11-07-2007
ما هي مستجدات العلاقات التركية- الإسرائيلية
الجمل: تمتد وتتسع شبكة العلاقات التركية- الأمريكية، بحيث تشمل طيفاً واسعاً من المعاملات والمبادلات البينية بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، وما لم يجد الانتباه والتدقيق الكافي حتى الآن هو العلاقات التركية- الإسرائيلية والتي تغلغلت ضمن نسيج شبكة العلاقات التركية- الأمريكية، وقد استطاعت إسرائيل أن تقوم بالعمل تحت مظلة العلاقات التركية- الأمريكية، على النحو الذي جعل إسرائيل تتسلل إلى الكثير من المرافق الإستراتيجية التركية..
ابرز الملفات التركية التي تغلغلت فيها إسرائيل، يتمثل في الآتي:
• ملف العلاقات التركية- الأمريكية: تعمل إسرائيل على استخدام هذا الملف كمظلة واقية، إضافة إلى أنها تستخدمه في المناورة وفرض الضغوط على تركيا، بحيث أصبحت أمريكا تمارس المزيد من الضغوط على تركيا من أجل تقديم المزيد من التنازلات لصالح إسرائيل، كذلك ظلت حكومة الولايات المتحدة تحاول دائماً إشراك إسرائيل في مجالات التعاون الثنائي التركي- الأمريكي، وذلك تحت مبررات أن إسرائيل تمثل الشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، والذي لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال
• ملف الاتحاد الأوروبي: تركز إسرائيل دائماً على جعل تركيا تستدرك وتفهم أن بإمكان إسرائيل أن تلعب دوراً إيجابياً لصالح تركيا في موضوع انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وذلك على النحو الذي جعل تركيا تحاول بالمقابل استخدام إسرائيل كوسيط في حل خلافاتها مع أعضاء الاتحاد الأوروبي المعارضين لانضمام تركيا.
• ملف النفط: استطاعت إسرائيل التنسيق مع الإدارة الأمريكية لإعداد مخطط نقل نفط بحر قزوين وآسيا الوسطى عبر خطوط الأنابيب التي تمتد من المنابع وحقول الاستخراج بحيث تنتهي عند ساحل إسرائيل على البحر الأبيض، ليتم بعدها بيع النفط وشحنه للأسواق العالمية، وبرغم أن هذا النفط كان يمكن أن تقله بشكل مباشر عبر منطقة القفقاس إلى شرق وغرب أوروبا، وبتكلفة أقل ومسافة أقصر، إلا أن إسرائيل استطاعت توجيه دراسة الجدوى بحيث يتم تمرير خط الأنابيب عبر تركيا، ليصل إلى إسرائيل.. وقد أدى هذا الأمر إلى فتح ملف للتعاون النفطي بين إسرائيل وتركيا..
• ملف اليهود الشرقيين: الوجود اليهودي في تركيا يعود إلى فترة العثمانيين، وذلك عندما قام السلطان العثماني بفتح أراضي تركيا إلى هجرة اليهود الذين تم طردهم بإعداد كبيرة من إسبانيا والبرتغال خلال فترة السيطرة الملكية الكاثوليكية على منطقة شبه جزيرة أيبيريا التي تضم إسبانيا والبرتغال، وحالياً تنظم هؤلاء اليهود الشرقيين ضمن فئات المجتمع التركي، ويتغلغلون في كافة المناصب العامة، ومن أبرز اليهود الذين يتولون المناصب العليا حالياً: الجنرال بيوكانيت اليسار رئيس هيئة أركان الجيش التركي وبعض أعضاء البرلمان ، وكبار مسئولي الأمن والمخابرات والخارجية التركية، إضافة إلى وجود العديد من الشركات التجارية والمؤسسات الإعلامية والمصرفية التي تعود ملكيتها إلى اليهود الأتراك ويمكن القول حالياً بأن (اللوبي الإسرائيلي) الذي يتكون من هؤلاء اليهود يلعب دوراً هاماً في توجيه سياسة تركيا الخارجية باتجاه دعم ومساندة إسرائيل.
• ملف السياحة: بسبب رفض دول الشرق الأوسط إدماج إسرائيل، وبسبب عدم القبول الشعبي للإسرائيليين في البلدان التي ترتبط بعلاقات مع إسرائيل مثل مصر والأردن وتونس والمغرب، فإن الدولة الوحيدة التي يقوم سنوياً عدد كبير من الإسرائيليين بزيارتها هي تركيا، وقد أكدت الإحصائيات بأن كل واحد من عشرة إسرائيليين يقوم سنوياً بزيارة تركيا، أي أن تركيا يزورها سنوياً 10% من سكان إسرائيل، وقد أدى ذلك إلى جعل إسرائيل تشكل مصدراً هاماً للدخل السياحي في تركيا..
• ملف الاقتصاد والتجارة: تقوم إسرائيل بشراء الكثير من مستلزماتها من السلع الاستهلاكية من تركيا، وذلك بسبب انخفاض التكلفة وقرب المسافة، كذلك قامت الكثير من الشركات الإسرائيلية بافتتاح فروع لها في تركيا، وحالياً تلعب الشركات الإسرائيلية دوراً كبيراً في التجارة الأوروبية- التركية، وذلك لأنها تعمل كوسيط بين الشركات الأوروبية، (وبالذات التي يمتلكها اليهود الأوروبيين) وبين تركيا، الأمر الذي جعل هذه الشركات الإسرائيلية تسيطر على قدر كبير من إجمالي الصادرات التركية إلى غرب أوروبا وأيضاً إلى أمريكا وكندا
كذلك يلعب رأس المال الإسرائيلي واليهودي دوراً هاماً في المؤسسات المالية والمصرفية التركية، وفي مجال الزراعة قامت الشركات الإسرائيلية بشراء الكثير من الأراضي الزراعية الخصبة الموجودة في جنوب تركيا حيث منابع نهري دجلة والفرات، كذلك أن الكثير من المنشآت والمؤسسات التركية التي تعتمد على الوسطاء الإسرائيليين في الحصول على القروض الإستثمارية التي تقوم بمنحها البنوك والمصارف الكبرى الأمريكية التي يسيطر اليهود على رأسمالها مثل بنك تشيز مانهاتن، وبانك أوف أمريكا، ومورنماك ترست كومباني، وغيرها..
• ملف العلمانية: تبذل إسرائيل دورا كبيرا في مساندة اليهود الأتراك والأحزاب والجماعات العلمانية التركية في الصراع السياسي الدائر حاليا ضد الحركات والأحزاب التركية الإسلامية وتقوم حاليا الصحف المملوكة لليهود أو العلمانيين الأتراك ذوي الصلات الوثيقة باسرائيل مثل صحيفة ميلييت وغيرها بدور كبير في توجيه الرأي العام التركي ضد الحركات والتيارات الإسلاميةز كذلك تحاول إسرائيل إقحام جماعات المصالح التجارية والاقتصادية عبر أيها مهم أن العلاقات التركية – الإسرائيلية سوف تتعرض لخطر كبير في حالة صعود القوى الإسلامية التركية، وبالتالي فإن عليهم العمل بقوة من أجل الحفاظ على علمانية تركيا... باعتبارها السبيل الوحيد الذي يكفل استمرار المصالح المتبادلة بين الفئات الرأسمالية التركية وإسرائيل والغرب وأمريكا.
• ملف الأمن والدفاع: وهو من أخطر الملفات التركية التي استطاعت إسرائيل أن تلعب فيها دورا كبيراً، وقد كان هذا الدور غير معلن في الماضي، ولكن بعد توقيع اتفاقية التعاون العسكري الإستراتيجي التي ضمت إسرائيل والأردن وتركيا أصبح هذا التعاون العسكري والأمني معلناً و(مشروعا).. وعلى خلفية هذه الاتفاقية تم تكوين الكثير من لجان التعاون الدفاعي والأمني المشتركة بين تركيا وإسرائيل كذلك استطاع يهود تركيا التغلغل بقدر كبير في الجيش التركي وأجهزة الاستخبارات والأمن التركية، وأيضا في الجهاز القضائي.
