ما هي تلك الكرات الملونة الموصولة بخطوط الكهرباء ؟
إن كنت ممن يعيرون انتباههم نحو الأسلاك المعلقة أعلى رأسك، فلا بد أنك لاحظت تلك الكرات الكبيرة بحجم كرة السلة والملونة المعلقة على طول خطوط الكهرباء، كما أن تلك الكرات لا تقتصر فقط على أسلاك الكهرباء، بل قد تجدها معلقةً على خطوط الاتصالات والأسلاك المشدودة المستخدمة لتثبيت الهياكل القائمة. من المؤكد أن تلك الكرات البلاستيكية إما أنها تحقق غرضًا وظيفيًا ما، أو أنها تتواجد فقط لتزيين الأسلاك.
ولكن لماذا يوجد كرات بلاستيكية برتقالية اللون على الأسلاك العالية؟ إجابة قصيرة: تدعى الكرات البلاستيكية الملونة المعلقة على أسلاك الكهرباء العلوية بكرات العلامة االهوائية، وتعلق على طول الأسلاك لتكون بمثابة تحذيرٍ بصري، فلا تصطدم بها الطائرات المحلقة على ارتفاع منخفض.
التحديات التي تواجه الطائرات المحلقة قريبًا جدًا من الأرض: تحلق الطائرات عاليًا جدًا في السماء كما تعرف مسبقًا، فالطائرات التجارية على سبيل المثال تطير على ارتفاع يتراوح ما بين 35,000 إلى 40,000 قدم فوق الأرض، كما وتحلق الطائرات العسكرية على ارتفاعاتٍ مختلفةٍ اعتمادًا على متطلبات التشغيل، وتحلق معظم الطائرات على ارتفاعاتٍ عاليةٍ جدًا، وهناك عدة أسباب وراء ذلك. في البداية، للتحليق قريبًا جدًا من الأرض مخاطر واضحةٍ، كالاصطدام بأشياء على الأرض، عالمباني عالية الارتفاع والأبراج وحتى الأشجار، كما لن يكون بإمكانك النظر بعيدًا جدًا للأمام بما أن مجال الرؤية سيسد بأشياء على الأرض.
كما ويوجد أسباب تقنية أخرى لا تحصى، ككثافة الهواء الكبيرة واستقبال الراديو الضعيف وفرصًا بعدم كفاءة المحرك وغيرها. غير أنه يوجد لحظات في كل رحلة جوية تحدث حول العالم، عندما يلزم التحليق قريبًا جدًا من الأرض وهي دقائق الإقلاع والهبوط الحاسمة. وكما يمكن للمرء أن يتصور، فهما أكثر جزءان حرجان في أي رحلة جوية، وتظهر الدراسات أن معظم حوادث الطائرات تحدث خلال هاتين المرحلتين، وبما أن الطائرات تحلق قريبًا جدًا من الأرض خلال الإقلاع والهبوط، يجب على مهنيي الطيران الحرص على تقليص فرص أي حادثٍ غير متوقع.
تشكل الأسلاك العالية خطرًا على الطائرات التي تحلق بارتفاعٍ منخفض: تشكل خطوط نقل الطاقة وخطوط الاتصالات والأسلاك المستخدمة لتثبيت الهياكل تهديدًا كبيرًا على الطائرات، وخصيصًا خلال الإقلاع والهبوط، إذ أنها رفيعة جدًا ما يصعب ملاحظتها من مقصورة الطيار، بالإضافة إلى لونها الذي يميل إلى أن يمتزج بالخلفية، جاعلًا ملاحظة الطيار لها أكثر صعوبة، خصيصًا في ظروف الإضاءة المنخفضة، كما أن زجاجًا أماميًا متسخًا قد يزيد الطين بلة! بالتالي، ما لم يقع السلك تمامًا في مركز رؤية الطيار، من المرجح جدًا أن تحلق الطائرة تمامًا من خلالها، مما قد يسبب كارثةً في بعض الحالات.
كرات التعليم الهوائية: عادةً ما تسمى الكرات البلاستيكية المعلقة على خطوط الطاقة العالية بكرات ماركر الهوائية، أو كرات ماركر ببساطة، وتستخدم للتنبيه إلى وجود بنية عند ذلك المكان وخاصة عندما يصعب رؤية تلك البنية بالعين المجردة. وبكلمات بسيطة، بإمكانك القول أنه يتم تثبيت تلك الكرات الملونة على طول الأسلاك العالية، لجعل رؤيتهم بواسطة طياري الطائرات المحلقة على ارتقاعٍ منخفضٍ ممكنًا، كما يمكنك رؤية كرات كهذه على أسلاك القطار الكهربائي الممتدة على طول الوديان والأنهار والبحيرات والوديان. من المفترض أن تكون ملاحظة تلك العلامات سهلةً من بضعة آلافٍ الأمتار، ولهذا السبب تكون هذه العلامات كبيرةُ كفاية (ليس أقل من 91 سم، 36 بوصة) لتلاحظ من على مسافة، بالإضافة إلى شكلها المميز (كالكروي والاسطواني)، كما أنها تطلى بألوان توفر التباين الأعلى مع تضاريس الخلفية، ويعد البرتقالي والأحمر والأبيض أكثر الألوان المستخدمة شيوعًا.
الباليسور: يوجد ايضًا ما يدعى بال”باليسور”، وهو نظام مناراتٍ متوهجة يستخدم مصابيح نيون ذات ضغطٍ منخفض تتواجد على طول خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي، وما يميز هذا الباليسور هو تكونه من كرات زاهية اللون (عادة أحمر)، تضيء في الليل باستخدام طاقة خط الكهرباء المثبتة عليه. وبأخذ كل ما سبق بعين الاعتبار، سيكون من الإنصاف أن نقول أنه على الرغم من بساطة العلامات الهوائية، لكنها أجهزة فعالةٌ بشكلٍ ملحوظ، فضلًا عن أنها تحمي حياة الأشخاص المحلقين في السماء.
إضافة تعليق جديد