فلسطينيون يستردون أرضاً مغتصبة خلف «خطوط العدو»
فاجأ نحو 250 مقاوماً فلسطينياً سلمياً سلطات الاحتلال، أمس، حين اقتحموا منطقة «إي 1» على تخوم مدينة القدس المحتلة، وأقاموا فيها قرية خيام أطلقوا عليها «باب الشمس» من وحي رواية الكاتب اللبناني الياس خوري عن النكبة الفلسطينية. خطوة جريئة أخرى تحسب للجان المقاومة الشعبية التي أصبحت تنفذ ما يمكن وصفه بأنه «عمليات نوعية» خلف خطوط العدو، وتفرض أمراً واقعاً جديداً يحرج إسرائيل. أما سلطات الاحتلال فأمهلت المقاومين السلميين أسبوعاً واحداً لإخلاء المنطقة، ولكنهم ردوا بالرفض، مصرين على بقائهم في قريتهم الجديدة حتى تعود الأرض الى أصحابها.
وبدأت «عملية باب الشمس» تمام الساعة الخامسة فجراً، حيث تسلل حوالي 20 ناشطاً إلى منطقة «إي 1» وبدأوا بنصب الخيام، قبل أن ينضم إليهم لاحقاً قرابة 200 ناشط حملوا الأدوات المنزلية، ووضعوها داخل الخيام تمهيداً لإمضاء أسابيع طويلة في أول قرية فلسطينية مقاومة للاحتلال ومخططاته.
وتقع منطقة «إي 1» على الأرض الفلسطينية التابعة لقرى العيساوية، والعيزرية، والطور، وعناتا وأبو ديس في شرقي القدس. وهي منطقة إستراتيجية تخطط إسرائيل لبناء أكثر من 4000 وحدة استيطانية فيها، بهدف فصل شمال الضفة الغربية عن وسطها وجنوبها، ومنع أي احتمال لقيام دولة فلسطينية متصلة جغرافياً على حدود العام 1967.
وتجاور منطقة «إي 1» إحدى أكبر المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة، وهي «معاليه ادوميم». وتبلغ مساحتها حوالي 13 كيلومتراً مربعاً، وهي مسجلة كأراضٍ ذات ملكية خاصة لعائلات فلسطينية من محيط مدينة القدس.
وقال الناشط في لجان المقاومة الشعبية عبدالله أبو رحمة، وهو أحد القائمين على الفكرة، لـ«السفير» «إننا هنا نبني فوق أرضنا برغم أنف الاحتلال، ولن نتزحزح من هنا مهما كلف الثمن»، مضيفاً أن «باب الشمس تجسد علاقتنا بأرضنا كبشر نحب الحياة، ونحب أن نعيش بحرية، ونقاوم من أجل أبنائنا ومستقبلنا ومستقبل شعبنا الذي عانى الكثير».
ووفقاً لبيان صادر عن المقاومين السلميين، فإن الخيام التي وضعوها في قرية «باب الشمس» تشكل النواة المستقبلية لمدينة فلسطينية جديدة ستقام برغم الاحتلال فوق أرض فلسطينية محتلة.
وحول سبب تسمية القرية، شرح النشطاء أن الاسم مستوحى من رواية «باب الشمس» للكاتب اللبناني إلياس خوري. وهي الرواية الشهيرة التي تحكي تاريخ فلسطين ونكبتها من خلال قصة حب بين البطل الفلسطيني يونس المنتمي إلى المقاومة في لبنان وزوجته نهيلة في قريتها في الجليل. ووفقاً للرواية فإن يونس خلال فترة الخمسينيات والستينيات يتسلل من لبنان إلى الجليل ليقابل زوجته في مغارة «باب الشمس»، فتنجب منه، ويعود مرة أخرى ليلتحق بالمقاومة الفلسطينية في لبنان.
وينتمي هؤلاء المقاومون إلى مدن فلسطين التاريخية كافة، من رام الله، ونابلس، وجنين، وحيفا، وعكا، والناصرة، والقدس، والخليل، وغيرها. ويناصرهم متضامنون أجانب.
وقال أحد المشاركين، عصام أبو بكر، «وصلنا إلى تخوم مدينة القدس المحتلة، بين القدس وأريحا في منطقة إي 1»، مضيفاً «وأعلنّا بسط السيادة الوطنية الفلسطينية، وأعلنّا قرية باب الشمس كأول قرية فلسطينية تتحدى الاحتلال والاستيطان، فلينضم إلينا جموع الشباب الفلسطيني الرافض للاحتلال والاستيطان».
وبدورها، قالت عبير قبطي، الموجودة داخل القرية، «أنا عبير قبطي فلسطينية من قرية باب الشمس... ادعوكم جميعاً إلى الانضمام إلينا، لنصرخ بصوت عال، الحرية لفلسطين».
أمجد سمحان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد