قادة «أركان الحر» في دير الزور «يبايعون داعش»
تطوران بارزان شهدتهما جبهة دير الزور أمس. جاء الأول في صورة «بيعة» انضم بموجبها عدد من أبرز قيادات «هيئة الأركان في الجيش الحر» إلى تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام»، فيما شكّل الثاني مفاجأة، تمثّلت في فك «داعش» حصاره لمدينة دير الزور. وفي وقت متأخر من ليل أمس، أكدت مصادر أهلية أن مسلحي التنظيم المتطرف قد انسحبوا من «دوار الحلبية» إلى «دوار المعامل»، مع بقاء عدد قليل من العناصر للمراقبة.
وقال مصدر إن «أنباءً شبه مؤكدة يجري تداولها عن عقد اتفاق بين داعش ومجلس شورى الشرقية، ينص على فتح معبر جسر السياسية أيضاً خلال اليومين القادمين، وتسليم المعبر لأطراف محايدة، بما يضمن استمرار دخول المواد الغذائية، وتحييد المدنيين عن مضاعفات القتال بين الطرفين». مصدر مرتبط بـ«داعش» رفض نفي أو تأكيد حصول اتفاق في هذا الشأن، مؤكداً في الوقت نفسه أن «الدولة حريصة على انتهاز أي فرصة لإصلاح حال المسلمين». وقال المصدر إن «الإعلان عن اتفاق من هذا النوع، في حال عقده، يتم عادة عبر بيانٍ رسمي صادرٍ عن الدولة». وأكد المصدر صحة الأنباء التي تحدثت عن «دخول سيارات تحمل مواد إغاثية عبر جسر السياسية إلى مدينة دير الزور بالتوافق بين داعش ومجلس الشورى»، وذلك في وقت سابق لانسحاب التنظيم من «دوار الحلبية». ويشار إلى أنّ دخول المساعدات قد اقتصر على المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة السورية.
أنباء عن عقد اتفاق بين «داعش» و«مجلس شورى الشرقية» في دير الزور
إلى ذلك، كُشف أمس عن انضمام عدد من أبرز العسكريين التابعين لـ«هيئة أركان الجيش الحر» في دير الزور إلى تنظيم «داعش»، في خطوة تقوّض آخر وجود رمزي لـ«الأركان» في المحافظة. وأكدت مصادر متعددة أن «قائد المجلس العسكري في ريف دير الزور التابع للأركان العقيد منير المطر، وقائد ألوية الفاروق غنام الكردي، وأبو هارون، والرائد أبو عبد الرحمن مسؤولي مستودعات الذخيرة، قد بايعوا تنظيم الدولة الإسلامية». وسارع مناوئو «داعش» عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى مهاجمة «المبايعين» ووصفهم بـ«السارقين» و«العملاء»، كما إلى مهاجمة التنظيم المتطرف الذي «قبل بيعة أشخاص كان ينعتهم بالكفر».
مصدر «جهادي» مرتبط بـ«جبهة النصرة» قال إنّ «المجلس العسكري هو مجرد مجلس صوري، والجبهة لم تستفد منه في حربها مع الخوارج، رغم أنه أعلن وقوفه إلى جانبها». ووفقاً للمصدر، فإن «المجلس أعلن في بيانٍ وقوفه إلى جانبنا في معارك دير الزور الأولى، لكن هذا الإعلان جاء بالتزامن مع دحر الخوارج». وأضاف: «حين عاد الخوارج ليعيثوا فساداً في دير الزور، التزم المجلس العسكري الصمت».
وقال مصدر مرتبط بـ«مجلس شورى مجاهدي الشرقية (مشمش)» إنّ «اتفاقاً سرياً كان قد عُقد بين المجلس وداعش، بعد فضائح المجلس، من سرقة الذخيرة والسلاح وسواها»، حيث «أعلن المجلس أنه يلتزم الحياد، ثم بدأت اجتماعات بينهم أكد خلالها المجلس وقوفه مع داعش مقابل ضمان سلامة المنشقين وعدم التعرض لهم». ووفقاً للمصدر فقد «حصلت البيعة فعلياً قبل عشرين يوماً». وقلّل المصدر من شأن هذه «البيعة» وتأثيرها في سير المعارك بين «داعش» و«مشمش». وقال إنّ «عمالة الأركان لداعش معروفة لدى الجميع في دير الزور منذ شهور طويلة وهم يتآمرون ويعملون معاً في السر».
بدوره، أكّد مصدر مرتبط بـ«داعش» حدوث «البيعة»، معتبراً أنها «نتيجة طبيعية للفتوحات التي يمنّ الله بها على مجاهدي الدولة». وقال المصدر إنّ «بيعات مباركة أخرى في طريقها إليكم. منها ما حصل وفي انتظار الكشف عنه، ومنها ما يوشك حصوله».
وعلى صعيد متصل، أعلن ناشطون معارضون في وقت متأخر من ليل أمس أن «داعش» قام بـ«تفجير منزل قائد لواء الأحواز الملازم أول إسماعيل العبدالله أبو سحاق، ومنزل أبو ريان ومنزل أبو حويجة القياديين في لواء الأحواز في قرية البريهة (ريف دير الزور الشرقي)». يُذكر أن التنظيم قد بسط سيطرته على القرية قبل حوالى عشرة أيام.
اغتيال أربعة من «الإسلامية»
شهدت مدينة حلب حادثة اغتيال أودت بأربعة من مسلحي «الجبهة الإسلامية»، بـ«نيرانٍ صديقة». وفي التفاصيل أنّ أحد مسلحي «الجبهة» واسمه عبد الباسط بريمو قد «اغتال فجر الثلاثاء أربعة من مقاتلي لواء أنصار الشريعة التابع للجبهة الإسلامية خلال تأديتهم صلاة الفجر، بعد أن فتح النار عليهم، وجُرح الخامس الذي روى الحادثة لإخوانه». ثم «قام بسرقة السلاح والذخيرة والمال من المقرّ، ولاذ بالفرار»، وفقاً لناشطين معارضين.
وحاولت مواقع «جهادية» إسباغ صبغة «سياسية» على الحادثة عبر تأكيدها أن «بريمو ينتمي سرّاً إلى تنظيم داعش»، وأنه «كان مكلّفاً باختراق الجبهة»، الأمر الذي أكّد ناشط معارض عدم صحّته. وقال الناشط، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن «بريمو كان واحداً من لصوص لواء عاصفة الشمال، وبعد انهيار التنظيم، بحث عن مجموعة جديدة تحتضنه، فانضمّ إلى أنصار الشريعة». وأكد أن «تاريخ بريمو وملابسات الحادثة يؤكدان أن الهدف منها كان السرقة فحسب».
صهيب عنجريني
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد