قرضاي يناشد الرياض التوسط لمفاوضة طالبان
تباينت ردود الفعل الدولية إزاء إعلان الرئيس الأفغاني حميد قرضاي البدء بمحادثات سلام مع حركة طالبان. وفيما اعتبر الاتحاد الأوروبي أنه يتعين على مثل تلك المحادثات أن تشمل حصراً »من يريدون حلاً« لتلك البلاد، لم تستبعد واشنطن »محاورة كل القبائل بما فيها طالبان«.
وكان قرضاي أعلن الثلاثاء الماضي أنه طلب من الملك السعودي عبد الله المساعدة لتنظيم محادثات مع حركة طالبان، عارضاً على زعيمها الملا عمر »العودة إلى أفغانستان للمشاركة في إعادة إعمار البلد«.
ودعا الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا، إلى »توسيع الاتصالات مع أشخاص مستعدين لإيجاد حل، إنما ليس مع الذين يعارضون الحل«، أو »طبيعة مهمة« الاحتلال في أفغانستان، رافضاً »بشكل قاطع« محاورة الملا عمر.
وفي واشنطن، أشاد قائد قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال ديفيد ماكيرنان أمس الأول بإعلان قرضاي »لإشراك القبائل وربطهم بالحكم سواء على مستوى الولايات أو المناطق«، بوصفه »جيدا وينمّ عن ذكاء«، معتبراً أن على الحكومة الأفغانية أن تقود هذه الجهود »بشكل صحيح وإلا سنعود إلى مشاكل الميليشيات المسلحة ودعم أمراء الحرب«، فـ»الحل في أفغانستان سياسي وليس عسكريا«، وقرار مفاوضة الملا عمر »يجب أن تتخذه القيادة السياسية، وسنكون هناك لتقديم الدعم«.
لكنه أكّد من جهة أخرى، على »الحاجة الملحّة« إلى مزيد من القوات لمواجهة »القتال الضاري« هناك، داعياً »المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات عسكرية.. للوصول إلى النقطة الحاسمة، أي حين يتسلم الأفغان أمنهم«.
في المقابل، تعهد الملا عمر، في بيان إلكتروني الثلاثاء الماضي، أنه »سيضمن أمن الغزاة« في حال انسحابهم من أفغانستان، وإلا »فستواجهون هزيمة مثل تلك التي لحقت بالسوفيات من قبلكم«، شامتاً من »الأميركيين، الذين رغم تطور تقنياتهم، عجزوا عن التكهن بهزيمتهم. واليوم، يتوسلهم الرئيس (الأفغاني) للحصول على المال والأسلحة والجنود، لكن عبثا«، متوعداً إياهم بأنهم »لن يحققوا أهدافهم ولو حاولوا طيلة ١٠٠ عام«.
وجدد الملا عمر تعليماته لتفادي سقوط المدنيين، و»الامتناع عن أي عمل مخالف للشريعة.. مثل العمليات في المساجد أو الأماكن المكتظة«.
وكان قرضاي قد أعلن، بعد ساعات من بيان الملا عمر، أنه طلب من زعيم طالبان العودة إلى بلده »للعمل من أجل السلام والتوقف عن قتل أشقائنا«، عارضاً عليه »الحماية من القوات الأجنبية«، مناشداً السعودية، التي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بحكومة طالبان، التوسط لإجراء مفاوضات سلام مع الحركة، نافياً أن تكون تلك المفاوضات قد بدأت.
ميدانياً، اعترف الجيش الأميركي الثلاثاء الماضي بمقتل ثلاثة من جنوده في أفغانستان، في انفجار عبوة في حافلتهم، جنوبي البلاد، ومقتل جندي من قوات التحالف في حادث مروري، شرقي البلاد، فيما اعترفت وزارة الدفاع البريطانية بأن أحد جنودها قتل بالرصاص »مدنياً أفغانيا«، في إقليم هلمند، لأنه »رفض التوقف لدى اقترابه من قافلة عسكرية«.
وفي حادث منفصل، أعلن قائد شرطة كابول محمد ايوب سالانجي أن جنوداً فرنسيين فتحوا النار على حافلة تقل مدنيين في وسط العاصمة الأفغانية، تجاوزت حافلة عسكرية، ما أدى إلى إصابة أربعة مدنيين على الأقل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد