غول: السلام يجب أن يشمل لبنان وسوريا والحل بالمبادرة العربية

دعا الرئيس التركي عبد الله غول، من الرياض أمس، إلى إعادة إحياء المبادرة العربية للسلام معتبرا أنها «أفضل حل لمشكلات المنطقة»، موضحا أن أنقرة تستثمر علاقاتها مع إسرائيل من اجل التوصل للسلام.
وبرغم أن غول اعتبر، خلال مؤتمر صحافي في الرياض قبيل انتقاله إلى جدة حيث التقى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمال الدين إحسان أوغلو ورجال أعمال سعوديين، أن حل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين خطوة ضرورية ومهمة لتدعيم السلام العالمي، فقد أشار إلى أن «السلام بين إسرائيل وسوريا، وبين إسرائيل ولبنان، هو أمر مهم للغاية من المنظور نفسه لتركيا».
وقال غول إن «السعودية حامية للأماكن المقدسة، وتركيا تعمل عضوا في حلف (شمالي الأطلسي) الناتو وتسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي»، مشددا على أهمية التعاون بين البلدين واستمراره من أجل دعم الاستقرار والأمن في المنطقة.
وأضاف غول «نحن ندعم مبادرة السلام العربية، ونعتقد أنها أفضل حل لمشكلات هذه المنطقة. لذلك يجب أن نحييها ونجعل الجميع يؤيدها، وسنعمل وفقا لذلك على تحقيق السلام بالمنطقة. في الوقت ذاته نعلم أن هناك إدارة جديدة في الولايات المتحدة ويجب علينا، كشعوب المنطقة، ألا نترك الحل بأكمله للإدارة الجديدة، وأن نساعدهم في ما يرغبون عمله من أجل السلام والاستقرار بالمنطقة».
وعن تأثير وقوف أنقرة إلى جانب حركة حماس على دور الوساطة بين سوريا وإسرائيل، قال غول «إننا كأتراك نسعى دائما إلى السلام في المنطقة كلها». وأعرب عن اعتقاده أن «المشكلة الفلسطينية هي أصل معظم المشكلات في العالم، لذلك إذا قمنا بحل هذه المشكلة، وساعدنا الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة التي يعيشون فيها جنبا إلى جنب في أمن مع الإسرائيليين الذين يعيشون أيضا في أمن في دولتهم نكون قد أنجزنا خطوات مهمة لدعم السلام العالمي». وكرر تشديده على وحدة الصف بين الفلسطينيين، معتبرا أن تحقيق ذلك «مسؤولية الجميع».
وأضاف أن «السلام بين إسرائيل وسوريا، وبين إسرائيل ولبنان، هو أمر مهم للغاية من المنظور نفسه لتركيا، ونحن نسعى جاهدين دائما لتحقيق السلام والمصالحة بين الأطراف في المنطقة».
وعما إذا كان سيقطع العلاقات مع إسرائيل إذا ما رفضت الصلح مع الفلسطينيين، قال «نستغل علاقتنا مع إسرائيل من أجل السلام في المنطقة. إنها علاقة طيبة كما تعلمون. لذلك فنحن هنا لعرض هذا الطرح، إما الحرب وإراقة الدماء لسنوات طويلة وإما السلام في أقرب فرصة. أكرر أننا نقول إننا نسعى لاستغلال علاقتنا مع إسرائيل لتعزيز السلام، ولولا الأحداث الدامية الأخيرة في قطاع غزة لكنا قطعنا شوطا طويلا في عملية السلام بين إسرائيل وسوريا التي كنا الوسطاء فيها».
وأوضح غول أن «الآلام التي عشناها في الفترة الأخيرة باتت لا تطاق. شاهدنا أكثر من 1400 قتيل من الأطفال والنساء والرجال والمدنيين، هل ننتظر كل سنة المنظر نفسه في بيروت العام الماضي (تموز 2006)، فبدلا من الانتظار لا بد أن نستبق الأحداث من أجل إيقاف حقن الدماء لأن العالم أصبح لا يتحملها».
وحول موقف أنقرة من البرنامج النووي الإيراني، قال غول إن «إيران دولة جارة وصديقة ومهمة لنا وللمنطقة. خلال مباحثاتنا مع إيران نبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين ونؤكد دائما على ضرورة الحوار مع دول الجوار».
وعبر غول عن سعادته لنمو العلاقات الاقتصادية بين السعودية وتركيا. وقال إن «الحكومة التركية تسعى إلى رفع مستوى التبادل التجاري بين البلدين من 5.5 مليارات دولار إلى أكثر من 10 مليارات دولار».

المصدر: وكالات