عرب أنابوليس يشكون الخديعة الأميركيّة

بدا واضحاً أمس أن تقرير الاستخبارات الأميركية حصّن المواقف الدولية الرافضة لتشديد الحصار على إيران، رغم محاولات واشنطن الحثيثة لإعادة قطار الأزمة النووية إلى سكّة العقوبات، التي ترافقت مع بوادر تغيير واضحة ظهرت في لهجتها، عبر عنه تراجع الرئيس جورج بوش عن التلويح بـ«حرب عالمية ثالثة» والاكتفاء بتخيير طهران بين تلبية المطالب الدولية أو «العزلة»

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عقب محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي في موسكو، إن سيد الكرملين «هنأ» إيران على تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكنه دعاها إلى معالجة «القضايا العالقة، بينها الدعوات إلى وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم».
وفي ما يتعلق بالسعي الأميركي لفرض مزيد من العقوبات على طهران، قال لافروف: «سنقوّم الموقف على أساس عناصر (عديدة)، منها نشر الولايات المتحدة بيانات تظهر أن إيران أوقفت برنامجها النووي العسكري»، مشدّداً في الوقت نفسه على أن لا أدلة على امتلاك إيران برنامجاً نووياً عسكرياً.
ويبدو أن التقرير الأميركي فاجأ دولاً عربية عديدة. وقال دبلوماسيون عرب في القاهرة، لوكالة «يونايتد برس إنترناشونال»، إن «حكومات عربية عديدة أبدت خشيتها من انعكاسات جذرية على التوازنات الإقليمية في حالة تبلور التقديرات الاستخبارية الأميركية في استراتيجية تقارب أميركي ـــــ إيراني».
وأضاف الدبلوماسيون أنفسهم أن أكثر ما أثار انزعاج دول عربية «معتدلة» هو عدم إطلاع وزراء خارجيتها في مؤتمر أنابوليس للسلام على تقديرات الموقف الجديد. وأشار أحد المشاركين في أنابوليس إلى أن حكومته تشعر بـ«الخديعة والتلاعب من الاميركيين». وأضاف: «لا يمكن أن يأخذوا العرب إلى أنابوليس لمواجهة إيران، ثم يقولوا لنا إن إيران أوقفت مسعاها لإنتاج السلاح النووي منذ أربع سنوات».
وتوقع الدبلوماسيون ارتياحاً في المنطقة من تخفيف حدة الأزمة بين طهران وواشنطن، إلا أنهم توقعوا ظهور انعكاسات كبيرة للموقف الأميركي الجديد على التطورات في كل من العراق ولبنان وفلسطين.

المصدر: الأخبار