قوات كردية تدخل كركوك والجيش العراقي ينسحب

13-06-2014

قوات كردية تدخل كركوك والجيش العراقي ينسحب

بدا في التطورات الميدانية في العراق خلال الساعات الأخيرة أنّ الأمور تقترب ربما من تثبيت توازن على الأرض لن يسكره إلا إطلاق الجيش العراقي والفرق العسكرية المؤيدة له عملية يستعيد من خلالها زمام المبادرة، أو ذهاب تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» باتجاه مهاجمة بغداد بشكل مباشر بعدما فرض سيطرة واضحة على عدد من النقاط الممتدة من الموصل شمالاً وحتى مدينة سامراء ذات الرمزية الدينية في الجنوب، واقتراب الاشتباكات من مناطق محيطة من العاصمة العراقية.
وفي سياق التطورات الميدانية، فإنّ الحدث الأبرز أمس، المحمّل بأبعاد سياسية عديدة، تمثّل في فرض قوات إقليم كردستان شبه المستقل سيطرتها للمرة الأولى على مدينة كركوك. فإضافة إلى رمزية المدينة بالنسبة لإقليم كردستان، فإنّ كركوك مدينة غنية بالنفط، وتقع في المحافظة المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية في بغداد وإقليم كردستان، ويسكنها خليط من الكرد والتركمان والعرب والمسيحيين.عناصر من البشمركة ينتشرون في ضواحي كركوك أمس (أ ف ب)
وقال الأمين العام لوزارة البشمركة وهي القوة العسكرية الكردية جبار ياور إنّ «قواتنا تسيطر حاليا على مدينة كركوك بالكامل بعدما انسحبت قطعات الجيش العراقي من مواقعها»، بينما لم يوضح إن كانت العملية قد جرت بالتنسيق مع بغداد.
وفي وقت لاحق، نجا وزير البشمركة في حكومة إقليم كردستان شيخ جعفر مصطفى، أمس، من تفجير استهدف موكبه أثناء تفقده القوات الكردية في جنوب غرب مدينة كركوك، وأسفر عن مقتل عنصر امن كردي. وقال آمر لواء البشمركة العميد شيركو فاتح شواني إنّ «موكب وزير البشمركة كان في طريق العودة من مناطق جنوب غربي كركوك حيث كان يزور قطعات البشمركة قبل أن يتعرض لانفجار عبوة ناسفة أدت إلى مقتل عنصر من البشمركة».
ويطمح الأكراد منذ فترة طويلة إلى السيطرة على كركوك، وهم يعتبرونها عاصمتهم التاريخية. وفي الوقت ذاته، يظهر التحرك السريع من جانب قوات البشمركة التي تتمتع بدرجة عالية من التنظيم كيف أن تقدم مقاتلي «داعش» المفاجئ يساهم بإعادة رسم خريطة النفوذ السياسي في العراق.
وقتل المصور الصحافي الكردي كامران نجم إبراهيم، أمس، خلال اشتباكات غرب كركوك بين قوات البشمركة ومسلحين من «داعش» أصيب فيها أيضا 14 من عناصر الأمن الأكراد، وفقا لمصدر امني. وأوضح المصدر الأمني الكردي أنّ «اشتباكات مسلحة هي الأعنف منذ سيطرة مسلحين على مناطق جنوب وغرب كركوك وقعت مساء اليوم (أمس) واستمرت لساعة أدت إلى مقتل المصور وإصابة 14 عنصرا من البشمركة في منطقة تبعد نحو 30 كيلومترا عن غرب كركوك».
وترافقت عملية كركوك مع سيطرة مسلحين على أجزاء من بلدة العظيم الصغيرة الواقعة على مسافة 90 كيلومترا إلى الشمال من بغداد بعدما تركت معظم قوات الجيش مواقعها وانسحبت تجاه بلدة الخالص القريبة. وتكمن أهمية البلدة في طريقها الاستراتيجي الذي يربط مدينة كركوك بالعاصمة بغداد، وهي تقع كذلك على الحدود بين محافظتي ديالى وصلاح الدين.
وسيطر مقاتلو «داعش» أيضاً أمس على ناحيتي الضلوعية والمعتصم على بعد نحو 90 كيلومتر من شمال بغداد. وجاءت سيطرة هؤلاء على الناحيتين بعد هجوم شنوه على مدينة سامراء القريبة، ذات الرمزية الدينية، في وقت سابق. وقال مسؤول عسكري، إن «الفرقة الذهبية» متمركزة في مدينة سامراء، والوضع هادئ. و«الفرقة الذهبية» هي قوات خاصة عراقية مدربة بشكل خاص وتابعة لجهاز مكافحة الإرهاب.
أما في مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، فحرك الجيش العراقي، في الساعات الأخيرة، فرقا عسكرية لاستعادتها من قبضة «داعش»، فيما تضاربت الأنباء بشأن نجاح العملية بشكل تام. وقال مصدر عسكري، «استعدنا السيطرة على عدة قصبات من مدينة تكريت، وتنتظرنا معركة فاصلة لاستعادتها بالكامل من الإرهابيين»، إلا انّ مسؤولا محليا ابلغ  أنّ «سيطرة عناصر داعش كاملة على مدينة تكريت، وأنّ الجيش لم يستطع دخول المدينة حتى الآن».
وأظهرت لقطات فيديو عشرات من قوات الشرطة الخاصة في تكريت محتجزين ويعرضهم مقاتلون أمام حشد من الناس بعدما اجتاحوا قاعدتهم. وقال سكان إن المتشددين شكلوا مجالس عسكرية لإدارة البلدات التي سيطروا عليها في المدينة والمناطق المحيطة.
وفي الموصل، ووسط تضارب الأنباء الميدانية، ذكرت وكالة «رويترز» أنّ مقاتلي «داعش» استعرضوا بعربات الهمفي الأميركية، التي استولوا عليها من الجيش العراقي، على مدى يومين، منذ أن قدم المقاتلون من الصحراء واجتاحوا ثاني أكبر مدينة في العراق. وقال شهود إنّ طوافتين سيطر عليهما المتشددون أيضا حلقتا في الأجواء، ف يما يبدو أنها المرة الأولى التي تحصل فيها الجماعة المتشددة على طائرات على مدى السنوات التي تقوم فيها بتمرد على جانبي الحدود العراقية السورية.
في غضون ذلك، عرض التلفزيون الحكومي ما قال إنه لقطات جوية لطائرات عراقية تطلق صواريخ على أهداف للمتشددين في الموصل. وأمكن رؤية الأهداف تنفجر وتتصاعد منها سحب سوداء.
أما في عموم المحافظة نينوى، فقد ذكرت مصادر أمنية أنّ قوة مؤلفة من عشرين آلية تحمل مسلحين ينتمون إلى «داعش» هاجمت قوة من البشمركة قرب مدينة سنجار، الواقعة على طريق يصل الموصل بالحدود السورية. وأشــارت المصادر إلى أنّ الاشتباكات استمــرت لنحــو أربع ساعات فجــر أمــس، وأســفرت عن مقتل 9 مسلحين وإصابة أربعة من البشمركة.
وفي حدث لافت، فقد ذكرت مصادر أمنية أنّ مجموعة مسلحة هاجمت نقطة تفتيش تابعة للقوات الأمنية العراقية في قضاء الطارمية، وهو أحد الأقضية الستة المحيطة ببغداد، من جهة الشمال. وأدت الاشتباكات إلى مقتل خمسة عناصر أمنية وإصابة تسعة.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...