عنان: العراق كان أفضل حالاً في عهد صدام وبوش يدير ظهره للجنة بيكر
أعلن البيت الابيض، أمس، أن الرئيس جورج بوش لن يعتمد التوصيات النهائية لمجموعة دراسة الاوضاع في العراق، التي سيتسلمها بعد غد الاربعاء كمرجع أساسي في التغييرات المرتقبة للسياسة الاميركية. وتزامن هذا الاعلان مع تصريح غير مسبوق للامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، قال فيه إن العراق في عهد الرئيس الاسبق صدام حسين، كان أفضل حالاً مما هو عليه الآن.
وفي مقابلة مع تلفزيون إن بي سي الاميركي، قال مستشار الامن القومي للبيت الابيض ستيفن هادلي، إن بوش لن يأخذ بالضرورة بتوصيات المجموعة التي يرأسها وزير الخارجية الاميركية الاسبق الجمهوري جيمس بيكر، مع السيناتور السابق الديموقراطي لي هاملتون.
وقال هادلي إن بوش يتطلع لتلقي هذا التقرير، الذي سيكون بمثابة مرجع مهم... لكن الرئيس يريد أيضاً الاستماع إلى الجمهوريين والديموقراطيين في الكونغرس. إنه يريد أن يحصل على النتيجة ويستمع إلى نتائج المراجعة التي يقوم بها قادته العسكريون. يريد أن يسمع ما الذي تعتقده الحكومة العراقية طريقاً للتقدم.
وتابع هادلي يقول إن بوش سوف يأخذ بالتالي كل هذه الامور، ويخرج منها جميعاً بطريق للتقدم. أضاف ان أمله يكمن في أن تكون طريقاً للتقدم تحظى بدعم الاميركيين، الجمهوريين والديموقراطيين... والكونغرس.
ومن المتوقع أن تتضمن توصيات المجموعة دعوة إلى انسحاب تدريجي للقوات الاميركية القتالية في العراق، وإلى فتح حوار مع إيران وسوريا حول العراق.
من جهة اخرى، قال هادلي إن بوش يعكف على دراسة قائمة من الخيارات في العراق، طرحها وزير الدفاع المستقيل دونالد رامسفيلد، ضمن مذكرة سلّمها قبل تقدمه بالاستقالة في الشهر الماضي. أضاف أن المذكرة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز للمرة الاولى أمس الاول، ستشكل أحد المقترحات التي سيعكف بوش على دراستها قبل اتخاذ قراره بشأن تغيير السياسة في العراق.
وبين الخيارات التي تقترحها مذكرة رامسفيلد، إجراء انسحاب متواضع للقوات، لتحفيز الحكومة العراقية على تولي المسؤولية، وتسريع تخفيض عديد القواعد الاميركية في العراق، وإضافة مدربين أميركيين، وزيادة عدد القوات الاميركية قرب الحدود مع سوريا وايران.
في هذه الاثناء، ذكرت صحيفة تايمز البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير سيتوجه بعد غد إلى واشنطن، لعقد قمة جديدة مع بوش، بالتزامن مع صدور توصيات لجنة بيكر يناقشان فيها مسألة تسليم أمن العراق تدريجياً إلى العراقيين.
- قال أنان، في حديث إلى تلفزيون بي بي سي البريطاني يبث اليوم، انه قبل بضع سنوات وعندما كان هناك نزاع في لبنان وفي أمكنة أخرى، كنا نصف ذلك بالحرب الاهلية، لكن الوضع في العراق أسوأ من حرب أهلية. أضاف ان وضع المواطنين العراقيين كان أفضل في عهد صدام، مما هو عليه الآن قائلا لو كنت عراقياً عادياً، لكنت قمت بالتشبيه ذاته. كان عندهم دكتاتور قاس، ولكن كانت لهم شوارعهم وكان بإمكانهم الخروج، وكان بإمكان أولادهم الذهاب الى المدرسة والعودة الى منازلهم من دون أن تقلق والدتهم أو والدهم.
ولام الامين العام رئيس الحكومة العراقي نوري المالكي ضمناً، قائلا إن الحكومة العراقية لم تتمكن من السيطرة على العنف.
في هذه الاثناء، أعلن الرئيس العراقي جلال الطالباني رفضه عقد مؤتمر دولي حول العراق كان أنان اقترحه يوم الثلاثاء الماضي، مؤكداً على الحاجة لإشراك سوريا وإيران، فيما قال وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري إنه يؤيد عقد مؤتمر دولي حول العراق، بشرط ألا يعود بالعملية السياسية لنقطة الصفر.
بدوره، رفض رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عبد العزيز الحكيم، أمس الاول، مقترح أنان. ووصف الحكيم، الذي يتوجه للقاء بوش في واشنطن اليوم، حاملاً معه اقتراحات تتضمن مشروعاً أمنياً جديداً في العراق، اقتراح المؤتمر الدولي بأنه غير واقعي وغير صحيح وغير شرعي وغير قانوني.
وفي عمان، أعلن زعيم الجبهة العراقية للحوار الوطني (11 مقعداً برلمانياً) صالح المطلك، ترحيبه بدعوة أنان لعقد مؤتمر دولي. لكنه طالب بأن تكون الحكومة العراقية وجميع الاطراف الوطنية مشاركة فيه. كما طالب أن يؤسس المؤتمر لمحاكم دولية تحقق في جرائم ارتكبت في العراق.
وندد المطلك ضمناً بموقف الحكيم، قائلا إنه غريب جدا أن يخرج صوت من داخل العراق يقول لا نريد مؤتمراً دولياً يحل الازمة الخانقة في العراق.
ويعقد عدد من وزراء خارجية الدول العربية اجتماعاً في القاهرة غداً، في نطاق لجنة تابعة لجامعة الدول العربية تهدف لبحث الازمة العراقية.
- في هذه الاثناء، تصاعدت النقمة الداخلية على أداء المالكي. وقال المطلك، من عمان، إن قوى وطنية عراقية عديدة تضع اللمسات الاخيرة قبل الاعلان عن إنشاء جبهة وطنية من أجل إنقاذ العراق من الوضع الكارثي الذي هو فيه. أضاف ان الجبهة ستستثني المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، وقسماً من حزب الدعوة (الذي ينتمي إليه المالكي) بالاضافة الى الحزبين الكرديين الرئيسيين، الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الطالباني. كما أن الجبهة مع انضمام التيار الصدري فقط اذا حل جيش المهدي.
وأوضح المطلك أن الجبهة ستستثني بذلك كل من يريد تقسيم العراق والطائفيين وتحتضن كل من يريد وحدة العراق. وأكد أن الغاية من إنشاء هذه الجبهة هو تغيير العملية السياسية في البلاد حيث بات من الواضح أن هذه الحكومة أصبحت غير قادرة على إدارة البلاد.
يأتي إعلان المطلك تزامناً مع منع الداخلية التظاهرات والتجمعات من دون إذن حكومي مسبق، وفي وقت أكد فيه المالكي، في لقاء مع وجهاء عشائر من مدينة الصدر، أن الحكومة الحالية تمثل كل العراقيين وان الحديث عن حكومة إنقاذ وطني يعني الانقلاب على ما حققه العراقيون والعودة بالمتسكعين من جديد ليحكموا العراق.
- أعلن جيش الاحتلال الاميركي مقتل ثمانية جنود في هجمات متفرقة في الانبار وشمالي بغداد، والعثور على جثة طيار أميركي سقطت طائرته اشتباك في شمالي بغداد، خلال نهاية الاسبوع الماضي. وبذلك ترتفع حصيلة قتلى الاحتلال إلى 2890 جندياً أميركياً منذ الغزو.
وقال شهود إن نحو 20 عراقياً قتلوا في غارة أميركية على مبنى سكني في الانبار، فيما أكد الاحتلال ان حصيلة الغارة كانت خمسة مسلحين وامرأتين وطفلا. كما قتل الاحتلال ثلاثة عراقيين واعتقل 44 آخرين في بعقوبة. وقتلت قوات الاحتلال البريطانية أحد أفراد ميليشيا جيش المهدي الصدرية، إثر اشتباكات مسلحة في مدينة البصرة.
إلى ذلك، قتل 35 شخصا في أعمال عنف في العراق وجرح عشرات آخرون. واغتيل رجل الدين المناصر للصدر الشيخ ياسين حرابة، في النجف. وكانت أعمال العنف حصدت أمس الاول 130 قتيلا و135 جريحاً، في مختلف أرجاء العراق.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد