عادل محمود: حائرون بين ما يراد لنا وبين ما يراد لنا
ليسوا ورقة للعب بيد أحد. لا جوكر, ولا «41»!! وإذا كان من لعبة يفضلونها, حتى في السجون, هي «القاشوش» الذي يأكل جميع الأوراق.
لذلك يخطئ, على نحو فادح من يظن نفسه ذكياً باستخدامهم, تكتيكياً أو استراتيجياً, لعباً أو جداً, لأغراضه.
لديهم اليقين, والآخرون لديهم الاحتمالات.
لديهم النموذج ولدى الآخرين تفعيل الخيارات.
لديهم المرجعيات وللآخرين الترددات والتذبذبات بين القومي والوطني والماركسي والليبرالي والملكي والجمهوري والاماراتي...
شعبيتهم مطلقة في الخيال, موجودة في الاحتمال, قائمة بالأعمال, رغم أنهم لا يصافحون نصف من يؤيدهم لكي لا ينقض الوضوء!
والآخرون شرعيتهم منقوصة الى أجل, حتى الموعد المقبل في الانتخابات. منهم أغلبية المصادفة أو التزوير. ويمكن انتظار نهاية الصلاحية بالشريعة لا التشريع.
من لم يكن من فئتهم في السياسة, وفهمهم في المبادئ, وطريقتهم في الحكم يخطئ في الخيارات ويعفّس في السياسة, وقد يخون الوطن.
إن لم تؤمن بتسييس الدين وتديين السياسة.
فالدين لله والوطن للجميع, شعار مرفوض: فكل شيء لله. والمشتغلون في السياسة يحددون تقسيم العمل, وتوحيد الايمان, وتشريع الشريعة!
لا يشاركون أحداً, وإذا كانوا بلد سلطة يباركون أو لا يباركون.
ليسوا مع التعديل في المواثيق والدساتير بل مع التبديل في كل شيء.
استبدادهم عدالة القوة, واستبدالهم خلل في قوة العدالة.
يتحالفون معك وينقلبون عليك. يأخذون ولا يدفعون. يطلبون السلاح منك, ولدى الاستعمال يوجهونه عليك. من خالفهم انحرف الى جهنم, ومن حالفهم انتهى الى العزلة. أقليتهم اغلبية تحت السلاح, واكثريتهم اقلية قيد الحصول على السلاح.
أمرهم شورى, وتنفيذهم استبداد مكتب سياسي أو أمير جامعي.
ونحن؟!
نحن حائرون بين ما يراد لنا وبين ما يراد لنا... نصفنا يريد دولة مدنية ونصفنا الآخر دولة ميتافيزيقية. وإذا اقتتل النصفان ضاعت الأوطان و...
كُتبَ القتل والقتال علينا وعلى الغانيات جرُّ الذيولِ.
هذه المواصفات الطالبانية لطلاب إن لم يفسدهم المال أفسدهم الدين. وان احتكموا الى القوة ظهرت كجلاد, والى الجغرافيا انشئت الامارة! وان حوصروا اخذوا «مخيماً» رهينة! كان الفلسطيني يحلم بفلسطين, اصبحت عودته الى نهر البارد حلماً والى غزة حلماً.
«يا لبؤس شعب لا يجد حلاً أفضل من... الجلاد». "ماركس".
المصدر: الكفاح العربي
إضافة تعليق جديد