مؤتمر العراق يتفادى جدولة الانسحاب ورضا أميركي بالنتائج
تفادى البياني الختامي للمؤتمر الدولي بشأن العراق الذي عقد بمنتجع شرم الشيخ المصري الإشارة إلى جدولة الانسحاب الأميركي، لكنه دعا إلى وضع حد للطائفية وتفكيك المليشيات والجماعات المسلحة وتعزيز المصالحة وتوسيع المشاركة السياسية. وقد أعربت واشنطن عن رضاها "التام" عن نتائج المؤتمر.
ورغم الدعوات التي أطلقها المؤتمر إلا أنه اختتم أمس دون تحقيق نتائج حاسمة وملموسة وذلك رغم نبرة التفاؤل والإيجابية التي سادت أروقته، فقد ردت الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي على المطالب باستئناف الاستعدادات لعقد مؤتمر مصالحة تحت رعاية جامعة الدول العربية بأن المصالحة قائمة أصلا كما أصرت على عقده في بغداد.
وأبدى المشاركون استعدادهم لمساعدة حكومة بغداد على وقف الاقتتال والإرهاب. واعتبروا أن انسحاب قوات التحالف ينبغي أن يتم بناء على توقيت مناسب للعراق.
وأعاد البيان الختامي التأكيد على سيادة ووحدة أراضي العراق واستقلاله السياسي، منددا بجميع ما وصفها بأعمال الإرهاب في العراق لا سيما العنف ضد المدنيين والبنية التحتية ومؤسسات الدولة والأماكن المقدسة.
وكان المؤتمر عقد أمس اجتماعا موسعا لدول الجوار العراقي بمشاركة مصر والبحرين بالإضافة إلى وزيرة الخارجية الأميركية والأمناء العامين للأمم المتحدة والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي ومنسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
وتبنى المشاركون الخميس وثيقة العهد الدولي للعراق، وهي عبارة عن خطة خمسية لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.
وقد أعربت الولايات المتحدة عن رضاها "التام" لنتائج مؤتمر شرم الشيخ.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو إن واشنطن غير آسفة لعدم إجراء محادثات رفيعة المستوى مع إيران على هامش المؤتمر، وإن مثل هذا الاجتماع لم يكن مطلقا على جدول الأعمال.
وأِشارت بيرينو إلى أن سفير البلاد بالعراق راين كروكر التقى لفترة وجيزة نائب وزير الخارجية الإيراني.
وأضافت "بشكل عام نحن مسرورون جدا للمؤتمر الذي عقد في شرم الشيخ ونحن راضون تماما، ولكن ستبذل جهود متابعة" مشيرة إلى أن الرئيس جورج بوش سيرسل نائبه ديك تشيني إلى المنطقة الأسبوع المقبل، دون ذكر تفاصيل عن مهمته.
وأكد السفير الأميركي بالعراق أنه التقى نائب وزير خارجية إيران، لكنه قلل من أهمية اللقاء قائلا "لقد كان محدودا جدا وقصيرا، وكان حول العراق". وأوضح أن الاجتماع المقتضب حضره كذلك ديفيد ساترفيلد مستشار وزيرة الخارجية الخاص بشؤون العراق.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قال إن وفدا من الولايات المتحدة وإيران على مستوى الخبراء اجتمعوا على هامش مؤتمر شرم الشيخ.
ووصف زيباري بمؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط اجتماع شرم الشيخ بأنه كان "ناجحا ويلبي مطالب العراق" مؤكدا أن فشل بلاده لن يفيد أحدا, ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن بغداد ترى أنه يجب تخفيف حدة التوتر بين الأطراف المعنية بالقضية العراقية خاصة واشنطن وطهران ودمشق.
بدوره قال أبو الغيط إن المؤتمر أكد سعي المجتمع الدولي لمساعدة العراقيين على التوافق الداخلي، ووقف الاقتتال بهدف إعادة الإعمار وعودة البلاد مجددا إلى الساحة العربية.
وأضاف الوزير المصري أن مسألة جدولة انسحاب القوات الأجنبية من العراق سيتم تنسيقها بين حكومة بغداد ومجلس الأمن الدولي, لكنه عاد وشدد على ضرورة أن تستعد القوات العراقية للعمل بالميدان.
أما وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس فقالت -في مؤتمر صحفي مستقل- إن القوات الأجنبية بالعراق موجودة بقرار من مجلس الأمن وبموافقة الحكومة العراقية.
وأضافت أن "الفرصة" لم تحن للقاء نظيرها الإيراني منوشهر متكي، لكنها عادت وقالت إن الخبراء من الجانبين استعرضوا وجهات النظر حول الشأن العراقي.
وكانت الآمال بعقد اجتماع تاريخي بين وزيري خارجية البلدين منذ قطع العلاقات بينهما عام 1980 قد تضاءلت إثر اتهام متكي واشنطن بارتكاب "أعمال إرهابية" بالعراق، ومطالبته في كلمته بافتتاح الاجتماع الموسع لدول جوار العراق بوضع خطة لسحب قواتها.
وسبق أن التقت رايس نظيرها السوري وليد المعلم على هاشم المؤتمر في محادثات ركزت على الوضع العراقي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد