عائلات في الموصل أبيدت تحت أنقاض منازلها
اتهمت واشنطن طهران امس، بتعمد التأخير في عقد مزيد من المحادثات بشأن العراق، مقللة من أهمية الزيارة التي يتوقع ان يقوم بها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى بغداد، وذلك في وقت بلغت حصيلة عملية تفجير حي سكني في الموصل اكثر من 250 بين قتيل وجريح، بعدما تسببت بتدمير عشرات المنازل، التي لا تزال عائلات محاصرة تحت ركامها.
وقال السفير الاميركي في بغداد رايان كروكر «نحن عازمون على الذهاب والايرانيون يحجمون لاسباب ما.. هم فجأة التزموا الهدوء». وكانت آخر مرة اجتمع فيها مسؤولون اميركيون وايرانيون في بغداد في آب عندما عقدت لجنة امنية محادثات. وقد اعتبر كروكر الذي نبه الى انه لن يتم التوصل الى نتائج سريعة، انه يجب ان تجتمع تلك اللجنة مرة اخرى في بغداد ثم يعقب ذلك اجتماع يعقده مع نظيره الايراني السفير حسن كاظمي قمي.
وحول خلفية كاظمي قمي الذي تقول واشنطن انه ينتمي الى قوة القدس التابعة للحرس الثوري، قال كروكر «اتعامل معه بصفته سفير ايران لكن من الواضح ان هذه الحقيقة تشير الى الكيفية التي تتعامل بها ايران في علاقتها مع العراق وهو ما نقول انه ليس من خلال القنوات التقليدية في العلاقات بين دولة ودولة».
وقلل كروكر من شأن الاثار التي قد تنجم عن زيارة سيقوم بها الى بغداد الرئيس الايراني. وقال انه لا يتوقع ان يحدث أي شيء «مثير» نتيجة للزيارة، معتبرا ان «الشيء المهم ليس هو ما اذا كانت هناك زيارة أو ما سيقال اثناء الزيارة اذا جرت، وانما ما يفعلونه بالفعل».
وفي ما يتعلق بالعملية السياسية، قال السفير الاميركي ان المصالحة تكسب قوة دافعة على المستوى القومي وخاصة في برلمان يعمل فيه النواب «بطريقة مكثفة». لكنه أشار الى انه ليس على وشك ان يتنبأ بأن «الايام السوداء» عندما اقترب العراق من شفا حرب اهلية طائفية شاملة قد انتهت.
وكان خبراء أميركيون مستقلون أبلغوا مجلس النواب الأميركي أمس الاول، ان النجاحات الهشة التي تحققت في الأشهر الأخيرة في العراق، يمكن أن تتراجع إذا لم تكن الولايات المتحدة مستعدة للاحتفاظ بوجود عسكري كبير في منطقة الخليج على مدى سنوات مقبلة. ورأى هؤلاء أن الهدوء الحالي يمكن استغلاله لاجراء انتخابات محلية من شأنها أن تسهم في تهدئة الخلافات بين المسؤولين المنتخبين وشيوخ العشائر.
ميدانيا، ارتفعت حصيلة عملية التفجير، وهي الاولى من نوعها التي تستهدف احد الاحياء السكنية في الموصل شمالي العراق، الى ما لا يقل عن 34 قتيلا واكثر من 217 جريحا. وقال رئيس مجلس محافظة نينوى هشام الحمداني ان «الاعداد مرشحة للارتفاع.. عائلات بكاملها ابيدت تحت الانقاض، في حين لا تزال عائلات اخرى عالقة لكننا لا نعرف اعدادها». وأشار الى ان «ما لا يقل عن مئة منزل تدمرت او لحقت بها اضرار جسيمة بالقرب من المبنى الذي تم تفجيره» في حي الزنجيلي غربي الموصل.
وكان مصدر في شرطة نينوى اعلن ان «الجيش العراقي تسلم بلاغا عن وجود اسلحة ومتفجرات داخل مبنى سكني في حي الزنجيلي». واضاف ان «قوة من الجيش والشرطة بدعم من القوات الاميركية، توجهت الى المكان لكن المبنى المكون من ثلاث طبقات انفجر لدى وصولها ما ادى الى انهياره بالكامل».
واعلن الاحتلال الاميركي مقتل قائد شرطة نينوى العميد صلاح الجبوري واثنين من مرافقيه في هجوم انتحاري بحزام ناسف استهدفه خلال تفقده موقع الانفجار. كما طالب بيان صادر عن مجلس محافظة نينوى الحكومة «باعلان المنطقة منكوبة»، داعيا الحكومة الى «ارسال مساعدات ومواد اغاثية».
الى ذلك، قتل اثنان من عناصر الشرطة واصيب ثلاثة اشخاص بجروح في انفجار عبوة ناسفة في وسط بغداد. وقتل 7 عراقيين واصيب 3 في هجمات متفرقة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد