لماذا غابت المشاركة السورية عن «مهرجان الإعلام العربي» في القاهرة؟

28-12-2010

لماذا غابت المشاركة السورية عن «مهرجان الإعلام العربي» في القاهرة؟

يمكن للمرء أن يفهم الآلية التي تحكم عمل «مهرجان الإعلام العربي» في القاهرة، من خلال ردود الفعل العامة تجاه غياب أحد أبرز المنافسين للمصريين على حصة الأسد من جوائز المهرجان، فبينما كان المهرجان يستقطب وسائل الإعلام وهو يعلن جوائز دورته الأخيرة بالجملة مانحاً المصريين الحصة الأكبر منها، بدا لافتاً إغفال خبر عدم مشاركة التلفزيون والإذاعة السورييْن في المهرجان، وتبيان أسباب هذا الغياب، علماً أن الاستحقاق الحقيقي، في أي مهرجان، يتعلق بمستوى المشاركة التي تتنافس على جوائزه. دنيا سمير غانم تحمل جائزتها عن دورها في «الكبير القوي»
هذا الكلام لا يعني حكم قيمة على مستوى الأعمال السورية التي شاركت في دورات المهرجان السابقة، وغابت في دورته الأخيرة، وإنما هو أمر يفرضه كم الجوائز التي نالها السوريون في الدورات السابقة، وجعلتهم منافساً حقيقياً للمصريين في مهرجانهم. فكيف يمر غياب منافس من هذا الوزن عن المهرجان الأخير من دون ضجة تذكر؟
على الأرجح، يبدو غياب أي ردود فعل إزاء عدم المشاركة السورية في المهرجان، هو التعبير الأكثر وضوحاً عن حقيقة هذا الأخير، إذ يبدو من خلال العدد الكبير للجوائز الموزعة فيه وطريقة توزيعها بأنه أقرب إلى مهرجان تكريمي، بالتراضي، للإعلام العربي. ولا يشكل ميداناً للمنافسة بين إنتاجاته. وبالتالي فإن غياب الإنتاج الإعلامي لدولة ما، سيكون على الأغلب عامل راحة بالنسبة الى منظمي المهرجان، على اعتبار أن حسابات توزيع الجوائز بالتراضي ستكون أقل إرباكاً...؟! ولا نكشف سراً لدى قولنا إن سياسة «في حد ما أخدشي جوائز؟» هي لسان حال هذا المهرجان.
ولكن لماذا غاب التلفزيون السوري والإذاعة السورية عن مهرجان هذا العام أساساً؟
لعل قراءة في تصريحات المشاركين السوريين في المهرجان في دوراته السابقة، يمكن أن تحدد أسباب هذا الغياب. إذ لطالما شكا هؤلاء من عدم حيادية لجان التحكيم، التي تأتي نتيجة لآلية اختيار أعضائها. فقد كانت تضم غالباً في كل لجنة منها أكثرية مصرية مقابل تمثيل عربي هامشي. ما يرجح كفة الخيارات المصرية أثناء التحكيم.
وحتى ما يُمنح من جوائز لغير المصريين غالباً ما يكون من باب «كرم أهل البيت»، أو نتيجة إصرار أقلية التمثيل العربي على منح جائزة ما. وربما لتثبيت كذبة أن المهرجان والجوائز يقومان على مبدأ المنافسة!
أما الشعرة التي قصمت ظهر البعير في دورة المهرجان الحالية، والتي ربما كانت العامل الحاسم في اتخاذ قرار عدم المشاركة السورية في فعالياته، فهي آلية جديدة اعتمدتها اللجنة المنظمة في التحكيم عبر الإنترنت، حيث يشاهد كل عضو في لجان التحكيم الأعمال المشاركة وحده، ثم يرسل تقييمه عبر الإنترنت إلى الجهة المعنية. بمعنى أن خيار المهرجان الجديد يلغي حتى فكرة النقاش ودفاع الأقلية العربية الممثلة في لجان التحكيم عن خياراتها أمام الأكثرية المصرية. ما يشكل مسماراً جديداً في نعش مصداقية المهرجان.
يبدو أن الخيارات الجديدة دفعت «الهيئة العامة للتلفزيون والإذاعة السورية» الى حجب مشاركتها في دورة المهرجان الحالية، رغم أن تحضيرات المشاركة كانت تتم في أروقة الهيئة، لكنها سرعان ما توقفت مع ظهور آليات التحكيم الجديدة.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...