ما الذي سيبيعه نوري المالكي في واشنطن خلال زيارته
الجمل: شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن مؤخراً زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي التي استمرت يومين للسعي لتفعيل علاقة المنطقة الخضراء بواشنطن والتي ظلت تشهد المزيد من التطورات الدراماتيكية الحقيقية والمفتعلة.
* الأبعاد المعلنة لزيارة المالكي:
تقول التقارير والتصريحات بأن المالكي قام مؤخراً بزيارة العاصمة الأمريكية لإنجاز المهام الآتية:
• مقابلة المسؤولين الأمريكيين.
• حضور جلسات مؤتمر الاستثمار والأعمال الخاص بالعراق.
• حضور قمة التعاون الأمريكي – العراقي.
أضافت التقارير أن مؤتمر الاستثمار غطى 12 قطاعاً شملت الدفاع والنفط والغاز، وبالنسبة للقاءات المالكي فقد كانت مع السيناتور جو بايدن نائب الرئيس خلال زيارة الأخير إلى بغداد الشهر الماضي، وكان ملف لقاءهما في بغداد قد ركز على مناقشة الترتيبات الاستراتيجية الثنائية العراقية – الأمريكية إضافة لفرص الاستثمار المتاحة. أما لقاءهما الأخير في واشنطن فلا توجد حوله حتى الآن أي تسريبات وعلى الأغلب أن يكون هذا اللقاء ركز على التنازلات التي يمكن أن يقدمها المالكي للإدارة الأمريكية في حالة احتفاظه بمنصبه لولاية جديدة بعد الانتخابات العامة العراقية القادمة بما يجعل من الإدارة الأمريكية تقدم المساندة له ولحلفائه.
أضافت المعلومات أن المالكي طلب من وزراء حكومته القيام بتجهيز القوائم الجديدة التي تحدد احتياجات وزاراتهم تمهيداً للقيام بالآتي:
• إطلاع دوائر الأعمال الأمريكية بالاحتياجات العراقية من السلع والخدمات.
• الدخول في تفاهمات مباشرة مع دوائر الأعمال الأمريكية.
• تخصيص العقود بشكل مباشر بين الحكومة العراقية ودوائر الأعمال الأمريكية.
تشير المعلومات إلى أن المالكي سيسعى إلى توفير الحمائية اللازمة التي تضمن لدوائر العمال تلك الحصول على العقود بدون مناقصات وأكدت التسريبات أن مزايا هذه العقود ستكون مكفولة للمتعاقدين الأمريكيين طالما أن المالكي سوف لن يسمح لدوائر أعمال أخرى كالصينية والفرنسية والبريطانية وغيرها بالحصول على المزايا التي يترتب عليها إلحاق الضرر بدوائر الأعمال الأمريكية وفي الوقت نفسه إحراج حلفاء المالكي أمام الأمريكيين.
* حيرة المالكي: الوقائية أم العلاج؟
في كل دول العالم توجد علاقة بين السياسة الداخلية والخارجية وهي علاقة تؤثر على ترتيب جدول أعمال سياسة الدولة بحيث يمكن تصنيف الدول إلى نوعين:
• دول تعطي الأولوية لـ"متغير السياسة الداخلية" على حساب السياسة الخارجية.
• دول تعطي الأولوية لـ"متغير السياسة الخارجية" على حساب السياسة الداخلية.
وعلى ما يبدو أن المالكي قد تخلى عن أولوية السياسة الداخلية ويسير باتجاه أولوية السياسة الخارجية فهل يستطيع أن يصحح اختلال السياسة الداخلية عن طريق السياسة الخارجية وبكلمات أخرى، هل العراق قابل لأن يتم تشكيله عن طريق الضغوط الأمريكية الخارجية؟
لن نحدد إجابة قاطعة أن المالكي تجاهل أهمية الاعتماد على العراقيين وبالتالي فإن العراقيين هم الذين سيحددون بنفسهم ذلك من خلال الانتخابات القادمة.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد