عباس وحماس في ذكرى عرفات: حمـلات تخويـن تتجـاوز الحـدود
حلت الذكرى الرابعة لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أمس، في ظل أجواء انقسام غير مسبوق بين حركتي فتح وحماس، اللتين تبادلتا هجمات كلامية من العيار الثقيل وصلت إلى حد التخوين المباشر، إذ تراوحت بين اتهامات بالارتهان لـ»جهات إقليمية« و»الارتماء في أحضان المحتل«، فيما كانت معاناة فلسطينيي غزة تتواصل، في ظل استمرار تشديد السلطات الإسرائيلية الحصار على القطاع، وتلميحاتها بأنّ مواجهة حتمية تلوح في الأفق.
واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في احتفال نظم في رام الله في الذكرى الرابعة لوفاة عرفات، حماس بـ»إجهاض المبادرة اليمنية حتى إفشال الجهد المصري متسببة بالإحباط للشعب الفلسطيني وهو أمر لا نجد له تفسيرا«، داعياً إلى إنهاء حالة »الانقلاب« في غزة من خلال »الاحتكام للحوار«.
وطالب عباس جامعة الدول العربية بفرض عقوبات على حماس »بعد تعطيلها الحوار وإفشال جهود المصالحة«، معتبراً أنّ الحركة »ترتبط بقوى إقليمية خارجية تعمل لصالحها«، وأنها »لا تريد حوارا بدليل ممارساتها التعسفية في قطاع غزة«.
ونفى عباس خضوعه لـ»فيتو أميركي أو إسرائيلي« لتعطيل الحوار، كما تقول حماس، حيث وصف هذه الاتهامات بالـ»الحجة الواهية والتافـهة«، مشـدداً على أنّ »السلطة ستبقى مع الحوار ومع الجهود والدعوات العربية لإنهاء الانقسام«.
ودعا عباس إلى »تشكيل حكومة توافق وطني لا تعيد الحصار وتتولى الإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية«، مشيراً إلى أن »من لديه الثقة بنفسه فليحتكم إلى صندوق الاقتراع«. وتابع »نحن نؤمن بالديموقراطية ولو على أنفسنا، وإذا رفضوا فلنذهب إلى استفتاء شعبي، وهو أسلوب تتبعه الدول الديموقراطية، إما إذا أرادوا الديموقراطية لمرة واحدة كعود الكبريت فهذا لن يحصلوا عليه«، في إشارة إلى فوز حماس بالانتخابات التشريعية الفلسطينية.
في المقابل، اعتبر المتحدث باسم حماس فوزي برهوم أنّ عباس »يتحدث عن المقاومة، بينما يعمل على تصفية المقاومة والتفريط بالثوابت التي حوصر وقتل من اجلها ياسر عرفات«. وأضاف »هذه إساءة كبيرة للرئيس ياسر عرفات الذي تخلى عن دربه الرئيس عباس وارتمى في أحضان المحتل الصهيوني«، مشيراً إلى أنّ خطاب عباس »أجوف ومليء بالمتناقضات، وليس خطابا وطنيا ولم يتحدث فيه كرئيس للشعب الفلسطيني، بل بصفة حزبية مقيتة، بعدما أفلس في إحداث وقيعة بين حماس والفصائل الفلسطينية والدول العربية«.
وقال برهوم إنّ عباس هو »المسؤول الأول والأخير« عن حالة الانقسام التي يعيشها الشعب الفلسطيني، من خلال »قيادته للتيار المعطل داخل حركة فتح المنسجم مع المشاريع الصهيو ـ أميركية«، مشيراً إلى ان الاعتقالات التي تنفذها قواته ضد قياديي حماس هي »خدمة مجانية للاحتلال الصهيوني، لحفظ أمنه وأمن المستوطنين«.
تبادل الاتهامات هذا، جاء في وقت ما زال فيه سكان غزة يواجهون نذر كارثة إنسانية ومخاطر هجوم إسرائيلي جديد يسعى القادة الإسرائيليون إلى تعزيز موقعهم في الحياة السياسية من خلاله قبل أسابيع من الانتخابات المبكرة.
ولليوم الســابع على التوالي، واصلت سلطات الاحتلال إغلاق المــعابر المــؤدية إلى القطاع، رغم سماحها صباحاً بدخول شحــنات من الوقــود لتغذية محطة توليد الكهرباء الوحــيدة في غزة، في ما بدا أنه إجراء موقت، حيث أشارت سلطة الطاقة الفلسطينية في غزة إلى أن إسرائيل عادت وأوقفت ضخّ الوقود إلى المحطة، موضحة أنّ ما تم ضخه يكفي لتشغيل المحطة لمدّة ٣٠ ساعة فقط.
من جهتها، طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين »أونروا« إسرائيل بفتح المعابر، محذرة من أنّ أوضاع السكان في القطاع المحاصر منذ ١٨ شهراً »تتجه نحو كارثة حقيقية وعواقبها وخيمة«. ولفتت الوكالة إلى أنها ستضطر لوقف توزيع الغذاء على ٧٥٠ ألفا من سكان غزة مساء الخميس ما لم تفتح إسرائيل معابر غزة أمام الامدادات الإنسانية.
إلى ذلك، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت من مواجهة حتمية مع حماس، معتبراً أنّ »المسألة كلها مسألة وقت«. وأضاف »نحن لا نرغب في هذه المواجهة غير أننا لا نخشاها أيضا، وإذا كان لا بد من قتال حماس فسنفعل. وفي كل الأحوال علينا الاستعداد لذلك«.
أمّا وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فقال إنه »لا توجد نية لدينا بخرق الهدوء ونحن مهتمون باستمرار التهدئة، لكن في كل وضع يتعين علينا فيه إحباط عملية ضد الجيش الإسرائيلي فإننا سنعمل (عسكريا)«.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية ان المجلس الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية سيدرس اليوم اقتراحا يقضي بإخلاء القرى الفلسطينية التي تطلق منها صواريخ قبل أن يتم قصفها من قبل الجيش، وذلك بعدما تقدم وزير العدل دانيال فريدمان ونائب رئيس الوزراء حاييم رامون باقتراح بهذا الشأن.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد