ما هي المؤامرة الأمريكية – الأوربية الجديدة ضد حكومة غول – أردوغان

12-09-2007

ما هي المؤامرة الأمريكية – الأوربية الجديدة ضد حكومة غول – أردوغان

الجمل:   عشية الصراع بين القوى العلمانية التركية وحزب العدالة والتنمية الإسلامي، حول السيطرة على البرلمان والرئاسة التركية، كانت أمريكا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل، تقف إلى جانب القوى العلمانية المدعومة بواسطة الجيش التركي (حامي العلمانية) من جهة، ومن الجهة الأخرى تعمل من أجل إضعاف حزب العدالة والتنمية الإسلامي المدعوم بواسطة الرأي العام والسند الشعبي التركي.
مثلث أمريكا، الاتحاد الأوروبي، إسرائيل، وحسابات المخاطر والفرص في تركيا:
توجهات حزب العدالة والتنمية الإسلامي لا تتماشى مع توجهات المثلث المشار عليه وبالذات فيما يتعلق بالأجندة الآتية:
- إدماج تركيا ضمن بيئتها الشرق أوسطية التقليدية.
- دعم ومساندة الموقف السوري والفلسطيني في الصراع العربي- الإسرائيلي.
- القضاء على الحركات الكردية المتحالفة مع أمريكا.
- التعاون مع إيران.
- التعاون مع روسيا.
- عدم التعاون مع توجهات الولايات المتحدة وحلف الناتو في منطقة الشرقين الأوسط والأدنى.
- إضعاف الروابط التركية- الإسرائيلية.
- الضغط على اليونان في المسألة القبرصية.
- التعاون مع الصين.
التوجهات المشار إليها تمثل جميعها الـ(مخاطر) بالنسبة لمثلث أمريكا، الاتحاد الأوروبي، إسرائيل وذلك لأن حدوث أي واحدة منها سوف تترتب عليها الكثير من الأضرار بالنسبة للسياسات الأمريكية والأوروبية والإسرائيلية إضافة إلى أن بنى تركيا لهذه التوجهات سوف يؤدي بشكل نهائي إلى ضياع (فرصة) تركيا من يد الغرب.
تداعيات حزب العدالة والتنمية الإسلامي على أطراف الـ(مثلث): كانت دول الاتحاد الأوروبي وعلى وجه الخصوص فرنسا وألمانيا وايطاليا واسبانيا والبرتغال واليونان تعارض بقدر كبير قبول وانضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي وفي الماضي كان 70% من الأتراك يؤيدون الانضمام للاتحاد الأوروبي ولكن بسبب مماطلات دول الاتحاد الأوروبي أصبح 70% من الأتراك يرفضون الانضمام للاتحاد الأوروبي.
بعد فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي برزت وتزايدت التوقعات بان تركيا قد بدأت مسيرة الابتعاد والنأي بنفسها عن التوجهات الأمريكية والغربية وبأنها سوف تأخذ مسارا سياسيا شرق أوسطيا جديدا يختلف عن مسارها السابق.
الأوروبيون وسر (إعادة الاستثمار) في ملف انضمام تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي: تغيرت المواقف الأوروبية ليس بعد فرز الأصوات التي كفلت الأغلبية البرلمانية لحزب العدالة والتنمية وإنما مباشرة بعد إعلان فوز مرشح الحزب عبدالله غول برئاسة الجمهورية التركية عقب جولة الانتخاب الثالثة داخل البرلمان التركي.
أعلن الرئيس الفرنسي الحالي نيكولاس ساركوزي فجأة بأنه لا يعارض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي علما بأنه كان طوال فترة توليه منصب وزير الداخلية في حكومة جاك شيراك السابقة أكثر تشددا ومعارضة بين الزعماء الفرنسيين لضم تركيا لعضوية الاتحاد الأوروبي إضافة إلى انه خلال حملته الانتخابية الرئاسية أعلن بوضوح عن رفضه لضم تركيا إلى الاتحاد الأوربي.
أعلنت انجيلا ميركل مستشارة المانيا عن عدم تأييدها ضم تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي كلما تصاعدت المناقشات والمجادلات في أروقة الاتحاد الأوروبي حول ملف انضمام تركيا.
ايطاليا ظلت ترفض عضوية الاتحاد الأوروبي وكان رومانو برودي رئيس الوزراء الايطالي الحالي المسؤول الأول (عندما كان يترأس المفوضية الأوروبية) عن عرقلة وتعقيد ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي وحاليا (فجأة) أعلنت ايطاليا ليس عن عدم ممانعتها، وإنما عن رغبتها في ضم تركيا لعضو الاتحاد الأوروبي.
* ماذا وراء التبديلات والمواقف الجديد؟
ان إعادة الاستثمار بواسطة الزعماء الأوروبيين الغربيين في ملف انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ليس سوى عملية مناورة استراتيجية تهدف إلى:
إرسال إشارة إغراء للرأي العام التركي بان فرصة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي متاحة الآن أكثر من أي وقت مضى.
دفع الرأي العام التركي إلى الضغط على حكومة حزب العدالة والتنمية من أجل مسايرة التوجهات والسياسات الأمريكية والأوروبية الغربية إزاء قضايا منطقتي الشرقين الأوسط والأدنى.
* الضغط على حزب العدالة والتنمية لكي يهتم بالالتزام بتنفيذ التوجهات التي توصل تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أي التخلي عن توجهات الحزب الإسلامية والشرق أوسطية وبكلمات أخرى أكثر وضوحاً عدم بناء العلاقات والروابط مع الدول الشرق أوسطية مثل سورية وإيران والحركات الشرق أوسطية مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي وغيرها من الدول والحركات التي تضر بأمن إسرائيل ويعتبرها الغرب وأمريكا كدول وحركات إرهابية.
* دفع حكومة حزب العدالة والتنمية إلى العدول عن مخطط الاقتحام العسكري لشمال العراق وذلك لأن عملية الاقتحام العسكري التركي لشمال العراق سوف تؤدي إلى إفشال كل مشروع الاحتلال العسكري الأمريكي للعراق.
* المشاركة إلى جانب الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو في تقرير مشروع العقوبات
الدولية الذي تسعى أمريكا لتطبيقه وتنفيذه ضد إيران حاليا وأيضا ربما تسعى لتنفيذ مشروع مشابه له ضد سوريا في المستقبل.
عدم التعاون مع سورية في تمديد أنابيب نقل النفط والغاز.
* المضي قدما في تنفيذ مشروع تمديد أنابيب نقل النفط والغاز والمياه عبر مياه البحر الأبيض المتوسط من ميناء جيهان التركي وحتى ميناء عسقلان الإسرائيلي على البحر الأبيض المتوسط.
• القبول بالنفوذ اليوناني على قبرص كان واقع إضافة إلى العمل من أجل تقديم المزيد من التنازلات التركية لليونان فيما يتعلق بالنزاعات التركية- اليونانية حول جزر بحر إيجه.
وعموما إذا تم تمرير اللعبة الإسرائيلية – الأمريكية الجديد على حكومة غول – اردوغان فان تركيا سوف تواجه الآتي:
- الدخول في مماطلة وجداول زمنية حول مفاوضات الانضمام للاتحاد الأوروبي وبشكل سوف يستمر مداه الزمني إلى ما بعد فترة ولاية نظام غول- اردوغان.
- إثارة السخط الشعبي ضد النظام واتهام الشارع لنظام غول – اردوغان في نهاية الأمر بـ:
- عدم النجاح في ضم تركيا للاتحاد الأوروبي.
- عدم النجاح في القضاء على الخطر الكردي.
- عدم النجاح في إدماج تركيا ضمن بنيتها الشرق أوسطية.
وبالتأكيد سوف يترتب على هذا النوع من السخط تآكل شعبية حزب العدالة والتنمية، على النحو الذي سوف يحوله إلى مجرد حزب صغير يجلس على هامش الشارع السياسي التركي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...