينبغي تحميل السعودية مسؤولية» ما حصل له، مؤكدا ان ايران «تحتفظ بحقها في إجراء ملاحقات قضائية في حالات مماثلة».
وكان المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنباراست، قال في وقت سابق ان «شهرام عميري، الخبير النووي الايراني الذي كان توجه الى السعودية لأداء العمرة، قامت الرياض بتسليمه الى واشنطن». واضاف ان عميري هو في عداد «احد عشر إيرانيا معتقلين في سجون اميركية»، مؤكدا ان «الخارجية الايرانية تتابع وضعهم»، من دون مزيد من التوضيحات.
وكانت السلطات الايرانية أكدت فقدان عميري في تشرين الاول الماضي، خصوصا متكي الذي سبق ان اكد ان الولايات المتحدة «متورطة» في هذه القضية. وذكرت حينها صحيفة «جوان» المحافظة، ان عميري باحث في الفيزياء في جامعة مالك عشتار التكنولوجية في طهران. ونفت ما أوردته وسائل اعلام عن انه أفشى للولايات المتحدة بوجود منشأة التخصيب قرب قم.
وتحتجز ايران ثلاثة اميركيين بتهمة الدخول غير الشرعي الى أراضيها. وقد اعلنت امس الإفراج عن ثلاثة بلجيكيين اعتقلوا قبل شهرين لدخولهم «منطقة محظورة وجمعوا معلومات». ولم يعلن قبلا عن توقيف البلجيكيين الثلاثة.
في هذا الوقت، أكد مهمنباراست رفض بلاده تحديد اي مهلة زمنية للمحادثات التي تجري مع طهران. وقال ان «تحديد اي مهلة يعتبر استمرارا للنهج الخاطئ الذي سلكته الدول الغربية»، مشيرا بذلك الى قول الرئيس الاميركي بارك اوباما ان نهاية العام الحالي، هي الموعد النهائي للحوار مع ايران، قبل اتخاذ خطوات عقابية محتملة بحقها. واعتبر ان «الفرص التي يتحدث عنها الغرب لن تكون ناجحة اذا كانت مصحوبة بلغة التهديد»، مؤكدا ان «ايران لا تزال مستعدة لشراء الوقود» النووي.
وفيما أعلن المتحدث الايراني أن متكي وجه رسائل الى الدول الـ 35 الأعضاء في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تتعلق بالقرار الاخير لمجلس الحكام الذي ينتقد تأخر ايران في الكشف عن منشأة قم، استبعد قبول وساطة تركية في الموضوع النووي. واوضح «عبرنا بوضوح عن وجهات نظرنا بشأن المسألة النووية.. تريد تركيا ان تؤدي دورا في حل المسألة النووية لكننا لا نعتقد ان وجهات نظرنا الشفافة تحتاج الى تفسير من جانب دول أخرى».
من جهته، اعتبر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني، ان «الولايات المتحدة تطرح في الوقت الحاضر فكرتها الاستعمارية المقيتة في إطار أسلوب جديد يتسم بالنفاق وخداع البسطاء». واوضح خلال جلسة علنية للمجلس ان «مستوى الأساليب الاستكبارية الاميركية أصبح أكثر تعقيدا وذا أبعاد سلطوية أوسع.. كما ان الولايات المتحدة لم تتخل عن مغامراتها ووضع العراقيل في طريق المصالح الوطنية الايرانية».
في مقابل ذلك، اعتبر وزراء الخارجية الأوروبيون في بيان اعتمد أثناء اجتماع في بروكسل، ان «فشل ايران المستمر في الوفاء بالتزاماتها يتطلب ردا واضحا واتخاذ تدابير مناسبة» من جانب الاتحاد الأوروبي. وسيعرض هذا النص على رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي خلال قمة تعقد في بروكسل غدا الخميس وبعد غد الجمعة. ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس الدوما الروسي فيكتور زافارزين، انه لا بد من أن يكون البرنامج النووي الإيراني «كامل الوضوح» إذا ما أرادت طهران الحصول على دعم روسي.
من جهة اخرى، أكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال استقباله وزير الخارجية الإماراتية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ان «تنمية وتوسيع التعاون بين دول المنطقة يُعتبران العامل الرئيسي للازدهار والتقدم ويحولان دون فرض مشكلات المستكبرين على الشعوب». ودعا الوزير الإماراتي «الى تنمية وتوسيع علاقات التعاون مع طهران بشكل غير محدود وفي مختلف المجالات»، قبل ان يوقع مع متكي على 5 وثائق للتعاون بين البلدين، بعدما ترأسا الاجتماع الأول للجنة الاقتصادية المشتركة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد