كيف خدم “أحرار الشام” و “جبهة النصرة” اسرائيل وجواسيسها في “غزوة” البحوث العلمية
عشية النجاح الباهر لمحور المقاومة في تحليق طيارة بدون طيار فوق مفاعل ديمونا الإسرائيلي وعبورها مئات الكيلومترات دون كشفها ، وبثها للقاعدة التي اطلقتها شرائط الرحلة ، بثت جماعة ثورية سورية شريطاً لما سمته ” غنائم ” مركز البحوث العلمية بحلب ، من طيارات بلا طيار تستخدم للتجسس على حرمات المسلمين و إيذاء الإسلام !
وفي محاولة بائسة لتبرير هجوم بنحو 1500 مسلح و إحراق مكاتب الإدارة و الأرشيف ومخابر صناعية في مركز البحوث العلمية بث ناشطون معارضون “اعترافات” ثلاثة من مهندسي وموظفي مركز البحوث العلمية بحلب بتمويل “الشبيحة” لقمع المظاهرات من ميزانية البحوث العلمية، قبل أن تزيد جماعة أحرار الشام في طنبور جبهة النصرة وتراً بعرض “غنائمها” من طائرات صغيرة بلا طيار ، وآلات خراطة المعادن التي يستخدمها النظام في محاربة الله و إيذاء الإسلام و التجسس على حرمات المسلمين ، في حين أكد موظف أكاديمي رفيع المستوى في البحوث العلمية أن التخريب الذي طال المركز يحمل بصمات عدو همه تعطيل المركز وسرقة أسراره ، الأمر الذي لا ينطبق إلا على الموساد الإسرائيلي .
المصادر الرسمية تتكتم على الخسائر الفادحة التي تعرض لها المركز ، ولم تسمح للتلفزيون الرسمي بدخول المركز لتصويره ، مثلما تكتم الجيش الحر على خسائره التي تجاوزت الثلاثمائة بين قتيل وجريح .
المجاهد “التافه” الذي ظهر في الشريط الذي بثته كتائب أحرار الشامح قال “تم بعون الله وهمته وفضله اقتحام احد الأمكنة التي كان نظام الأسد يستخدمها في تصنيع المواد التي تؤذي الإسلام و المسلمين و الشعب السوري ” ، و أضاف هذا المتخلف “طائرات تجسسية للتجسس على المسلمين ، هذا المكان للتطوير و البحث ولله الحمد تم اغتنام هذه المعدات ، وسنستخدمها دفاعا عن الله عز وجل”.
أما كيف يتجسس النظام على حرمات المسلمين بالطائرات بدون طيار ، فهو يعني إما أن منشآت العدو وقطعاته العسكرية كمفاعل ديمونا النووي الإسرائيلي أصبحت من محرمات الإسلام كالكعبة الشريفة مثلاً ، أو أن حرائر ثوار الناتو يقضين النهارات الربيعية على أسطح المنازل لإجراء حمام شمس لأجسادهن ، ويخشى بعولهن تصوير الأفخاذ و المؤخرات تشبهاً بالكفار .
أما كيف سيستخدم هؤلاء الأشخاص الطيارات بلا طيار للدفاع عن الله ، فالله وحده عزوجل يعرف !
الإخراج السيء لتبرير الهجوم على أرفع هيئة علمية تقنية سورية ، ما هو بحسب المصدر الرفيع سوى محاولة لتغطية الشمس بغربال ، إذ ما الذي يمكن أن يقوله سوري يدمر ويعتدي على منشأة إستراتيجية يخشاها العدو “اليهودي الكافر” وفق تعبيرات الجهاديين تبريراً لفعلته ؟
ويقول المصدر الأكاديمي “لقد دخلوا إلى جميع الغرف و المخابر و الورش بخلع أبوابها ، لكنهم لم يحطموا أو يحرقوا سوى بعضها ، ويبدو أنهم يعرفون ماذا يريدون ، ولم يرغبوا في تضييع وقتهم ، وأعتقد انه كان معهم ضباط موساد إسرائيليون لقد دخلوا غرفة زملائي في مبنى الإدارة و أخذوا جهاز خاص بواحد فقط وهم ثلاثة في المكتب ، لو كان هدفهم السرقة لأخذوا الأجهزة كلها وبينها لا بتوب كان على الطاولة”.
