في موسم الامتحانات..«الأم الصينية» النموذج الأفضل للتعليم

12-06-2014

في موسم الامتحانات..«الأم الصينية» النموذج الأفضل للتعليم

مع اقتراب موعد الامتحانات في نهاية العام الدراسي، وفي الوقت الذي تبحث فيه الأمهات عن وسيلة لمساعدة أبنائهن على النجاح، واختيار التوجه السليم لمرحلة ما بعد المدرسة، تعود إلى الواجهة معضلة اختيار أنجح الطرق التعليمية الواجب اعتمادها مع الأطفال.
من هذا المنطلق، يبرز سؤالان متناقضان: هل يجوز ترك الطفل لـ«يخلص» نفسه بنفسه؟ أم أنه من الأفضل أن تسخر الأم نفسها من أجل راحته وتوجيهه وتعليمه؟
 وبعدما تم توجيه الكثير من الانتقادات لها في السابق، تعود نظرية «الأم الصينية» أو «الأم الشبيهة بأنثى النمر» («تايغر مام») ـ كما يحلو للمنظرين التربويين أن يطلقوا عليها نظراً لشراستها وجديتها في تعليم أبنائها ـ إلى الصدارة، وذلك بعد دراسة أعدتها «جامعة ستانفورد» تعدد فيها مزايا هذه النظرية، وتتلخص في الآتي «أن تترك الأم طفلها يعيش تحت الضغط، يعني أنها تقدم له نوعاً من الحافز».
وفي العام 2011، نشرت الأستاذة في جامعة «يال» آمي شويا مقالاً بعنوان «لماذا تتفوق الأمهات الصينيات على بقية الأمهات في العالم؟»، وقد أحدث ضجة كبيرة في الأوساط التربوية. وينتقد المقال التربية الغربية، بوصفها تدفع الطفل إلى الخمول، بينما يقدم تبريراً لنظم التدريس الصارمة «الشبيهة بتربية أنثى النمر لصغارها».
وعلى الفور، أطلقت صحيفتا «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» صرخة إنذار ضد المقال، رافضتين «السلطوية» التي تجسدها الأم الصينية في تعاملها مع دراسة أطفالها.
اليوم، تعيد جامعة «ستانفورد» السجال حول الموضوع ذاته، وذلك من خلال اختبار أجرته على مجموعة من الطلاب الآسيويين والغربيين، إذ أفاد الطلاب الآسيويون أنهم ينظرون إلى «تشدد» والدتهم كنوع من الدعم لهم وكحافز يدفعهم على المثابرة.
ويقول الباحث آليسون فو من «ستانفورد» إنه «بينما تميل الأم الأميركية والأوروبية إلى ترك طفلها يحلق بجناحيه من دون مساعدتها، تقف الأمهات الصينيات دائماً فوق رؤوس أطفالهن»، معتبرا أن ذلك «يعود إلى ثقافتين مختلفتين، أي الثقافة الغربية والآسيوية». وخلال الاختبار، وصف الطلاب الآسيويون أمهاتهم بأنهن «حاضرات دائماً في وظائفهم المدرسية، ومصرات على نظرية النجاح»، بينما نظر الطلاب الغربيون إلى أمهاتهم على أنهن «كل مستقل»، كما تحدثوا عن «هواياتهن» و«شكلهن الخارجي». وأخذت الدراسة منحى جدياً عندما أكد الطلاب الآسيويون أن «تسلط أمهاتهن وضغطهن عليهم ليسا مصدر قلق وتعاسة، بل حافز للتقدم».
وختم الباحث دراسته بالقول إنه «بعيداً عن وصفها بالأم المتسلطة، الأم الصينية تتدخل (لكنها لا تحشر أنفها) بدروس طفلها، لدعمه حتى في حال فشله».
قد يحتاج الباحثون إلى الكثير من الوقت، والكثير من الجهد، لإيجاد الطريقة الأنسب لتعليم الأطفال، بعد ثبوت فشل الكثير من الطرق، ولا سيما النموذج الغربي. بالنظر إلى الصينيين، وتقدمهم، قد تبدو الأم الصينية «أكثر إنجازاً».. وقد تبدو الدراسة أيضاً كأنها أغفلت عنصراً مهماً.. إذ ماذا تقول عن دور الأب؟


السفير (عن «لو فيغارو»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...