كوشنر في بيروت والاشتباكات مع "فتح الاسلام" تتجدد
عبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر لدى وصوله بيروت في أول زيارة له خارج أوروبا منذ توليه منصبه الجديد، عن تضامنه الكامل مع لبنان، الذي قال إنه يمر بمرحلة صعبة.وقال لدى وصوله مطار بيروت "تعلمون إلى أي مدى أنا متعلق بلبنان، وفي الوقت نفسه أنا مسرور لزيارته، وحزين لأن أكون هنا في هذه الظروف الصعبة".ومن المقرر أن يلتقي كوشنر لاحقا رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في إطار غذاء عمل، على أن يجتمع مساء بزعيم الغالبية النيابية المناهضة لسوريا سعد الحريري، ثم برئيس مجلس النواب نبيه بري أحد قادة المعارضة
وقبل سويعات من وصول كوشنر، كان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قد تعهد باجتثاث ما سماه الإرهاب، في إشارة إلى حركة فتح الإسلام التي تخوض معارك منذ أيام مع الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد شمال لبنان، والتي أسقطت لغاية الآن 69 قتيلا.
وتجددت الاشتباكات بين قوات الجيش اللبناني وعناصر تنظيم "فتح الإسلام" في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين بالقرب من طرابلس مساء الخميس، وسمعت أصوات أسلحة رشاشة ثقيلة، فيما وصف بأنه خرق للهدنة الهشة المستمرة منذ يومين بين الجانبين.
ولم يتضح بعد الأسباب التي أدت إلى اندلاع القتال مرة أخرى بين الجانبين، رغم أن اشتباكات متقطعة وقعت بين الجانبين خلال الساعات الثماني والأربعين ساعة الماضية.
من جانبه، أكد الناطق باسم تنظيم "فتح الإسلام"، أبو سليم، أن التنظيم مازال ملتزم بالهدنة.وحول إمكانية الخروج من المخيم أو لبنان، قال أبو سليم "نحن لم نأت لنخرج.. وليس في بالنا تسليم أنفسنا"، مشيراً إلى أن عناصر التنظيم أعدت نفسها للقتال حتى آخر لحظة.
وأوضح الناطق باسم تنظيم فتح الإسلام "نحن أصحاب مبادئ، ولن نتخلى عن هذه المبادئ"، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني مسؤول عن أرواح المدنيين في المخيم، وأن التنظيم هو من أعلن هدنة من جانب واحد.
وكان الجيش اللبناني قد أعلن صباح الخميس، أنه أطلق النار وأغرق قاربين كانا يقلان مسلحين، يشتبه في أنهم ينتمون لجماعة "فتح الإسلام" من مخيم نهر البارد، قرب مدينة طرابلس، شمالي العاصمة بيروت.
وكان العديد من الفلسطينيين انتهزوا الهدنة للنزوح من مخيم نهر البارد في شمالي لبنان، الذي شهد خلال الأيام الثلاث الماضية، مواجهات عنيفة بين الجيش اللبناني ومليشيات "فتح الإسلام" أسفرت عن مقتل العشرات.
وأتاح وقف إطلاق النار بين الجانبين الأربعاء لنحو 15 ألف فلسطيني فرصة الفرار إلى مخيمات أخرى أو ملاجئ مؤقتة، وفق الصليب الأحمر
و تأتي الاشتباكات بعد ساعات من الأنباء التي أفادت بتوجه ست طائرات شحن عسكرية أمريكية محملة بالذخائر في جسر جوي باتجاه الأراضي اللبنانية.
وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكية الخميس إنه يتوقع أن تصل الطائرات العسكرية الأمريكية إلى لبنان خلال اليومين القادمين، بهدف إعادة إمداد القوات اللبنانية بالذخائر بهدف مقاتلة المليشيات المتشددة في مخيم نهر البارد بالقرب من مدينة طرابلس بشمال لبنان.
وقدم السنيورة الدعم اللامحدود للجيش اللبناني الذي قال إنه يدافع عن ثرى البلاد في الجنوب "بمواجهة العدو، ويواجه الإرهاب في الشمال". وأضاف أن الجيش كان "ضحية عدوان مجرم، قامت به منظمة إرهابية تنتحل صفة الإسلام والدفاع عن فلسطين".وشدد السنيورة على ضرورة الفصل بين حركة فتح الإسلام والفصائل الفلسطينية والقضية الفلسطينية، وتعهد بالبدء في تحسين أوضاع الفلسطينيين في لبنان.
ورغم وقف إطلاق النار بين الجانبين فإن الجيش اللبناني أعلن أن إحدى بوارجه أغرقت قوارب مطاطية كانت تنقل على متنها مقاتلين من حركة فتح الإسلام، كانوا يحاولون الفرار من مخيم نهر البارد.ورفض المتحدث باسم الجيش تحديد عدد الذين كانوا على متن القارب، وما إن كان أسر أحد منهم أو انتشل جثث القتلى.جاءت هذه التطورات بعد رفض جماعة فتح الإسلام في وقت سابق العرض الذي قدمه لها وزير الدفاع اللبناني إلياس المر بالاستسلام، واختارت المواجهة والبقاء في مخيم نهر البارد.
وقال أحد مسلحي الحركة الملقب أبو جعفر إن فتح الإسلام لن تترك الجيش اللبناني يلحق بها الهزيمة، فيما قال مسلح آخر، وصف نفسه بأنه نائب رئيس الحركة، إن "مقاتلي فتح الإسلام سيوافقون على هدنة لوقف إطلاق النار إذا ما سمح لهم بالبقاء في المخيم".
ومن جهة أخرى أعلنت حصيلة جديدة أن 16 شخصا أصيبوا بالتفجير الذي استهدف سوقا بمدينة عاليه في جبل لبنان على بعد 20 كلم شرق بيروت، اثنان منهم إصابتهما خطيرة
المصدر:وكالات
إضافة تعليق جديد