في سوريا لا توجد حرب أهلية ولا معارضة بل عدوان خارجي ولابديل عن جنيف

17-02-2014

في سوريا لا توجد حرب أهلية ولا معارضة بل عدوان خارجي ولابديل عن جنيف

مختارات  (الجمل) من الصحافة الروسية- ترجمة مظهر عاقلة:

في سوريا لا توجد حرب اهلية ولا معارضة بل عدوان خارجي
-أعتقد أن المفاوضات  لن تنتهي بشيء,لأن الهدف ليس حل النزاع السوري هذه الايام بل تأجيجه,انتهت الجولة الأولى من المفاوضات  ولم تؤدي الى حلول أو اختراق حقيقي,والعديد من الخبراء يشككون في ايجاد حل فعال لعميلة التفاوض ككل.هكذا علق قسطنطين سوكولوف عميد أكاديمية الجيوسياسية.مسلح يتحدث مع جندي سوري في ببيلا في ريف دمشق امس بعد اتمام المصالحة فيها (رويترز)
وأضاف قائلا :من الضروري أن نعرف  مالحاجة الى جنيف2 ولماذ بدأ؟وماهي الحلول؟وماهو مفتاح الحل للنزاع في سوريا؟.
الوفد الروسي الذي زار مؤخرا دمشق تحدث نقلا عن لسان السكان المحليين بوجود مئات الالاف من الجهادين والمسلحين الذين يعمدون الى قطع أوصال البلاد وتدمير البنى التحتية والقتل والتخريب,في حين كانت سوريا بلد مزدهر يتمتع بمستوى معيشي مقبول وضمانات اجتماعية جيدة.
وفي هذه الاوقات يعقد جنيف2 لايجاد حل للحرب الاهلية المزعومة,بالواقع لاتوجد حرب اهلية ولا معارضة ذات مصداقية حقيقية في سوريا,توجد معارضة عشوائية غير منظمة لاتؤمن بحمل السلاح, و أما ماهو يقين العدوان الخارجي,وحيال ذلك يوجد صمت مطبق من القوى النافذة ووسائل اعلامها.
يتابع سوكولوف الذي جاء إلى جنيف2 لتقديم صورة للرأي العالمي بأنه يوجد تفاوض دولي وعملية سياسية في الأزمة السورية وانبثق عن هذا التفاوض صفقة تدمير الاسلحة الكيماوية التي كانت بمثابة الحل الوسط وتقديم تنازلات للبدء بعجلة التفاوض, وللايحاء بان هناك طرفا نزاع سوريين مع اغفال وجود عدوان حارجي وارهاب يضرب سوريا, فالغرب لم يأخذ التدابير اللازمة لوقف الارهاب وتدفقه واغلاق المعابر ووقف الامدادات العسكرية والمالية بل على العكس تماما ,ومسوقاً للرأي العالمي جهوده في ايجاد السلم وايقاف الحرب.
يؤكد سوكولوف بأن المفاوضات مجرد كسب الوقت لتأجيج الصراع وخلق توازنات عسكرية واستراتيجية, فالمفاوضات لم توقف اطلاق النار والاعمال الارهابية أو تفضي الى حل جوهري.
هناك مشاورات في كواليس جنيف 2 للقول بأنه لاحل في الأفق(فشل الإتفاق),والحل  قوة خارجية قادرة على استعادة السلم  الأهلي والأمن في سوريا.
وجوابا على التهديد الامريكي الأخير قال:الأسد صمد ل 3 سنوات مؤلمة ودامية ,الا أن القوى الخارجية  تسعى لتوجيه ضربة عسكرية لن تكون دول الجوار بمعزل عنها فهناك خرائط وتحطيط للبدء بمواجهة اقليمية ترسم الشرق الاوسط الكبير.
ساكالوف قسطنطين 12-02-2014
المصدر: www.km.ru

جنيف2 لايلبي التوقعات

سوريا دائما في قلب الحدث ولاتعطي أحدا الفرصة لنسيانها.. انتظرنا الجولة الثانية من جنيف 2 إلا أن غيومها تبددت باكرا.  ومن الملاحظ ان الزمان يرجع بنا الى الوراء, فواشنطن من جديد تلوح بالخيار العسكري.  في حين روسيا تعمل  لعرقلة  قرار في مجلس الأمن يحمل الحكومة السورية المسؤولية الكاملة للوضع الانساني في سوريا,كما يتهم اوباما روسيا بعرقلة كلاً من العملية التفاوضية ويحثها على لعب دور فعال وتدمير الأسلحة الكيماوية. ومن المحزن رؤية التقدم البطيء للعملية التفاوضية بحسب رؤية الكاتب.خلال مؤتمر جنيف
ولتبديد التشاؤم واليأس قليلا لنتذكر سبتمبر الماضي حين كان الجميع على قناعة بان التدخل العسكري الامريكي لايمكن تجنبه, ومسألة الاسلحة الكيماوية ومصاعبها, في خضم العلاقات الروسية الامريكية الباردة.
منذ ذلك الحين لم تحصل الحرب, وتقدمت العملية السياسية ومسألة تدمير الأسلحة الكيمائية ببطئ وبنتائج غير مرضية   نظرا للحرب الأهلية والصراع الدائر.
منذ سنة ونصف كان من الصعب ان نتخيل تطور الأحداث بهذه الطريقة, ومنذ ذلك الحين أشار بوضوح  وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الى واقع الصراع السوري وكيفية الحل بالاعتماد على القوانين والشرعية الدولية لمثل هذه الأزمات .
الا أن سوريا على مفترق طرق:إما ان يتدخل المجتمع الدولي كوسيلة عالمية لصنع السلام ,وتقرر القوى الخارجية  من هو على حق وتدعمه لتحقيق انتصار,أو انهيار للعمل الدبلوماسي .
على القوى العظمى ايجاد حل مشترك بين الأطراف المتنازعة واجبارها على خلق شكل من اشكال التعايش المشترك,لكن إن لم تخضع العملية التفاوضية لضمانات فعالة وقوية لكي تدوم فترة طويلة, فالانهيار والسقوط حتمي تحت اول اختبار حقيقي ,فالتجارب السابقة أثبتت ذلك، من العراق ثم ليبيا والبوسنة وكوسوفو,خلفت هذه الاتفاقيات حكومات غير مستقرة ومتناحرة.
لقد أكد الوزير لافروف صعوبة عملية السلام في سوريا لانها ازمة مركبة ومعقدة ومتشابكة بشكل كبير,الأزمة السورية خلقت نوعا جديدا من الدبلوماسية العالمية البعيدة عن التهور وتحاول فك العقدة بأقل الخسائر بالنسبة لها.
في الآونة الاخير لم يكن أحد ليستطيع الوقوف ضد رغبات الولايات المتحدة والغرب لا عسكريا" ولا ماديا",ضرب العراق ومن بعدها ليبيا ,اما في سوريا فالوضع مختلف فالمخاطر كبيرة جدا" وغير متوقعة.
لو أرادت واشنطن أن توجه ضربة عسكرية قاسية لنظام الأسد لفعلتها في سبتمبر الماضي وكانت تملك ما تملك من أسباب وحجج قوية بالإضافة للدعم الغربي والاقليمي لها,اما الآن فإن التهديد بالقوة العسكرية ماهو الا ورقة ضغط على الحكومة السورية لتقديم تنازلات أكثر ,فالسياسة الامريكية تعمل على مبدأ فاوض والمسدس على الطاولة.
العملية الدبلوماسية مستمرة ,لأن لا أحد يعرف مايجب القيام به خلافاً لذلك,فالبديل ليس إلا حرب مجنونة وفوضى عارمة  لاتعرف حدود" ولاتعود بالنفع على أحد.لذلك لامكان إلا جنيف للذهاب اليه ,ومسؤولية كل من روسيا وامريكا وفرنسا والرياض وعواصم أخرى العمل على ولادة عملية سلام سليمة وقابلة للحياة وان طال المخاض.

فيودري لوكيانوف 13/02/2014

المصدر: www.visti.ru    

واشنطن-موسكو واعادة خلط الأوراق الاستراتيجية.
كما كان متوقعا في وقت سابق,انتهت الجولة الثانية من جنيف2 للمحادثات الرامية لإنهاء الحرب الأهلية السورية دون نتائج ,كان كل من الفريقيين المفاوضيين، حكومة ومعارضة، غير قادرين على الاتفاق بما يخص جدول الاعمال,على الرغم من الجهود التي بذلها الوسيط الاممي الأخضر الابراهيمي .المشكلة تكمن من أي نقطة يجب البدء بالمحادثات حول مستقبل البلاد,كان من الواضح عجز الطرفين في التوصل الى اتفاق أو حل وسط ، مع غياب الطرف الثالث أو مايمكن ان نسميه"القوة الثالثة".
وفي هذا الصدد قال ممثل المعارضة لؤي الصافي أن الوفد الحكومي لايرغب بمناقشة  هيئة الحكومة الانتقالية كأولوية، بينما الوفد الحكومي يصرح بأنه مستعد لمناقشة تشكيل الحكومة الانتقالية لكن بعد مناقشة قضية الارهاب وتوقف الاعمال الارهابية في سورية.كان من الضروري في هذه الحالة إظهار روسيا و أمريكا  الراعيين الرئيسيين لمفاوضات جنيف المهارة الدبلوماسية لإخراج المحادثات من حالة الركود والعزلة.
على اي حال قبل أن تتخذ واشنطن زمام المبادرة بإنشاء فريق عمل يضم امريكا وروسيا والسعودية وتركيا وإيران ,كان يسود شعور بان كلا" من واشنطن وموسكو مواظبتان على ضبط الايقاع نفسه من القضية السورية المعقدة ويمكن القول حتى في جميع أنحاء المنطقة ولكن الاحداث أُخذت بطريقة مختلفة.
في البداية قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية ماري هارفر :يجب على روسيا الضغط على الحكومة السورية للتوصل الى تسوية سياسية وايصال المساعدات الانسانية".ان كنا حقا نتحدث عن أي ضغط في جنيف2 فينبغي ان يكون على الطرفين,سواء من جانب موسكو على الوفد الحكومي او الأمريكي على المعارضة .
وقد أقر ماري هارفر بهذه الترتيبات عندما قال:سوف نعمل مع المعارضة وروسيا مع الوفد الحكومي لجمع الاطراف معا. إلا أن الامريكيين أخذوا اللعبة باتجاه واحد فقط.مما دفع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافرف للقول بانه يوجد من يحاول عرقلة المفاوضات بين الجانبيين السوريين لدرجة إجبار الوفد الحكومي على اغلاق باب المفاوضات.
حسب وجهة نظر لافرف ان الراعي للمعارضة الخارجية السورية دفع بهم للانضمام الى جنيف2 للتحدث فقط عن تنحي الاسد.ووفقا للافروف ايضا بأنه عندما اتفقت روسيا والولايات المتحدة لعقد جنيف2 كان الغرض من المؤتمر تنفيذ جنيف1 بالكامل .
الاانه خلال المفاوضات طرأ تبدل في جدول الاعمال وتحول كبير نحو تركيز المعارضة على تشكيل الحكومة الانتقالية فيما كان شرط الوفد الحكومي السوري القضاء على الإرهاب بكل أشكاله.
في الحقيقة كل شيء متوقع من الولايات المتحدة وظهر ذلك جليا خلال المحادثات التي جمعت الرئيس اوباما ونظيره الفرنسي هولاند حين صرح الرئيس الامريكي أن الولايات المتحدة تدرس إمكانية توجية ضربة عسكرية لسورية باعتبارها أحد الحلول لتسوية الصراع المسلح " وفي نفس الوقت وبخ روسيا على عدم رغبتها بقبول النسخة الغربية التي تتحدث عن الوضع الانساني في سوريا.
روسيا لن تذهب خلف السياسة الامريكية بما يخص الملف السوري وتعمل على إعاقة أي قرار غربي يخص الشأن السوري في مجلس الأمن للامم المتحدة ,ولن تقوم بأي ضغط غير مناسب على نظام الرئيس الاسد.. نعم يمكن القول بانه ليس من الصعب التنبؤ بالسياسة الروسية في حين ان المواقف الامريكية تبدو غير مستقرة.
في الوقت الحالي تشاطر واشنطن فرنسا الملف السوري، مع العلم أن ملف المساعدات الإنسانية في حمص تم التوصل اليه مع موسكو  وليس باريس، مما يفضي إلى أن اوباما يهاجم روسيا. ووفقا لصحيفة الإنديبندت القرار الغربي هو محاولة للتدخل في الأزمة السورية.

يمكننا القول ان امريكا تعيد تجميع قواها دون الأخذ بعين الإعتبار كل من السعودية وتركيا الداعمين للمعارضة, وكما أشار العديد من الخبراء للمرة الاولى فإن واشنطن تشاطر باريس القضايا الدولية مع العلم أن فرنسا اللاعب الاساسي في افريقيا ولاسيما في  أزمة مالي وأفريقيا الوسطى .
واشنطن فقدت وأفسدت علاقتها مع حليفها الكلاسيكي ألمانيا بعد فضيحة سنودن, فرشحت فرنسا لتلعب دور الحليف الاستراتيجي والريادي في القارة. وبالتالي من الضروري ان ندرك بأن طبيعة التحول  السياسي الامريكي في اوروبا والشرق الاوسط ليس باللحظة المفرحة, ويمكننا ان ندعو هذا السياسة و الاستراتيجية الامريكية الخارجية الجديدة وهذا التحول سيؤثر بشكل أو بآخر على مسار الملف السوري.
أما روسيا بدورها فقد بدأت سياسة  ضاغطة وجديدة ,فصحيفة وول ستريت حملت روسيا فشل المفاوضات لإنهاء الحرب الأهلية السورية ورفضها رفضا قاطعا مناقشة الإطاحة بالرئيس الأسد في الفترة الانتقالية. ووفقا للصحيفة يمكن ان يعني هذا نهاية المحادثات وأن المبعوث الأممي الابراهيمي لن يكون قادرا على تجميع الأطراف لجولة ثالثة من المفاوضات,تتابع الصحيفة، كان بإمكان روسيا القبول بمناقشة الحكومة الانتقالية ومكافحة الارهاب بشكل متوازي. ولكن لن يحدث هذا.
الغرب يبدأ بتعزيز فكرة إنشاء مؤتمر دولي مصطنع حول سوريا, وحسب كلام لافروف عندما ظهرت المبادرة الروسية الامريكية  فقد ذكر بوضوح أن هذه المفاوضات لن تكون ضمن أطر زمنية مصطنعة او ضمن مهلة مصطنعة.
وزير الخارجية الالماني فالتر صرح  خلال زيارته الأخيرة الى موسكو بأنه لم يتم التوصل الى حل سياسي للازمة السورية وعلى مايبدوا ليس بالقريب.
وهذا يشير الى أن الامريكيين بدأوا باستخدام الأزمة السورية لتجميع صفوفهم في العالم والشرق الاوسط,في حين ينظر الغرب بريبة الى قرار الرئيس بوتين بتعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات والتوسع به بما فيه العسكري والتقني,وعدم توقيع اوكرانيا الاتفاقية التجارية مع الاتحاد الأوربي ورغبة أرمينيا الانضمام الى انفاقية الاتحاد الجمركي مع روسيا.
وفقا للتايمز البيت الابيض محبط وبوتين يظهر مهارة تكتيكية ويملأ الفراغ الذي نشأ بسبب السياسة الامريكية والاوروبية  الضعيفة.
السؤال: هل ستحافظ الولايات المتحدة على الاتفاقيات بشأن الملف السوري مع روسيا ام انها ترغب بتعقيد الوضع,هذا ما سوف تظهره الأيام القادمة .
تاراسوف ستانيسلاف 15/02/2014
المصدر: www.iarex.ru
  
سيناريوهات الغرب ضد سوريا لن تتوقف

-واشنطن منذ فترة ليست بطويلة توقفت عن الحديث بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا حتى اعتقدنا أن الغرب وامريكا قد صرفتا النظر عن الحل العسكري لما له من تداعيات خطيرة على الشرق الأوسط, إلا أن اوباما ومنذ ايام عاد للتلويح بالعمل العسكري وتوازى هذا التصريح بتقديم الغرب وثيقة يحمل فيها الأسد المسؤولية عن تدهور الوضع الانساني في حمص ودمشق ومناطق اخرى , ومحاولا فرض عقوبات جديدة على سوريا.ولكن لحسن الحظ طرحت روسيا ورقتها الخاصة في مجلس الأمن والتي تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري لا الجماعات الاسلامية المتطرفة الارهابية.
يتخفى الغرب تحت ستار الأزمة الانسانية لشن الحرب على سوريا فوفقا للقرار الذي تم إعداده يتوجب على القوات السورية وقف اطلاق النار لمدة 15 يوما والسماح لعمال الهيئة الاممية بإدخال المساعدات الإنسانية الى حمص ومدن اخرى لتخفيف المعاناة ,لكن المشكلة أنه لاتمكن ايصال المساعدات بسبب الجماعات الارهابية المتطرفة المسيطرة على هذه المناطق كما يرى الكاتب.
فاإن وافقت الحكومة السورية وأعلنت الهدنة المؤقتة لتوصيل الغذاء والأدوية للمدنيين والتخفيف من معاناتهم,فإن المسلحين لايعترفون بالامم المتحدة ولا باتفاق وليس هناك من ضمانات أوتأثير على قرارهم ,وان كان الغرب يستطيع الا أنه لن يقدم على هذه الخطوة بالضغط على الجماعات المدعومة من السعودية وقطر فهم في خندق واحد.
ان قرار الغرب ماهو الا قرار مضلل، فالهدنة انطلقت في حمص بشكل مؤقت ووافقت عليها الحكومة السورية والمعارضة,لكن المسلحين لايزالون يهاجمون المدنيين ويقصفون المواقع الحكومية مما سبب صعوبة كبيرة في إجلاء المدنيين وتقديم الغذاء والدواء ,وهذا بالفعل ماقدمه تقرير الامم المتحدة, إلا أن نوعية هذه التقارير لاتلقى آذانا صاغية من مسؤولي الغرب.
في هذه المرة، المثير للاهتمام، أن الرغبة الغربية قدمت من حلفائها وشركائها (استراليا و لوكسمبورغ والاردن)المناهضين لسوريا والحلفاء الاوفياء لواشنطن,القرار لم يكتب بأيدي استرالية او اردنية وانما بأيدي اللاعبين الكبار الذين لم يرغبوا بتصدر المشهد فقذفوا بكبش الفداء,على الرغم من معرفتهم بكذب هذا القرار وبطلانه.
ممثل روسيا الاتحادية قدم تقريره الأول: الغرب مخادع,يسوق لفكرة أن المدينة محاصرة من القوات الحكومية فقط,والغرب وامريكا تسعى بقرارها لتقديم المساعدات للجماعات الإرهابية المتطرفة وهذا ماسوف يؤدي الى كارثة إنسانية كبيرة.
ووفقا"لوزير الخارجية سرغي لافروف:الغرب يروج لموضوع الكارثة الانسانية كذريعة للتدخل في الحرب على سوريا فذريعة  الأسلحة الكيماوية لم تفلح بتوجيه ضربة عسكرية والآن يحاول ايجاد ذرائع أخرى.
غريغوري كوساتش أستاذ قسم الدراسات الانسانية  يعتقد أن سوريا قد تعاني من سيناريوهات تسعينات القرن الماضي والتي مازالت تعاني منها الشعوب تحت مسميات مختلفة "الأزمة الانسانية" و "نصرة المستضعفين" و "وقف الإبادة الجماعية" ,يتابع كوساتش: الغرب يكرر نفس الخطاب مصرا على ان الاسد لايمكنه تأمين الحماية الكافية لمواطنيه مستندا الى عدم خروج كل المدنيين من حمص القديمة، ومن خرج لم يلق المأوى ولم يؤمن لهم الغذاء والدواء.
على حلفية الأزمة الانسانية قال اوباما أن معاناة الشعب السوري يجب أن تتوقف ,والمفهوم من هذا الكلام بأن السوريين الخاضعين فقط تحت سيطرة الحكومة السورية هم من يعانون الأزمة, وليست المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعات الاسلامية المتطرفة. وبأن هذه الحرب قد أثرت على جيران سوريا كلبنان والأردن, ولوقف لهيب هذه الحرب لابد من ضربة عسكرية على سوريا,مثل هذه التصريحات تدل على أن الولايات المتحدة اعتمدت منذ البداية على تنفيذ السيناريو العسكري وما التوصل الى تسوية سلمية إلا مجرد شاشة تخفي وراءها النوايا الحقيقية لواشنطن.
الغرب والجهاديون يستخدمون المحادثات والتفاوض السياسي لتجميع قواهم,دون النظر للوقت الذي تستغرقه المحادثات والذي قد يستمر اعواما، ودون أن تكون مؤثرة.
بشار الأسد يدرك تماما أن هذه المفاوضات بلا معنى ويستعد لخوض الحرب ليس مع المتعاملين والمتخاذلين انما مع اللاعبين الكبار والمموليين.
ومن الملاحظ أن أوباما توعد بحماية كلا من الأردن ولبنان والذين دعاهم بالحلفاء, دون اي كلمة واحدة عن اسرائيل ويرجع ذلك الى فتور العلاقات بين البلدين على أثر الخطوات التي اتخذتها واشنطن مع السلطة الفلسطنية ولم تلق رضى الاسرائليين ,فإسرائيل ليست بحاجة للحماية فهي قادرة على حماية نفسها .
ردا على المشروع الاستفزازي من قبل الغرب قامت روسيا بطرح قرار في مجلس الأمن  يأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب السوري ,ووفقا ل غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسية فإن قرار المشروع الروسي يتضمن دعوة لتوحيد جهود المجتمع الدولي في مكافحكة الإرهاب والجهاديين القادمين من بلدان مختلفة .. القضاء على الارهاب الذي يهدد السلم الاهلي في سوريا وبعثات الامم المتحدة هو القضية الاساسية.
وعلى هامش الامم المتحدة تناقش روسيا والغرب هذا القرار والذي من المتوقع أن يتم تأجيله للاسبوع القادم للتصويت,أما الموافقة عليه قد تأخذ وقتا طويلا.
النزيف السوري في حمص والمدن الأخرى سيستمر من قبل المجموعات الإسلامية المتطرفة المدعومة من السعودية والغرب  ,ومجلس الأمن  يغمض عينيه عن هذه الحقيقة معتبرا أن الاسد المسؤول الوحيد عن كل الأخطاء.
رغم كل هذا, المفاوضات الجارية في مجلس الأمن ليست الا معركة دبلوماسية, والغرب عاجلا ام أجلا سيحاول العثور على آلاف الاسباب للتدخل في سوريا وطرحها على مجلس الامن ووقتها على روسيا ان توقف هذا الاعتداء بأي ثمن.
ارتيوم بيوم14-02-2014
المصدر: www.topwar.ru  

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...