وأوضح المصدر الذي بكى بحرقة وقت عاد إلى المركز للاطلاع على الأضرار “قسم تطوير وتصنيع الطائرات بدون طيار تم التشفي منه وحرقه ، وهم كاذبون لم يمكنوا من إخراج تلك الطائرات و لا آلات تصنيعها من المركز بل حرقوها ، و الفيديو تم تصويره داخل المركز ، لقد انتقموا من إبداع وعبقرية المخترع الأستاذ الدكتور سمير رقية الذي قتلوه مبررين قتله ( لأنه شبيح علوي يغتصب طالبات الجامعة المتظاهرات و الحرائر … بالحرف الواحد ) و الذي كان المسؤول عن تطوير هذا البرنامج “.
بدوره أكد مصدر واسع الاطلاع في تصريح خاص أن “عملاء للموساد الإسرائيلي تسللوا إلى سورية متنكرين بصفة مجاهدين عرب أو آسيويين ، وشارك عدد منهم في الهجوم على مركز البحوث العلمية ، وكان لديهم معلومات عبر جواسيس خونة و بعض الموظفين الذين أجبروا على الانشقاق وتقديم ما لديهم من معلومات عن برامج تطوير الأسلحة الإستراتيجية ، و الطيران تحت التهديد بحرقهم أحياء”.
المصدر أكد أن “ضخامة المركز وسرعة استرجاعه من قبل الجيش العربي السوري ، لم تتح لعملاء الموساد تنفيذ كامل المهام المطلوبة منهم وعندما اشتدت المعركة وجهت أوامر بحرق ما يمكن حرقه من مخابر و مكاتب وورش ثم الانسحاب الكيفي” .
ورغم ذلك لم يتهم المصدر جبهة النصرة و أحرار الشام مباشرة بالتجسس و العمل لصالح الموساد الإسرائيلي ولكنه أكد أنه “بجهلهم وحقدهم الغريب يخدمون الموساد حتى بدون حالات اختراق لهم ، وهم شكلوا حاضنة قتالية شرسة سهلت الاختراق ، مع هذه الفوضى باسم الجهاد ، والتي فتحت فيها تركيا الأطلسية حدودها لكل قادم “.
و خاطب المصدر الشبان الشرفاء في تلك الجماعات “في حالة السلم آلاف من عناصر الأمن يتابعون زائري سورية وتحركاتهم حتى بعد سفرهم من سورية ، ورغم ذلك يتم الاختراق ، ومثاله العميد مصطفى الشيخ ، وهو من رموز الثورة ، فهل تملك جماعاتكم قدرة أمنية على كشف جواسيس الموساد ؟ “.
و أضاف “لماذا لا تحيدون المنشآت الخطيرة كهذه ، لكي تفوزوا بها بعد إسقاط النظام فتساعدكم في متابعة حربكم على أمريكا و إسرائيل التي تؤجلونها إلى ما بعد إسقاط النظام كما تقولون ، والله أنا مستغرب جدا جدا لكني استغرب كيف تحرقون أوراق قوتكم الإستراتيجية أليس النظام قاب قوسين من السقوط ؟ “.
و سخر المصدر بمرارة وألم من الفيلم الذي بثه أحرار الشام للغنائم المزعومة “أعلم تمام العلم أنها طائرات أحضرت من جبهة الجولان لتتم صيانتها ، وهي الجماعة التي سبق لها و أن قتلت 16 مجنداً فلسطينياً في جيش التحرير بعد خطفهم وقال” غريب أن يقوم شاب سوري بترديد ذلك الكلام الركيك و الغبي من أن الطائرات بدون طيار هي لإيذاء المسلمين ، وهم الذين يقتلون الفلسطيني ، ويدمرون قوة الجيش السوري الوحيد الذي بقي في الجبهة بمواجهة إسرائيل” .
و ذهب المصدر إلى القول : “إن الطائرة التي حلقت فوق مفاعل ديمونا الإسرائيلي هي طائرة يصنع مثلهاً في مخابر البحوث العلمية التي حرقوها ، يا ويلهم من الله” .
و أضاف “أنا هنا لا أذيع سراً والعدو الصهيوني بفضل جبهة النصرة لبلاد الشام و كتائب أحرار الشام وجهلهم ، تعرف الآن الكثير عن التكنولوجيا السورية ، دون أن ننكر دور الجاسوس العميد الفار مصطفى الشيخ ، الذي سلمهم خرائط ووثائق عن منشآت البحوث في حلب إثر انشقاقه التمثيلي و انتقاله إلى تركيا فراراً بعد تصاعد الشبهات حول علاقته بالموساد” .
هل يمكن تصديق أن استهداف البحوث العلمية هو أمر عفوي أو غير منظم ومجرد فوضى مسلحين أشباه أميين ؟ ، فطيلة شهور كان ثوار الحرية يفتشون الحافلات و السيارات بحثا عن العسكريين و العلويين . أما مؤخرا فأصبح البحث عن العسكري و العلوي و العامل في البحوث العلمية فما الذي استجد ؟
المعارضة السورية التي يسلحها ويمولها حلف الناتو و حلفائه الإقليميين لم تعد تعرف كيف تداري عوراتها ، وتبرر جرائمها المجنونة بحق نفسها وبحق الوطن و الشعب و المستقبل ، فبعد الفرية السمجة لجبهة النصرة التابعة لجماعة القاعدة بعرض ضباط مهندسين من اليمن موفدين إلى سورية للدراسة في أكاديمية الأسد “اعترفوا” بقتل السوريين مع الجيش الأسدي وفق تعبيرهم ، ها هي كتيبة شهداء حلب ، تعرض اعترافات كاريكاتورية لثلاثة موظفين مخطوفين من ملاك مركز البحوث العلمية ، بتمويل الشبيحة لقمع المظاهرات !
المشهد تكرر آلاف المرات لمخطوفين يقف خلفهم شبان بسلاحهم وقسمات وجوه مكفهرة ، يرددون “اعترافات ” مثيرة للسخرية والغضب والقرف ، لكنها لدى المعارضة الثورية المدنية السلمية ما هي إلا حقائق دامغة لا يرقى لها الشك، و لا تقبل أي نوع من الدحض ولو رأيت رأس أحدهم مفصولاً عن جسده في وقت لاحق ، أو عثر عليه في مزبلة بعد أن أشاد بحسن معاملة الجيش الحر له .
أمين بطيخة مهندس ميكانيك ، ومحمد كرم مهندس كهرباء ، وأحمد عجيب محاسب ، ثلاثة مواطنين موظفين في مركز البحوث العلمية خطفهم ثوار الحرية ، الذين ثاروا بسبب قمع المظاهرات التي تنادي بالحرية ، ظهروا و الخوف بعيونهم ، ورددوا ما لقنه إياهم خاطفوهم .
ميزانية البحوث العلمية بحلب فقط 100 مليون ! يا لغباء وبؤس المفبرك !
ولم لا فهكذا مواد إعلامية صممت للجهلة و الساذجين و المستعدين لتصديق أي فرية طالما أنها ” تفضح النظام” و قد تمت مضاعفتها حتى 500 مليون لدفعها للشبيحة .
الطريف في الأمر في الرسالة التي فرض عليهم توجيهها للشعب السوري وزملائهم جاء على لسان احدهم الذي دعا زملاءه في البحوث العلمية للإضراب … شر البلية ما يضحك فمنذ شهور توقف الدوام و العمل في البحوث العلمية نتيجة خطف وقتل الكوادر ، و اليوم يجبرونه على دعوة زملائه للإضراب .
هل سيكون مصير الموظفين الثلاثة كمصير الأستاذ الدكتور سمير رقية المختص في علوم الطيران ، الذي عرض الجيش الحر جثته مضرجة بالدماء بعد تنفيذ حكم الإعدام .
سيريان تلغراف
إضافة تعليق جديد