غزاويات يستنجدن بالرقم 109 لتأديب أزواجهن
أصبح الرقم 109 التابع للقوة التنفيذية في حكومة حماس المقالة ذا شأن كبير في حياة السكان الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث يستخدمونه للاتصال بالقوة الوحيدة "شبة الشرطية" في القطاع لفض نزاعاتهم وخلافاتهم الداخلية أو حتى مشاكلهم الزوجية والعائلية.
كما تحول هذا الرقم إلى وسيلة ضغط تستخدمه المرأة في وجه الزواج لردعه عن الاعتداء عليها أو عدم الاستجابة لطلباتها، أو حتى لمنعه من التفكير في الزواج من أخرى!.. ودائما ما تهدده بالاعتقال في حالة اضطرارها للاتصال برقم القوة التنفيذية.
وبمجرد الاتصال بهذا الرقم وتحديد المكان، تتوجه قوة محمولة إلى المكان وتمارس عملا يشبه عمل الشرطة الفلسطينية في السابق. ويتندر الغزاويون حول مشاهداتهم لنتائج الاتصال بالرقم 109 وحول سرعة الاستجابة واستغلال البعض للرقم لمآرب شخصية أو شكاوى حقيقية.
ويهدد كثير من الأزواج والزوجات في غزة بعضهم البعض بالاتصال بالقوة التنفيذية عبر الرقم 109 لأخذ حقوقهم، ويبدو أن هذا الرقم بدأ يشكل حالة نفسية واقعية لعمل هذه القوة وسرعة استجابتها للاتصال وطرق حلها للمشاكل.
تقول أم محمد، 42 عاما إن مشكلة كبيرة حدثت مع جيرانها المحسوبين على حركة حماس، وإن تلك العائلة هددت زوجها وأولادها وتعرضت لهم بالضرب وأطلقت أعيرة نارية في الهواء ما دفعها للاتصال بالرقم 109، لتصل فورا وفي غضون دقائق قوة كبيرة من القوة التنفيذية وتعتقل كافة المشاركين في المشكلة وتصادر السلاح الذي أطلق منه النار.
وتضيف أم محمد أن سرعة استجابة القوة التنفيذية للاتصال أثار دهشتها، مشيرة إلى أن محاولتها للاتصال بهم كانت من أجل التجريب فقط ولم يكن فيها أي نوع من أنواع الجدية. وقالت: " لم يخطر ببالي أبدا أن اتصالي بالرقم 109 سينهي المشكلة خلال دقائق معدودة، وسيمنع كارثة محققة كان من الممكن أن تحدث لو تواصل إطلاق النار واشتدت حدة المشكلة".
من جهتها أعربت فاطمة عن خشيتها من أن تشكو للتنفيذية زوجها الذي يخطط للزواج عليها مرة أخرى رغم وجود إشكاليات بينها وبينه، مضيفة: " أخشى أن مجرد عرض شكوتي على القوة التنفيذية بأن زوجي يريد الزواج من أخرى سيلقى ترحيبا من طرفهم لأنهم يؤيدون تعدد الزوجات حسب الشريعة الإسلامية".
أما محسن الذي عرف نفسه باسمه الأول فقط يقول إن الزوجات بدأن يشعرن بقوة الآن في ظل وجود الرقم 109 وأصبحت العديد منهن يهددن أزواجهن بإحضار القوة التنفيذية لاعتقالهم، معتبرا أن تعاطي تلك القوة مع المشاكل الخاصة والعائلية تنقصه التجربة والخبرة خاصة أن معظم منتسبيها هم من الشبان الصغار عديمي التجربة، وأحيانا لا يمكن حل كافة المشاكل بالتراضي من خلال تلك القوة حسب تعبيره.
من جانبه قال إيهاب الغصين الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة إن القوة التنفيذية أعلنت عن العديد من الوسائل والأرقام الهاتفية ليتم التواصل معها والاتصال بها مشيرا إلى أن سكان قطاع غزة يمكنهم الاتصال بالرقم 109 أو أرقام هواتف نقالة أخرى، أو من خلال مواقع الانترنت والبريد الالكتروني التي يتم التواصل من خلالها لحل مشاكلهم.
وأضاف الغصين أن هناك استجابة واتصالات عديدة وعلى مدار الساعة من قبل سكان قطاع غزة حول المشاكل التي تواجههم سواء تمثلت بتعرضهم لعمليات سرقة أو احتكاكات بين الجيران أو أي مشاكل أخرى تعترضهم في أماكن مختلفة، مضيفا أن أي مشكلة يتعرض لها الفلسطينيون سواء كانت كبيرة أو صغيرة يتم التعامل معها من قبل القوة التنفيذية والاجتهاد من أجل حلها.
وحول قيام بعض الزوجات أو الأزواج بالاتصال بالقوة التنفيذية من أجل المساعدة في حل مشاكلهم العائلية قال الغصين إن القوة التنفيذية ووزارة الداخلية لا تتعامل مع مثل هذه المشاكل العائلية والشخصية ولا يتم التدخل فيها، وإنما يتم التعامل مع المشاكل العامة كالاعتداءات الشخصية التي قد يتعرض لها المواطنون الفلسطينيون والضرب وانتهاك الحقوق والسرقة والتهديدات.
علا المدهون
المصدر: العربية نت
إضافة تعليق جديد