مؤتمر دافوس في يومه الثاني
افتتح نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور والنجم الموسيقي بونو، أمس، اليوم الثاني من «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس، بالتحذير من مخاطر التغيرات المناخية في العالم، في وقت لم تغب التطورات في الشرق الأوسط ومسألة «مكافحة الإرهاب» عن المداخلات.
وقال آل غور إنّ «الأزمة المناخية اخطر بكثير وأسرع مما بينته التقديرات الأكثر تشاؤما لمجموعة الخبراء الحكومية حول تطور المناخ»، لافتاً إلى أنّ بعض التقديرات توضح أنّ الجليد قد يزول نهائيا من القطب الشمالي في غضون خمسة أعوام، داعياً كل من يريد أن يحل مشكلة المناخ إلى أن «يلتزم ببرنامج بونو حول مكافحة الفقر والأوبئة والتعامل مع أزمة الايدز وجعل ذلك جزءا لا يتجزأ من جهود العالم» في هذا الإطار.
أمّا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فحذر من أن نقص المياه قد يؤدي إلى «نزاعات جديدة ترتسم في الأفق»، مشيراً إلى أنّ التصحر السائد منذ عشر سنوات في غربي السودان مسؤول بشكل كبير عن النزاع في إقليم دارفور.
وتطرق عدد من رؤساء الشركات المشاركين في المنتدى إلى هيمنة الشركات على المياه، حيث قال رئيس شركة «نستله» بيتر برابيك «إذا تركنا قوى السوق تحدد قيمة المياه نكون قد خطونا خطوة كبيرة إلى الأمام».
وخصص منتدى دافوس جزءاً من أعماله لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث شددت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس على أهمية نشر الديموقراطية في المنطقة لحل المشاكل التي تواجهها، مشيرة إلى أنّ «المشكلة الرئيسية للديموقراطية في الشرق الأوسط ليست ناجمة عن عدم استعداد الناس لها، بل بسبب وجود قوى عنيفة للرد يجب ألا نسمح لها بالانتصار».
أمّا وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني فدعت أصحاب المؤسسات الكبرى المجتمعين في دافوس إلى مقاطعة طهران بسبب «التهديد الدولي» الذي يمثله النظام الإيراني. وقالت «هناك قوة هائلة مجتمعة في هذه القاعة... ويمكن وقف إيران بفضلكم»، مشيرة إلى أنّ «هذا الأمر ليس فقط قراراً سياسيا».
إلى ذلك، وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة بأنه «حملة تجويع»، محذراً من أنه قد ينسف جهود السلام في المنطقة.
وعقد المنتدى جلسة خاصة تحت عنوان «مكافحة الإرهاب» بمشاركة الرئيسين الباكستاني برويز مشرف والافغاني حميد قرضاي ونائب رئيس الحكومة العراقية برهم صالح.
وندد قرضاي بـ«سوق» العمليات الانتحارية في أفغانستان، داعيا المجتمع الدولي إلى الوحدة في مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن المتطرفين يلجأون إلى استغلال الوضع الاقتصادي من اجل تجنيد انتحاريين.
أمّا مشرّف فشدد على أنّ الوضع في باكستان يسير نحو مزيد من الاستقرار، متعهداً بإجراء انتخابات «حرة ونظامية وشفافة... وسلمية» واتخاذ كل الضمانات لتفادي عمليات التزوير.
بدوره أكد صالح أنّ تحسن الأوضاع الأمنية في محافظة الأنبار يظهر إمكانية تحقيق السلام في جميع أنحاء العراق. وأضاف «لقد اعتقد كثيرون بيننا أن مجرد إطاحة (الرئيس العراقي الراحل) صدام حسين، ستحقق رغد العيش للعراقيين وستكون هناك ديموقراطية، لكن تبين أن إزالة صدام حسين كانت الجزء الأكثر سهولة».
وفيما تخيم الأزمة المالية في الولايات المتحدة على أعمال المنتدى، أعرب العديد من مديري «صناديق الثروة السيادية» الحكومية، التي تديرها الحكومات والتي يأتي معظمها من آسيا والخليج وروسيا، عن رفضهم لتشويه سمعتها عندما تهب لنجدة بنوك أميركية متعثرة، فيما أكد نائب وزير الخزانة الأميركي روبرت كيميت أنّ واشنطن غير متخوفة من هذه الصناديق، لكنه أوضح أنّ «نموها من حيث الحجم والعدد بشكل كبير يدعو إلى اليقظة».
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد