فوز المنتخب العراقي بكأس آسيا يفرح العراق الحزين
تداعى السياسيون العراقيون إلى التعبير عن فرحتهم بفوز منتخبهم لكرة القدم بكأس أمم آسيا بالتركيز على دلالات الفوز كرمز من رموز الوحدة الوطنية التي تجمع أبناء العراق بغض النظر عن الدين أو المذهب أو الانتماء العرقي.
فقد طالب رئيس الوزراء نوري المالكي مواطنيه أن يتعلموا من فوز منتخبهم "درسا في كيفية التغلب على المستحيل من أجل تحقيق الانتصار".
وقال في تعليقه على هذا الإنجاز الرياضي "أتمنى أن تعيشوا ويعيش العراق في حرية وانتصار حيث لا مكان للمخربين أو القتلة، ستبقى عظمتكم في قلوب الشعب العراقي، وفرحتكم أقوى من كراهية الإرهابيين".
أما الرئيس جلال الطالباني فقد أثنى في بيان رسمي صدر عن مكتبه على ما أنجزه المنتخب، واعدا بمكافآة وقدرها عشرة آلاف دولار لكل لاعب و20 ألفا لقائد الفريق يونس محمود الذي سجل هدف الفوز الوحيد بمرمى المنتخب السعودي في المبارة النهائية التي جرت اليوم الأحد بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا.
من جانبه دعا طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي، وأحد أبرز السياسيين السُنة، أن ينقل لاعبو المنتخب حالة التآلف والوحدة الوطنية فيما بينهم إلى الحكومة، مؤكدا أن "الأمل لا يزال موجودا بقيام عراق موحد مستقل، والفرصة متاحة لتحقيق ذلك".كما دعا الهاشمي أفراد المنتخب وكل العاملين معه للقدوم إلى بغداد والقيام بمظاهرة سلمية أمام المنطقة الخضراء لمطالبة السياسيين العراقيين بوضع خلافاتهم جانبا.
واحتفل العراقيون أمس بفوز منتخب بلادهم ببطولة كأس أمم آسيا 2007، وسط إجراءات أمنية مشددة، بعد أن اتخذت السلطات الأمنية تدابير تهدف لمنع تعرضهم لأي حوادث تعكر صفو الاحتفالات الصاخبة، التي خرجت إلى مختلف الشوارع، عقب نهاية المباراة، التي فاز فيها المتخب العراقي على نظيره السعودي بهدف دون رد.
وقد فرضت السلطات العراقية إجراءات مشددة لتعزيز الأمن في العاصمة العراقية، لمنع تكرار العمليات الانتحارية والتفجيرات التي استهدفت الجماهير العراقية، والتي أدت إلى مقتل العشرات منهم، بعد خروجهم إلى الشوارع للاحتفال بانتصارات منتخب بلادهم في البطولة، حاملبن لافتات منها "الحرب لا يمكنها قتل كرة القدم."
شملت تلك الإجراءات فرض حظر على دخول السيارات في مختلف شوارع بغداد، بالإضافة إلى وضع قوات الأمن في "حالة تأهب قصوى"، فيما جابت الدوريات الأمنية كافة أنحاء العاصمة العراقية.
كما قالت السلطات العراقية إن قوات الأمن ستشارك المواطنين في الاحتفال بصورة آمنة، فيما طلبت من قوات الأمن والجيش عدم إطلاق نيران أسلحتهم في الهواء احتفالاً بالفوز.كذلك قال الجيش الأمريكي في العراق إنه سيضع قواته "موضع التأهب"، ليكونوا جاهزين عند الحاجة لحفظ الأمن في كافة أنحاء البلاد،
وكانت أجواء من التفاؤل قد سادت الشارع العراقي قبل المباراة، حيث قال طالب مصطفى (17 عاماً)، الطالب الشيعي في المرحلة الثانوية، إنه سيصبغ جسده بألوان العلم العراقي ويحتفل في مكان آمن.وأضاف مصطفي، الذي يقطن في أحد أحياء شرقي بغداد قائلاً: "إن الإرهابيين يحاولون منعنا من أي فرصة للفرح.. لكننا سنفعل ما باستطاعتنا للاحتفال وننسى مخاوفنا."
ومن جاكرتا التي استضافت المباراة النهائية بين المنتخبين العراقي والسعودي، طالب قائد وهداف المنتخب يونس محمود بانسحاب القوات الأميركية من بلاده "لأن وجود هذه القوات سبب المشكلة التي يعاني منها ذلك البلد".
جاء ذلك في تصريح للاعب قال فيه "يجب على القوات الأميركية مغادرة العراق، اليوم أو غدا أو بعد غد، وكنت أتمنى لو لم تغز الولايات المتحدة العراق".وأعرب محمود عن خشيته من العودة إلى العراق حاليا للاحتفال مع مواطنيه بالفوز بكأس آسيا، معتبرا أن الأوضاع الأمنية لا تزال خطرة حتى الآن.
كما قال لاعب المنتخب العراقي : "لقد عانينا منذ وقت طويل وليس في الأيام الأخيرة فقط.. ونحن نعلم أنه بفوزنا يمكننا إسعاد الشعب العراقي. لقد بلغنا الدور النهائي، لكن هذا ليس كافياً.. طموحنا أن نفوز باللقب."
وكان الأربعاء قد شهد وقوع تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا عشرات العراقيين ممن خرجوا إلى الشوارع للاحتفال بتأهل منتخبهم القومي للمباراة النهائية من بطولة كأس أمم آسيا الرابعة عشرة لكرة القدم.وبلغ عدد القتلى في التفجيرين 50 قتيلاً على الأقل، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 135 جريحاً.
ووقع الحادثان إثر فوز المنتخب العراقي على المنتخب الكوري الجنوبي في مباراة المنتخبين ضمن مباريات الدور نصف النهائي للبطولة الآسيوية، والتي انتهت بفوز العراق بفارق الركلات الترجيحية.
وكالات
إضافة تعليق جديد