"لواء التوحيد" يخطف زوجة حجي بكر
زوجة حجي بكر مخطوفة لدى «لواء التوحيد»، وحجي بكر هو واحد من كبار مساعدي زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أبو بكر البغدادي، بل بعض المصادر تصفه بالرجل الثاني في التنظيم.
ويأتي الكشف عن هذه الحادثة ليشكل دليلاً دامغاً على صحة الروايات التي تحدثت خلال الأسبوعين الماضيين، عن حملات خطف واعتقال تناولت زوجات المقاتلين الأجانب من قبل الفصائل التي تحارب «داعش» وعلى رأسها «الجبهة الإسلامية» و«جبهة ثوار سوريا» و«جيش المجاهدين»، وذلك بعدما بذلت هذه الفصائل وأذرعها الإعلامية جهوداً كبيرة لنفي صحة الرواية واتهام «الدولة الإسلامية» باختلاقها في إطار حملة إعلامية تستهدف بحسب قولها تضليل الرأي العام وتشويه صورة «الجبهة الإسلامية» أمامه.
وخطف زوجة حجي بكر، علاوة على أنه يشير إلى مدى عمق الخصومة بين الأطراف المتصارعة، بحيث تستباح حتى الأعراض والنساء، فإنه من جهة أخرى يعني أن جميع النساء مستهدفات، فلو كان ثمة خطوط حمراء لكانت تمثلت بنساء القادة والأمراء.
وبما أن زوجة حجي بكر بحد ذاتها تعرضت للخطف، فهذا يعني أن على كل «مقاتل أجنبي» أن يجد السبيل لحماية زوجته من مصير مماثل.
وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن خطف زوجة حجي بكر جرى منذ أيام عدة، أثناء الاشتباكات التي دارت في منطقة أعزاز في ريف حلب بين «لواء التوحيد» و«داعش»، حيث تمكنت مجموعة من «اللواء» من مداهمة منزل كانت زوجة حجي بكر تختبئ فيه، فقامت باعتقالها مع اثنين من أبنائها يعتقد أنهما ما زالا في سن الطفولة، وتم اقتياد الجميع إلى منزل في منطقة خاضعة لسيطرة «التوحيد». وأفادت معلومات أن الزوجة اقتيدت إلى مكان اعتقالها وهي تنزف جراء إصابتها في رجلها بطلق ناري.
وقد شكل الكشف عن هذه الحادثة فضيحة كبيرة في أوساط «الجهاديين» من مختلف الأطراف، وبذلت جهود كبيرة للتستر عليها وعدم انتشار أنبائها خشية أن تمس بسمعة «الجهاد» وأهله، بالإضافة إلى ما يمثله الكشف عنها من إهانة شخصية لحجي بكر.
ولكن الخطورة الحقيقية التي استشعرها قادة التنظيمات الجهادية هي أن الكشف عن الحادثة سيكون رأس الجليد الذي يخفي تحته جبل حوادث الخطف العديدة التي تعرضت لها نساء «المقاتلين الأجانب» في حملة ممنهجة من قبل «لواء التوحيد» و«أحرار الشام» و«صقور الشام».
وحاول الشيخ السعودي عبد الله المحيسني أن يتستر على هذه الفضيحة، عبر ادعائه أنه التقى بزوجة حجي بكر في المنزل الذي تتواجد فيه مع أبنائها، وأنها نفت له تعرضها لأي إساءة من قبل «التوحيد».
ولكن أحد قيادات «داعش» عبد الرحمن المرزوقي، وهو سعودي أيضاً، أكد أن زوجة حجي بكر مختطفة بحجة أنها مقاتلة، وأنها أصيبت أثناء اختطافها ما يشير إلى ممارسة العنف ضدها، واستهجن محاولة المحيسني التستر على الجهة المجرمة التي أباحت لنفسها خطف زوجة الأمير حجي بكر، مؤكداً أنه على اطلاع على حادثة تعرض مهاجرة تونسية للاغتصاب في تل رفعت.
ويشار إلى أن علاقة المحيسني مع «داعش» تدهورت مؤخراً بعد إصراره على وصف الحرب الدائرة بأنها فتنة، وهو ما يطابق الوصف الذي أسبغه عليها أبو محمد الجولاني زعيم «جبهة النصرة»، والخصم اللدود لأبي بكر البغدادي.
وبالرغم من نفي «الجبهة الإسلامية» المتكرر، فإن المعطيات كانت تشير منذ بداية الحرب بينها وبين «الدولة الإسلامية»، أن ثمة حملة تقودها حركة «أحرار الشام» و«لواء التوحيد» و«صقور الشام» تستهدف الضغط على المقاتلين الأجانب في مختلف الطرق والأساليب، سواء باستهدافهم شخصياً ومحاصرة مقارهم والضغط عليهم لينشقوا عن «داعش» أو في أسوأ الأحوال ليعتزلوا القتال، أو باستهداف نسائهم وأولادهم عبر الهجوم على القرى التي يسكنون فيها والتي لم تكن تحوي سواهم لأن الرجال متواجدون على جبهات القتال المختلفة، وكل ذلك لتحييد المهاجرين عن القتال الدائر وإجبارهم إما على الانتساب لـ«الجبهة» أو المغادرة وترك ساحة الشام لغيرهم.
وكان عمر الشيشاني، القائد العسكري لـ«الدولة الإسلامية»، أكد في تصريحين مختلفين، الأول صادر عنه شخصياً، والثاني صادر عن نائبه أبو جهاد الشيشاني، أن حوالي خمسين إمرأة شيشانية تعرضن للخطف من قبل من أسماهم «الصحوات»، بل أكد أن البعض منهن تعرضن للاغتصاب. كما تواترت الشهادات على مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر» من قبل جهاديين متواجدين في ساحات القتال، عن تعرض الكثير من المهاجرات للخطف والاغتصاب.
وقد تكون الحادثة الأشهر بعد خطف زوجة حجي بكر، هي قيام مهاجرة تونسية تدعى «أم سعد التونسية» وزوجة مقاتل تونسي، بتفجير نفسها بحزام ناسف بعد اقتحام مجموعة مسلحة لمنزلها في تل رفعت.
وفي السياق نفسه، جرى تداول شريط فيديو من قبل ناشطين تابعين لـ«داعش» يظهر الشيخ محمد النصوح قائد «كتيبة أحباب الله» في ريف إدلب، وقد ألقي القبض عليه بالجرم المشهود وهو يمارس الزنى مع حفيدته (سحر)، في حادثة هي الأولى من نوعها، وقد تشير إلى حجم التدهور الأخلاقي الذي أصيبت به بعض فئات المجتمع السوري في المناطق الساخنة نتيجة المعارك الدائرة منذ حوالي ثلاثة أعوام.
عبدالله سليمان علي: السفير
إضافة تعليق جديد