لافروف: إسقاط النظام سيفاقم العنف والغرب غير مهتم بأرواح السوريين
انتقد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي الموقف الغربي المزدوج من الإرهاب معتبرا انه "من المخيب أن يرفض شركاؤنا الغربيون في مجلس الأمن إدانة الهجمات الإرهابية في سورية" وان يقسموا الإرهابيين إلى سيئين ومقبولين الامر الذي سيؤدي بالعالم إلى وضع خطير جدا.
وعبر لافروف في حوار مع قناة (روسيا اليوم) يبث غدا عن أسفه لكون "المواقف المعلنة للكثير من اللاعبين الخارجيين حول سورية لا تزال لا تعكس اهتمامهم الصادق في وقف العنف بل تنصب اهتماماتهم على تحصيل وتحقيق نقاط داخلية ما".
واعتبر لافروف انه مما يستوجب الخزي والعار ان ينشغل بعض الشركاء بتوجيه الإرشاد ومحاولة وضع النفس في موقع الوصي على حقوق الإنسان في سورية في حين المطلوب ان يقولوا كفى لكل من يحاول القتل والانتصار على حساب حقوق الانسان.
واستغرب لافروف كيف يدعي الغربيون انهم يتفهمون دوافع الإرهاب بالقول "الإرهاب سييء لكننا نراعي الدوافع والسياق العام" مؤكدا أن ذلك مرفوض جدا على الاطلاق.
وأشار لافروف إلى ان المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية مسؤولة عن خرق القانون الدولي من خلال احتجاز الرهائن وممارسة الإرهاب وقال هناك "جماعات كثيرة من المعارضة المسلحة لا تدين بالولاء لقيادة موحدة وتلجأ إلى أساليب تتعارض بصورة مطلقة مع القانون الانساني الدولي مثل احتجاز الرهائن واللجوء إلى الهجمات الإرهابية".
واعتبر وزير الخارجية الروسي انه إذا كانت الأولوية هي وقف العنف في سورية فيجب نشر عدد كبير من المراقبين الدوليين وإجبار الطرفين على بدء الحوار دون شروط مسبقة مؤكدا ان روسيا لا تقوم بتغيير الأنظمة في دول العالم ولذلك لن تنقل اقتراحات الغربيين الى سورية بل عليهم نقلها بانفسهم.
وكشف لافروف ان الادعاءات بان اسقاط النظام في سورية سيؤدي إلى وقف العنف ليست صحيحة حتى بالنسبة للغربيين الذي يروجون لذلك موضحا ان "توقعات الاستخبارات الغربية تقول ان العمليات العسكرية لن تتوقف بسقوط النظام وانما سيندلع العنف بقوة جديدة".
وحذر لافروف من ان الغرب يهتم باسقاط النظام أكثر من اهتمامه بانقاذ حياة المدنيين مشيرا إلى أن "سورية هي بلاد عاشت بها مختلف الاديان والاثنيات ولا يجوز تحطيم كل هذا من اجل التخلص من شخص أو نظام" مؤكدا أن هذه الأمور باتت معروفة بالنسبة لروسيا في السلوك الغربي ولن تمر عليها فقد "اغار الغربيون على يوغسلافيا عندما كانوا يريدون الاطاحة بسلوفدان ميلوشيفتش والقوا القنابل على العراق مع علمهم بعدم وجود أسلحة نووية هناك".
واعرب لافروف عن اعتقاده بان الدول الغربية غير مصممة أو مصرة على التدخل العسكري في سورية وشعوره بان "لا أحد في الغرب مستعد للتدخل في سورية ولذلك يأملون في استخدام روسيا والصين حق النقض" على عكس ما يصرحون.
وقال لافروف "هناك إحساس بأنه ليس لدى أحد شهية فيما يتصل بالتدخل الخارجي في سورية" أما لو كشفنا عن أحاسيس ما خلف الكواليس، فيتولد انطباع أحيانا "أنهم يصلون من أجل استمرار روسيا والصين في منع قرار التدخل الخارجي".
وأوضح وزير الخارجية الروسي ان انطباعاته عن الموقف الغربي تجاه سورية وعدم رغبته في تغير الموقف الروسي الصيني في مجلس الأمن نابعة من تقديره لكون الغرب يعلم انه بمجرد اتخاذ موقف في مجلس الأمن "سيكون عليهم التصرف مباشرة ولا يوجد أحد مستعد للتصرف على الأقل الآن".
وأكد لافروف "انه من غير المسموح لمجلس الأمن بعد التصرف المعيب لشركائنا مع القرار الخاص بليبيا اتخاذ مثل هذه القرارات التي تحمل معنيين" متسائلا اذا كان الجميع يقولون الحقيقة عندما يؤكدون أن الأولوية رقم واحد هي وقف المذابح وإنقاذ الأرواح فلماذا لا يتركون جانبا موضوع اسقاط النظام وتنحي القيادة السورية ويتجهون لاجبار الجميع على الإعلان عن المصالحة، وجلب مراقبي الأمم المتحدة إلى هناك بأعداد كبيرة وإجلاس الأطراف خلف طاولة الحوار دون شروط مسبقة.
واعتبر لافروف ان السلوك الغربي تجاه سورية يؤكد أن عملية سقوط النظام وتنحي القيادة السورية اهم لديهم من "إنقاذ أرواح المواطنين والمدنيين العزل" مشيرا إلى أنه اذا كان لدى الغربيين هدف جيوسياسي فينبغي إذن أن يفهموا أن عليهم دفع مقابل ذلك ولكنهم لا يدفعون الثمن من أرواحهم وليس من أرواح مواطنيهم بل من أرواح السوريين البسطاء.
وكالات
إضافة تعليق جديد