ليلة القبض على الإنفلونزا
تأكيداً على ازدحام السياح الأجانب على أبواب بلدانهم، أعلن العديد من وزراء الصحة العرب عن دخول جرثومة إنفلونزا الخنازير إلى ديارهم مع تأكيد القبض عليها ومعالجتها بشكل حاسم (على الرغم من عدم اكتشاف مضاداتها بعد!)..
وأمام هذه البجاحة العربية – السعودية – اللبنانية، اجتمع وزير صحتنا مع معاونيه وحوارييه ومدراء صحته وصحته وأبدى أمامهم امتعاضه من عدم القبض بعد على أية جرثومة خنازير سياحية داخل أراضي العربية السورية تماشياً مع شعار "سورية الله حاميها".. فطوال ثلاث سنوات لم يسمح الرب ولا حتى الطيور المهاجرة بدخول أنفلونزا الدجاج داخل حدودنا، احتراماً لسمعة الأمن.. الغذائي ومصالح أصحاب المداجن ووزارة الزراعة والدواجن..
أثناء الاجتماع ضرب السيد الوزير الطاولة بقبضته الناعمة وصوته الحنون وقال: انظروا إلى محافظ حماه كيف خطف الأضواء بعدما أعدم مزرعة خنازير كاملة قبل أن تصاب بأنفلونزا الخنازير، ونحن لم نحصل بعد على جرثومة واحدة تظهر مدى استنفارنا وجهوزيتنا الميدانية الساحقة.. وأمام قنوط السيد الوزير من السادة معاونيه وحوارييه وممرضيه، أوعز المراقب الصحي في المطار الدولي لعناصره بضرورة القبض على مريض ما، أي مريض يعطس لكي يخرج الوزارة من الحرج ويكبر في عيني السيد الوزير ليغدو بمرتبة مدير.. وهكذا أمسكت العناصر الساهرة بتلابيب مريضة أسترالية، و قيل أنها سلمت نفسها بنفسها من باب الشبهة، وهذه ميزة غير موجودة سوى عند السوريين أعني أن يشتبه المواطن بنفسه ويسلمها إلى الأجهزة المختصة بالعلاج الآيديولوجي، ولم يطل تساؤل عناصر المراقبة الذين قبضوا على المشتبهة بنفسها عندما علموا أنها من أصل سوري وأن الدم السوري ما زال ينبض في شرايينها..
وهكذا حصل السيد الوزير ومعاونوه وممرضوه وإعلاميوه على الأضواء المحلية والعالمية وأعلنوا أنهم أشفوا المريضة "بالعلاج اللازم" وعادوا جميعاً إلى البيت مسرورين..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد