قافلة النساء لن تمرّ في دمشق

15-02-2010

قافلة النساء لن تمرّ في دمشق

قافلة السينما لن تمرّ في دمشق كما كان مقرّراً لها، بعد عمّان (حيث تختتم التظاهرة اليوم)، وقبل بيروت. على برنامج هذا المهرجان المتنقّل ، أفلام حققتها نساء من الثقافتين الإسبانيّة والعربيّة، عبرت بمحطات في أميركا اللاتينيّة (كولومبيا والمكسيك وكوستاريكا)، قبل أن تصل إلى الشرق الأوسط. ويؤسفنا أنّ المؤسسة الرسميّة في بلد أبي خليل القبّاني، تحفّظت على خمسة أفلام واردة في البرنامج، ما حدا بالمشرفات على التظاهرة إلى إلغاء المحطّة الدمشقيّة من أساسها. هكذا ستبقى «صالة الكندي» مقفرة غداً، الموعد الذي كان مقرّراً لافتتاح المهرجان بالفيلم الروائي الأرجنتيني «الكاميرا المظلمة»، للمخرجة ماريا فيكتوريا مينيس (٨٦ دقيقة، ٢٠٠٧). هذا الفيلم الوارد على القائمة الملعونة، يتناول قصّة امرأة «قبيحة» تراهن على الجمال رغم كل شيء.
نظرة سريعة إلى الأفلام الممنوعة الأخرى، تنتزع من القارئ ابتسامة ساخرة. «أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها»، فيلم هالة العبد الله (الصورة - مع عمّار البيك، سوريا، وثائقي/ إبداعي، ٩١ دقيقة، ٢٠٠٦)، أحد أجمل الأعمال التجريبيّة التي شهدتها الشاشة العربية خلال هذا العقد، ملؤه الحزن والألم وإعادة النظر في الماضي الذي لم ينته تماماً. أما فيلم إليان الراهب «هيدا لبنان» (لبنان، وثائقي/ إبداعي أيضاً، ٥٨ د، ٢٠٠٨)، فيتميّز بجرأته وعفويّته، إذ تقوم المخرجة بتسليط نظرة قاسية إلى طائفتها، فاتحة الباب أمام مشروع نقدي طويل المدى مطلوب اليوم في لبنان.
ولا يوحي ملخّص سيناريو الشريطين الباقيين بأننا في حضرة خطر داهم يهدّد أمن الدولة: «خذني إلى أرضي» لميس دروزة (الأردن/ بريطانيا، تسجيلي، ٥٥ د، ٢٠٠٨)، كناية عن رحلة لاكتشاف حياة فلسطينيّة في الشتات، و«عبور المضيق» لإيفا باتريثيا فرنانديز (مع ماريو دي لاتوري، المغرب/ إسبانيا، تسجيلي، ٥٠ د، ٢٠٠٧)، يحكي الهجرة السريّة عبر مضيق جبل طارق، إلى أرض السعادة الموعودة، التي تستحيل جحيماً قاتلاً.
ستتّجه أنظارنا غداً إلى قاعة الكندي المقفرة في دمشق، وسنرى فيها مجازاً لحياتنا الثقافيّة والفكريّة البائسة، المهدّدة بشتّى احتمالات الانحطاط والتصحّر، في عالم عربي مسكون بالخوف والمنع، يتحكّم فيه سجّانون ورقباء من كل الأنواع.

بيار ابي صعب

المصدر: الأخبار

التعليقات

لا قوافل قائمة على التفريق الجنسي . كل مهرجان يقوم على التفريق الجنسي سيستدعي مقابله مهرجان السينما الشيعية و السنية و مهرجان للسينما الدرزية . و مهرجان لذوي الأعضاء الجنسية الفحلة و مهرجان لذوي الأعضاء الجنسية المتواضعة ... إن كان الجنس حاملاً ثقافياً فالحوامل الثقافية كثيرة . و إن كان الفيلم يحسم لصالح المخرج فهذه واحدة من أغبى آليات إرجاع الفيلم- ليس على المستوى المهني فقط -و لكن على مستوى الهوية . أحد أصدقائي يريد إقامة مهرجان فني للمرأة و السؤال هو أليس أي مهرجان فني هو مهرجان فني للجميع بمن فيهم المرأة و السني و الشيعي و ال*** ؟ و من قال لكم ان التصنيف ناجز بحجم الثديين او ال**** ؟ أليست نسبة من العاملين في الفن سحاقيات و لوطيين مما يسقط عنهم السمة الجنسية العضوية لصالح الوظيفية . إن كنا سنذهب في هذا الاتجاه فلنذهب فيه الى المالانهاية : في أي مهرجان فني سنطالب بكتابة مجموعة من المعطيات (الماتحت ثقافية ) من قبيل : الجنس- ذكر ام أنثى ؟ المرجعية الدينية كنيسة أم جامع, الممارسة الجنسية إن وجدت : سحاق أم لواطة ؟ هل تم اغتصابك في الصغر ؟؟؟؟ على اعتبار كل هذه تؤثر في تكوين هوية ثقافية . هل المطلوب مساواة المرأة بالرجل أم إعلانهما مؤسستين منفصلتين ؟ ؟ إن التصنيف يقود الى الفاشية و التسويق تدعمه المؤسسة الاقتصادية لضرورة انتاجية و تدعمه المؤسسة السياسية لضرورة أمنية تصب في مصلحة الاقتصاد الذي يدفع رواتب الساسة و العسكريين و المؤسسات الثقافية المانحة. من اليوم و صاعد سننجز روايات و ادب ليس فيه إلا الذكور. و للنساء أن تنجز روايات وادب ليس فيه إلا النساء. كذلك السينما و الرسم !!! لا يوجد مشروع ثقافي لا يمر فيه نصف يهود العالم الى سوريا و لبنان و لا احد يوقفهم . و لكن هل تحب ان تعلن الفنانين اليهود يريدون إقامة ورشة عمل للبنانيين ؟ تسويقياً لا تركب لهذا لا أحد يقدمها . و لكنها حقيقة. و هي حقيقة لا تهزني مثلما يهزني تهافت المثقفين على مهرجانات النساء و مؤسسات النساء.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...