مؤسسة الدواجن: ارتفاع سعر الفروج بسبب التهريب
كشف مدير “المؤسسة العامة للدواجن” سراج خضر، في تصريحه لـ”الاقتصادي”، عن الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار الفروج، حيث لفت إلى أن من أهم أسباب ذلك، قيام مربي الدواجن ببيع الفروج في المناطق الساخنة، وخاصة صوص الفروج وذلك لارتفاع أسعاره في تلك المناطق.
وأشار إلى أن الفروج يربى في مناطق إدلب والسلمية، حيث يقوم بعض المربين للأسف الشديد بتوجيه صوص الفروج إلى المناطق الساخنة، بسعر يصل إلى 180 ليرة للصوص، في حين أن سعره الحالي هو 100 ليرة، وهذا ما حرم الأسواق الداخلية من المادة، وترافق ذلك مع زيادة الطلب على المادة، وخاصة في فترة الأعياد حيث توجه معظم المستهلكين إلى الفروج، نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء.
ونوه خضر إلى أن النقل أيضاً أثر على ارتفاع أسعار الفروج، فمثلاً أجرة البراد الواحد لنقل الفروج من حماة إلى الرقة أو القامشلي، يكلف 400 ألف ليرة، لمسافة لا تتجاوز 100 كيلو متر، مشيراً إلى أن هناك 100 ألف صوص فروج، تذهب إلى المناطق الساخنة لتباع هناك في كل أسبوع.
وأوضح الخضر إلى أن التهريب أيضاً، لعب دوراً في ارتفاع أسعار الفروج، وخاصة إلى لبنان، حيث أسعار الفروج تعتبر أعلى من سورية، ما شجع تهريبها وخلق فجوة في السوق المحلية.
وألقى الخضر اللوم على مؤسسات التدخل الإيجابي، التي لم تقم بشراء الفروج وتخزينه أثناء انخفاض سعره، لطرحه في الأسواق وتغطية الطلب، مشيراً إلى أن مشاكل قطاع الدواجن هي مشاكل تراكمية، وأتت من مفرزات الأزمة الحالية.
وبين إلى أن مربي الدواجن، تعرضوا لخسائر كبيرة خلال السنوات الماضية، وهم يتنفسون الصعداء حالياً لتعويض خسائرهم، مشيراً إلى أن قطاع الدواجن تحكمه الفوضى للأسف.
وعن توقعاته لانخفاض أسعار الفروج قال خضر: “آمل أن تنخفض أسعار الفروج غداً، ولكن وفق المعطيات، فإنه من المتوقع أن تنخفض الأسعار بعد شهرين، لتعود إلى ما كانت عليه سابقا،ً أي يعود سعر كيلو الفروج إلى 600 ليرة، فحالياً سعره 800 ليرة للكيلو”، مشيراً إلى أن السوق ينظم نفسه والمسألة تعود وفق العرض والطلب، وحالياً المربي القوي هو من يتحكم في السوق.
وعن فكرة استيراد الفروج المجمد، رأى خضر أن الاستيراد سلاح ذو حدين، مشيراً إلى أن المؤسسة مع الاستيراد، ولكن أن يكون كخطوة إسعافية ومؤقتة فقط، بحيث لا يؤثر على المربين الذين تعرضوا لخسائر كبيرة، مبيناً أنه تم تجربة هذه الخطوة سابقاً، ولكن كانت الكميات قليلة ولم تؤثر على المربين، وأمل أن يتم التركيز على الصحة وسلامة المواطن، وأن يكون الاستيراد ضمن الشروط الصحية الصادرة عن “وزارة الزراعة”، لافتاً إلى أنه من حق المواطن أن يحصل على المادة وفق سعر مقبول ويتناسب مع دخله.
وارتفعت أسعار الفروج بشكل كبير في الأسواق المحلية، مسجلة رقما جديداً حيث وصل سعر كيلو الفروج المذبوح والمنظف إلى 850 ليرة، ووصل سعر كيلو الشرحات إلى 1600 ليرة، مرتفعا نحو 400 ليرة في أقل من أسبوعين، كما وصل سعر كيلو الدبوس إلى 1000 ليرة وكيلو الوردة إلى 1200 ليرة.
وكان المستشار الفني في “اتحاد غرف الزراعة” عبد الرحمن قرنفلة أوضح مؤخراً، أن تسارع تأثر تداعيات الأزمة على قطاع إنتاج لحوم الدجاج كان عميقاً جداً، وتضافر مع عوامل متعددة ليؤدي إلى إنهاك القطاع، وتراجع غير مسبوق بمستويات الإنتاج، وارتفاع واسع في أسعار مبيع منتجات لحوم الدجاج، رغم الجهود الكبيرة التي اتخذتها الحكومة في هذا المجال، إلا أن وقوع معظم مداجن إنتاج لحم الفروج ومرافق خدماتها في مناطق ساخنة أمنياً، وعدم استقرار الحصول على مدخلات الإنتاج بشكل منظم: مازوت، كهرباء، صوص، أدوية بيطرية، أدى إلى انحسار كبير في نشاط إنتاج لحوم الفروج.
واقترح “اتحاد غرف الزراعة السورية”، قيام الحكومة بتكليف مؤسسات التدخل الإيجابي، استيراد دفعات محدودة من الفروج المجمد، ووفق برامج زمنية محددة، تتناسب مع حجم الطلب الراهن وواقع الإنتاج المحلي، يتم الاتفاق عليها مع لجنة مربي الدواجن، على أن تتم عمليات الاستيراد وفق القواعد الفنية التي تحددها الأجهزة الفنية البيطرية، في “وزارة الزارعة والإصلاح الزراعي”، والقوانين والتعليمات التي تضمن سلامة الواردات من الناحية الصحية، علماً أن هذا الإجراء لا يشكل في المرحلة الراهنة تهديداً لنشاط إنتاج لحم الفروج محلياً، في ظل الظروف الاستثنائية القائمة التي أجبرت هذا النشاط على التراجع بنسبة تجاوزت 80%، وتأتي موافقة الاتحاد الذي طالما عارض فكرة استيراد الفروج المجمد، انسجاماً مع الواقع الفعلي للإنتاج ومراعاةً لظروف المستهلكين.
وسيم وليد إبراهيم
المصدر: الاقتصادي
إضافة تعليق جديد