كارتر: العنف هو البديل لفشل المفاوضات مع حماس
اهتمت الصحف الأميركية اليوم الثلاثاء بجولة كارتر والوعود التي حصل عليها من حماس، ونقلت تحذيره من فشل المفاوضات مع حماس لأن العنف سيكون أمرا محتوما، وتساءلت في الوقت نفسه عن مدى نجاعة تلك المفاوضات ما دام منسقها لا يتكلم باسم أحد.
تحت عنوان "كارتر: حماس مستعدة للعيش إلى جانب إسرائيل" تحدثت صحيفة واشنطن بوست عن تعهد حماس للرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بدعم أي اتفاق يتوصل إليه زعيم السلطة محمود عباس بعد الاستفتاء الشعبي عليه.
وسلطت الضوء على رفض المسؤولين الإسرائيليين لاجتماعات كارتر والاتفاقية التي توصل إليها مكتوبة مع حماس، قائلين إنها ترقى إلى انقلاب دعائي لصالح حماس دون تحقيق أي تقدم حقيقي لها.
ونقلت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية آري ميكيل قوله "من المؤسف أن نرى كيف تستخدم حماس الرئيس الأميركي الأسبق كارتر للحصول على شرعية لا تستحقها".
المحلل السياسي والأمني الإسرائيلي يوسي ألبير قال إن كارتر طالما لم يحقق أي اختراق ملحوظ، فإن اجتماعاته كانت "شكلا من أشكال التآكل البطيء لمقاطعة حماس على المستوى العالمي".
وقال كارتر في مقابلة مع الصحيفة إن هدفه هو تكريس ذلك التآكل، مضيفا أن حماس أظهرت مرونة بما يكفي لجعل المحادثات جديرة بالثقة، واعتقد أنها لم تعد مصممة على تدمير "الدولة اليهودية".
وحذر من أن فشل المحادثات ربما يشعل فتيل انتفاضة جديدة، وقال "إذا لم تعط الشعب أملا في أن أزمته ستنتهي، فإن العنف سيكون أمرا محتوما".
وفي صحيفة نيويورك تايمز قال كارتر الذي يقوم بجولة مكوكية في الشرق الأوسط، إنه تمكن من الحصول في محادثاته التي أجراها في سوريا على تنازل هام من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشأن السلام مع الإسرائيليين، وإنه وجد القادة في سوريا مستعدين لعملية سلام شاملة مع إسرائيل.
وأشار كارتر حسب الصحيفة إلى أن القادة السوريين أبلغوه بأن 85% من القضايا بين الحكومة السورية وإسرائيل قد حلت في مفاوضات مسبقة وأنها تسعى لإبرام سلام بأسرع وقت ممكن.
ووصف الرئيس الأميركي الأسبق ما حصل عليه من وعود من حماس بأنها في غاية الأهمية، لأن ذلك يعني أنها لن تعيق المفاوضات أو تنفيذ أي اتفاقية يتم التوصل إليها إذا ما وافق الشعب الفلسطيني عليها.
وفي المقابلة مع الصحيفة، قال كارتر إنه وجد قيادة حماس بمن فيها رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل على درجة عالية من الثقافة والتفكير ولم يكن يبدو عليهم أي شيء من التعصب، واصفا المحادثات بأنها "علمانية".
وتوقع في النهاية استعداد الرئيس السوري بشار الأسد للانفصال عن تحالفه مع إيران لأنه يرغب في سلام شامل مع إسرائيل.
صحيفة كريستيان ساينس مونيتور استهلت تقريرا لها بالقول إن كارتر بعد تحديه للمقاطعة الأميركية لحماس عبر لقائه مع قادتها في دمشق، أبلغ الإسرائيليين أمس أن "المسلحين الإسلاميين" أكدوا له بأنهم سيحترمون أي اتفاقية سلام يصدق عليها الشعب الفلسطيني.
ورغم هذه النقلة النوعية في موقف حماس، حسب الصحيفة، فإن الحائز على جائزة نوبل للسلام -أي كارتر- حذر من أنه لن يتعاطى مع إسرائيل وحماس بنفس الطريقة التي انتهجها مع الإسرائيليين والمصريين عام 1979.
وتقول الصحيفة إن السؤال المطروح حول دبلوماسية كارتر المستقلة بعد جولته في الشرق الأوسط هو: ما قيمة المحادثات مع مجموعة مثل حماس توصف بأنها "منظمة إرهابية" من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، عندما لا يتكلم الرسول باسم أحد؟
ماغنوس رانستورب وهو مؤلف لعدة كتب عن حماس، أعرب عن شكوكه بإجراء حماس أي تغيير في أيديولوجيتها.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد