طهران تعرض التوسّط بين دمشق وأنقرة
لم يرشح عن الاجتماعات الهامة التي استضافتها الولايات المتحدة الأميركية خلال اليومين الماضيين، أي تفاصيل عن كواليس المحادثات حول ملفَّي «المنطقة الآمنة» والانسحاب الأميركي المفترض من سوريا.
وكان أبرز ما خرج أمس هو إعلان ترامب، أمام وزراء خارجية «التحالف الدولي»، أن الأسبوع المقبل قد يشهد إعلاناً رسمياً من قِبَل بلاده عن «هزيمة داعش بشكل كامل». وكما توقعت وسائل الإعلام الأميركية، لم يفوّت ترامب مناسبتَي اجتماع «التحالف» وخطاب «حالة الاتحاد» للتغنّي بـ«النصر» على «داعش»، من دون أن يغفل ذكر «الإرهاب الإسلامي المتطرف» مرّتين في حديثه الأخير. وقبل حديث ترامب بساعات، جدّد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، التزام بلاده هزيمة «داعش»، مضيفاً أن الانسحاب المفترض «لا يعني نهاية المعركة». وترافق التعهّد الأميركي مع طلب واضح بزيادة المساهمة المالية المُقدَّمة من أعضاء «التحالف»، والمخصّصة لتمويل «إعادة الاستقرار».
واستغلت أنقرة المنبر نفسه للتأكيد على أن الانسحاب الأميركي يجب أن يتم «بطريقة منظمة ومنسقة». وأضاف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أنه «يجب الابتعاد عن منح الإرهابيين فراغاً في السلطة، يمكنهم أن يستفيدوا منه لتهديد وحدة أراضي سوريا وتقويض الأمن القومي لجيرانها». وبالتوازي، خُصّص البيان المشترك لوزراء دول «المجموعة المصغّرة» للحديث عن «عدم وجود بديل للحل السياسي» في سوريا، ضمن إطار الأمم المتحدة ووفق قرار مجلس الأمن 2254. واعتبر البيان أن «أولئك الساعين إلى زعزعة استقرار المنطقة، أو إلى حل عسكري، لن ينجحوا إلا في زيادة خطر التصعيد في المنطقة». وتعهّدت تلك الدول بدعم المبعوث الأممي الجديد غير بيدرسن، مشدّدة على «تفويضه الواضح من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن».
تركيز البيان على مسار «الحل السياسي» تساوق مع اللقاءات الواسعة التي أجراها بيدرسن منذ تولّيه مهامه مطلع العام الحالي، ومع المحادثات الهامة التي تقودها موسكو ضمن صيغة «أستانا» تحضيراً لاجتماع قمة في سوتشي الروسية، في 14 شباط الجاري. ومثّلت لقاءات طهران محطة لافتة في تلك التحضيرات خلال الأيام القليلة الماضية، مع استقبال العاصمة الإيرانية وفداً روسياً رفيع المستوى، إلى جانب المبعوث الأممي، ووزير الخارجية السوري وليد المعلم. والتقى الأخير معظم المسؤولين الإيرانيين الرسميين خلال زيارة امتدت ليومين، وشملت أمس اجتماعين مع الرئيس حسن روحاني، ومستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي. وبقدر ما حملت الزيارة من رسائل تخصّ العلاقة الثنائية بين دمشق وطهران، فإنها بحثت ملفات عدة ستكون حاضرة ضمن «قمة أستانا» المقبلة، وأهمها «اللجنة الدستورية» وشرق الفرات وإدلب. وفي تصريحات لافتة أمس، أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن بلاده أكدت لتركيا أن استقرار المنطقة الحدودية مع سوريا، وتحييد «مخاوف أنقرة المشروعة»، يجب أن يكون عبر عودة سيطرة الجيش السوري. ولفت إلى أن بلاده وروسيا جاهزتان للمساعدة في التنسيق بين أنقرة ودمشق، ولعب دور الوسيط «في حال طلب الطرفان» ذلك.
وفي موازاة ذلك، أعلنت الأمم المتحدة أنها بدأت تسيير قافلة مساعدات إلى مخيم الركبان، قرب مثلث الحدود السورية ــ العراقية ــ الأردنية، مخصّصة لنحو 40 ألف نازح في المخيم. القافلة، التي وصلت أمس أولى دفعاتها، يفترض أن تستمر لمدة أسبوع تقريباً إلى حين استكمال نقل كل المواد المخصّصة للمخيم، وهي تتكون من 133 شاحنة محمّلة بمواد غذائية وصحية وإغاثية، وبعض المواد التعليمية. كما سيتم إطلاق حملة لقاحات بإشراف فريق طبي بمشاركة منظمة «الهلال الأحمر العربي السوري».
الأخبار
إضافة تعليق جديد