كيف يرى الأمريكان لقاء الأسد ببوتين
نشر موقع “المونيتور” الأميركي تقريراً تناول فيه زيارة الرئيس بشار الأسد المفاجئة إلى سوتشي حيث التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، واضعاً هذا اللقاء في إطار التطورات التي تشهد عليها المنطقة، وعلى رأسها التصعيد الإسرائيلي-الإيراني في سوريا وتقدّم الجيش السوري في مناطق المعارضة.
ولفت الموقع إلى أنّ لقاء الأسد-بوتين الذي جرى في 17 أيار الجاري يأتي بعد مرور 8 أيام على لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الروسي في موسكو، وبعد مرور 7 أيام على توقع روسيا وصول زائر كبير أو اثنين من سوريا أو إيران، وذلك في 10 أيار الجاري.
وتابع الموقع بأنّ الأسد توجه إلى روسيا برفقة وزير دفاعه علي عبد الله أيوب بعد مرور 3 أيام على إجراء وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف موسكو محادثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، موضحاً أنّ زيارة الرئيس السوري الخاطفة هذه تسبق أخرى مماثلة قام بها بوتين في 11 كانون الأول الفائت، حين توجه إلى قاعدة حميمم والتقى الأسد.
واعتبر الموقع أنّ النتيجة الأهم التي تمخّض عنها هذا اللقاء تمثّلت بموافقة الأسد على إنشاء لجنة لصياغة الدستور السوري، موضحاً أنّه عارض الفكرة في السابق خوفاً من خسارة السلطة في نهاية المطاف أو استبداله، ومبيناً أنّ موسكو أيّدتها من جهتها باعتبارها الوسيلة الأفضل لنقل النزاع إلى الميدان السياسي-الديبلوماسي، والتأثير في العملية، على حدّ قوله.
وفيما أكّد الموقع أنّ نتيجة محادثت بوتين-الأسد أسعدت الزعيميْن، تطرّق إلى أهم التصريحات التي صدرت عن لسان الرئيس الروسي، وتحديداً إلى قوله: “القوات الأجنبية ستبدأ بالانسحاب من الأراضي السورية”.
وفي هذا السياق، كشف الموقع أنّ اللاعبين المهتمين بالنزاع السوري تلقفوا التصريح الفضفاض لتحليله من منظور توقعاتهم واهتماماتهم، مشيراً إلى أنّ البعض اعتبره رسالة إلى الولايات المتحدة الأميركية لوقف “تدخلها “غير الشرعي” في سوريا، على الرغم من أنّ بعض الروس رأوا فيه تلميحاً إلى انسحاب روسي جديد من سوريا (إذ سبق لروسيا أن سحبت عدداً كبيراً من قواتها من سوريا في 2017).
في ما يتعلّق بإيران، لفت الموقع إلى أنّها لم تردّ على التصريح الروسي فوراً، موضحاً أنّها ستوافق روسيا، إذا كان كلام بوتين موجهاً إلى واشنطن.
أمّا في إسرائيل، فاعتبر كثيرون، وفقاً للموقع، أنّ كلام بوتين بمثابة إشارة إلى الإيراينيين ووضعوه في خانة الجهود التي تبذلها موسكو للتوسط بين إسرائيل وإيران.
ختاماً، نقل عن مصدر في الكرملين رفضه توضيح ماذا أو من قصد بوتين بتصريحه عن “القوات الأجنبية”، قائلاً: “ما زال العمل جارياً على المستوى الديبلوماسي وعلى الأرض. ومن جهتنا، نحاول جعل الوضع هناك (في سوريا) مكاناً أقل زخراً بالنزاعات للجميع، لكن المهمة ليست سهلة”.
(ترجمة “لبنان 24” – Al-Monitor)
إضافة تعليق جديد