فريد الأطرش سوريا نسيته ومصر تفكر بإنصافه
الجمل ـ حسان عمر القالش : مرّت ذكرى ولادة الموسيقار "الســوري"الكبير فريد الأطرش منذ خمسة أيام,الأيقونة "الســورية"
التي ما زالت تبهر دنيا العرب و"الغرب" في ميراثها الفني وسيرتها الشخصية.
لم نشـّدد على سوريّــة فريد الأطرش هكذا عن عبث أو فذلكة, بل ربما "لنذكر"علّ الذكرى تنفع المعنيين بالفن والثقافة. فلقد مرّ هذا اليوم اعلاميا كما تمر بقية الأيام العجاف الا من أخبار الاستقبال والتوديع و التضليل الاقتصادي ويوميات المعارضة اللبنانية.
أمعن اسم فريد الأطرش في الغياب عن ثالوث صحافتنا الرسمية طيلة الأيام الماضية وخصوصا في يوم ذكراه, وانصافا نستثني الجهد الفردي للزميل بشار الفاعوري في الثورة .
أبحرنا في الانترنت ودخلنا الموقع الرسمي لدار الأسد للثقافة والفنون (الأوبرا)وأجرينا بحثا في الموقع عن فريد الأطرش فكانت النتيجة صفرا..أما موقع وزارة الثقافة المعروفة محتوياته سلفا فلم نتمكن من فتحه.
التلفزيون بقنواته الثلاث الغراء صام أيضا عن ذكر الرجل, فيما تبتهج في صدور مقدمات مسلسلاتنا الدرامية التحيات والاهداءات لأرواح عبد الحليم وأم كلثوم (أيامنا الحلوة وعصي الدمع..).
فريد هذا الذي تهمله مؤسستنا الثقافية الرسمية الحكومية بدل أن تكرّسه في ذاكرة الأجيال الجديدة, كانت مصر أوفى بعهدها له منا, رغم كل محاولات ومضايقات عتاة الفن من معاصري فريد لتحجيمه ابتداء من عبد الوهاب,ففي مصر هناك ناد كبير يضم نخبا متنوعة وأعدادا كبيرة من محبي الموسيقار لا تكل أو تمل من ممارسة نشاط ثقافي عالي وراقي المستوى على مستوى مصر لابقاء فريد حيا في أذهان عشاق الفن.وقد كتبت الأهرام في هذه المناسبة : برغم مرور32 عاما علي رحيل أمير الغناء العربي فريد الأطرش, فمازال أصدقاؤه ومحبوه يبحثون عن وسائل لتخليد ذكراه, ويرون أنه لم ينل ما يستحقه من التكريم والتخليد.
فبمناسبة حلول الذكري في24 ديسمبر خرجت من الجمعية عدة مذكرات للفنان فاروق حسني وزير الثقافة والهيئة القومية للبريد ومحافظي القاهرة والإسكندرية تطلب إقامة تمثال للفنان الراحل بدار الأوبرا أسوة بما حدث مع محمد عبدالوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم, وإصدار طابع بريد تذكاري يحمل صورة الفنان الكبير ويرمز لأعماله طوال مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من أربعين عاما وإطلاق اسمه علي أحد الشوارع المهمة في كل من القاهرة والإسكندرية.
وكما تري سامية الرفاعي عضوة جمعية أصدقاء فريد الأطرش بالقاهرة فإن الفنان الراحل ظهرت موهبته وترعرعت في أحضان مصر وارتبط بها طوال حياته, وطلب بعد وفاته أن يدفن بها, لهذه الأسباب وغيرها فإن التكريم المصري الذي نبحث عنه هو أهل له.
وتضيف سامية الرفاعي قائلة: إنه برغم أن فريد الأطرش ولد في جبل الدروز في سوريا في نوفمبر عام1917, فإن مسيرته الفنية الحافلة التي وصلت بالفن الشرقي إلي العالمية قد انطلقت من مصر التي عشقها وكانت ربوعها مصدرا دائما لكل ألحانه التي بلغت نحو800 لحن علي مدي حياته الفنية, بالإضافة إلي إثرائه الشاشة الفضية بنحو52 فيلما.
وتكشف الوثائق الفنية التي تعكس إنجازات الفنان العربي الكبير ـ التي مازالت تبحث عن مكان يضمها كمتحف لآثاره ـ عن أن فريد الأطرش هو الفنان العربي الوحيد الذي حصل علي وسام الخلود الفني الفرنسي الذي منح قبله لاثنين فقط من مؤلفي الموسيقي في العالم هما شوبان وبيتهوفن, حيث إنه صاحب أول كونشرتو للبيانو في العالم, كما أعيد توزيع8 مقطوعات موسيقية من مؤلفاته توزيعا أوركستراليا عالميا, ووزعت اسطواناتها في مختلف دول العالم, كما أنه أول من أدخل قوالب الموسيقي العالمية المعروفة مثل التانجو والفالس والرومبا علي النغم الشرقي الأصيل في تناغم تحادثت به كل الأوساط الموسيقية العالمية
وهو الموسيقي العربي الوحيد الذي بلغت مبيعات إحدي اسطواناته مليون اسطوانة في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي. وتقول الوثائق أيضا: إن أشهر خلاف فني في حياة فريد الأطرش هو خلافه مع عبدالحليم حافظ الذي حال دون أي تعاون فني بينهما, وهو الخلاف الذي تدخل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فيه منتهزا فرصة وجود الاثنين معا في فرح لأحد أقرباء عبداللطيف البغدادي عضو مجلس قيادة الثورة السابق, وتم الصلح علي الفور بين الفنانين الكبيرين, كما كان فريد الأطرش هو الفنان الوحيد الذي زاره عبدالناصر في منزله ليعوده في مرضه ردا علي تبرعه بإيراد حفل من حفلاته لمصلحة منكوبي السيول في قنا في منتصف الخمسينيات. ويطالب أصدقاء ومحبي فريد الأطرش أسرته بالإفراج عن الألحان التي أعدها الموسيقار الراحل قبل وفاته ولم تر النور حتي الآن, وهي عبارة عن14 لحنا غناها هو شخصيا, ونحو8 أغنيات بصوت شقيقته أسمهان, بالإضافة إلي عدة ألحان بصوت فيروز ونجاة الصغيرة, لأن هذه الألحان تمثل ثورة فنية حقيقية وإنجازا موسيقيا للفنان الراحل.
الجمل
إضافة تعليق جديد