التعاون الإسرائيلي – التركي في مجال الأمن والدفاع له أكثر من جانب وأكثر من غطاء، فهو يستمد وجوده الإستراتيجي من الاتفاقيات العسكرية والأمنية التركية – الأمريكية ومن عضوية تركيا في حلف الناتو، وارتباطها الشديد بكل التحالفات الغربية امنيا وعسكريا وحاليا تقوم تركيا بشراء الكثير من احتياجاتها العسكرية من إسرائيل وقد لعبت أمريكا دورا هاما في ذلك فهي تعطي تركيا العتاد العسكري وتقوم في الوقت نفسه بدفع تركيا من أجل شراء حاجاتها من قطع الغيار لهذا العتاد من إسرائيل بحيث أصبحت تركيا تحصل على الأسلحة الأمريكية من إسرائيل كذلك يستخدم الجيش التركي الكثير من الأسلحة الإسرائيلية مثل رشاشات عوزي، دبابات الميركافا، طائرات التجسس الإسرائيلية وغيرها.. وتقدم إسرائيل الكثير من المساعدات عن طريق تزويدها بالمعلومات التي تحصل عليها الأقمار الصناعية الإسرائيلية.
• ملف الأكراد: وهو من الملفات التي تقوم إسرائيل حاليا باستخدامها بشكل مزدوج، فهي تدعم الفصائل الكردية العراقية والإيرانية، وفي الوقت نفسه تدعم تركيا في حربها ضد حزب العمال الكردستاني وهذا الموقف الإسرائيلي المتناقض (المعلن) ينطوي على موقف إسرائيلي آخر (غير معلن) وأكثر تناقضا فإسرائيل تدعم علنا الفصائل الكردية العراقية والإيرانية وتدعم سرا حزب العمال الكردستاني وهي تنسق مع أمريكا هذا الدعم وفي الوقت نفسه تقوم بتقديم الدعم لتركيا في مجالات مكافحة الإرهاب وحركات التمرد المسلح وفي الأزمة التي نشبت مؤخرا بين الجيش التركي والحكومة التركية حول ملف التمرد الكردي، قامت إسرائيل بالاتفاق مع الأكراد لكي يقللوا هجماتهم ضد تركيا، وبالاتفاق مع أمريكا على الضغط على الحكومة التركية بأن لا تتخذ قرار اقتحام شمال العراق عسكريا، واليوم اكتملت صورة الدور الإسرائيلي أكثر فأكر عندما حملت أجهزة الإعلام التركية تصريحات اليهودي التركي ورئيس هيئة الأركان الجنرال الجنرال بيوكانيت اليسار، والذي تراجع عن مواقفه المتشددة، فجأة وأعلن عن ضرورة تأجيل الإجراءات العسكرية ضد الأكراد بحيث يتم النظر في (جدواها) بعد انتهاء الانتخابات التركية. وعموماً، فإن العلاقات الدولية، أياً كانت هي إما علاقات تعاون تؤدي إلى تبادل المصالح والمنافع والتكامل أو علاقات صراع تؤدي إلى النزاع والصراع والحرب الباردة والساخنة، وبالنسبة للعلاقات التركية- الإسرائيلية، فإن ملف هذه العلاقات أصبح الآن عرضة للاضطراب والتوتر، وذلك بسبب صعود حركة الإحياء الإسلامي في تركيا، والوعي الشعبي التركي المتزايد بخطورة الدور الإسرائيلي على مستقبل تركيا والمنطقة، وبالتالي فإن فوز حزب العدالة والتنمية بالرئاسة والبرلمان سوف يترتب عليه الكثير من (البرود) في حرارة العلاقات مع إسرائيل، وهو أمر سوف يؤدي بالضرورة إلى فتح المزيد من الملفات الساخنة في علاقة أنقرة- واشنطن..
ابرز الملفات التركية التي تغلغلت فيها إسرائيل، يتمثل في الآتي:
• ملف العلاقات التركية- الأمريكية: تعمل إسرائيل على استخدام هذا الملف كمظلة واقية، إضافة إلى أنها تستخدمه في المناورة وفرض الضغوط على تركيا، بحيث أصبحت أمريكا تمارس المزيد من الضغوط على تركيا من أجل تقديم المزيد من التنازلات لصالح إسرائيل، كذلك ظلت حكومة الولايات المتحدة تحاول دائماً إشراك إسرائيل في مجالات التعاون الثنائي التركي- الأمريكي، وذلك تحت مبررات أن إسرائيل تمثل الشريك الاستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، والذي لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال
• ملف الاتحاد الأوروبي: تركز إسرائيل دائماً على جعل تركيا تستدرك وتفهم أن بإمكان إسرائيل أن تلعب دوراً إيجابياً لصالح تركيا في موضوع انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وذلك على النحو الذي جعل تركيا تحاول بالمقابل استخدام إسرائيل كوسيط في حل خلافاتها مع أعضاء الاتحاد الأوروبي المعارضين لانضمام تركيا.
• ملف النفط: استطاعت إسرائيل التنسيق مع الإدارة الأمريكية لإعداد مخطط نقل نفط بحر قزوين وآسيا الوسطى عبر خطوط الأنابيب التي تمتد من المنابع وحقول الاستخراج بحيث تنتهي عند ساحل إسرائيل على البحر الأبيض، ليتم بعدها بيع النفط وشحنه للأسواق العالمية، وبرغم أن هذا النفط كان يمكن أن تقله بشكل مباشر عبر منطقة القفقاس إلى شرق وغرب أوروبا، وبتكلفة أقل ومسافة أقصر، إلا أن إسرائيل استطاعت توجيه دراسة الجدوى بحيث يتم تمرير خط الأنابيب عبر تركيا، ليصل إلى إسرائيل.. وقد أدى هذا الأمر إلى فتح ملف للتعاون النفطي بين إسرائيل وتركيا..
• ملف اليهود الشرقيين: الوجود اليهودي في تركيا يعود إلى فترة العثمانيين، وذلك عندما قام السلطان العثماني بفتح أراضي تركيا إلى هجرة اليهود الذين تم طردهم بإعداد كبيرة من إسبانيا والبرتغال خلال فترة السيطرة الملكية الكاثوليكية على منطقة شبه جزيرة أيبيريا التي تضم إسبانيا والبرتغال، وحالياً تنظم هؤلاء اليهود الشرقيين ضمن فئات المجتمع التركي، ويتغلغلون في كافة المناصب العامة، ومن أبرز اليهود الذين يتولون المناصب العليا حالياً: الجنرال بيوكانيت اليسار رئيس هيئة أركان الجيش التركي وبعض أعضاء البرلمان ، وكبار مسئولي الأمن والمخابرات والخارجية التركية، إضافة إلى وجود العديد من الشركات التجارية والمؤسسات الإعلامية والمصرفية التي تعود ملكيتها إلى اليهود الأتراك ويمكن القول حالياً بأن (اللوبي الإسرائيلي) الذي يتكون من هؤلاء اليهود يلعب دوراً هاماً في توجيه سياسة تركيا الخارجية باتجاه دعم ومساندة إسرائيل.
• ملف السياحة: بسبب رفض دول الشرق الأوسط إدماج إسرائيل، وبسبب عدم القبول الشعبي للإسرائيليين في البلدان التي ترتبط بعلاقات مع إسرائيل مثل مصر والأردن وتونس والمغرب، فإن الدولة الوحيدة التي يقوم سنوياً عدد كبير من الإسرائيليين بزيارتها هي تركيا، وقد أكدت الإحصائيات بأن كل واحد من عشرة إسرائيليين يقوم سنوياً بزيارة تركيا، أي أن تركيا يزورها سنوياً 10% من سكان إسرائيل، وقد أدى ذلك إلى جعل إسرائيل تشكل مصدراً هاماً للدخل السياحي في تركيا..
• ملف الاقتصاد والتجارة: تقوم إسرائيل بشراء الكثير من مستلزماتها من السلع الاستهلاكية من تركيا، وذلك بسبب انخفاض التكلفة وقرب المسافة، كذلك قامت الكثير من الشركات الإسرائيلية بافتتاح فروع لها في تركيا، وحالياً تلعب الشركات الإسرائيلية دوراً كبيراً في التجارة الأوروبية- التركية، وذلك لأنها تعمل كوسيط بين الشركات الأوروبية، (وبالذات التي يمتلكها اليهود الأوروبيين) وبين تركيا، الأمر الذي جعل هذه الشركات الإسرائيلية تسيطر على قدر كبير من إجمالي الصادرات التركية إلى غرب أوروبا وأيضاً إلى أمريكا وكندا
كذلك يلعب رأس المال الإسرائيلي واليهودي دوراً هاماً في المؤسسات المالية والمصرفية التركية، وفي مجال الزراعة قامت الشركات الإسرائيلية بشراء الكثير من الأراضي الزراعية الخصبة الموجودة في جنوب تركيا حيث منابع نهري دجلة والفرات، كذلك أن الكثير من المنشآت والمؤسسات التركية التي تعتمد على الوسطاء الإسرائيليين في الحصول على القروض الإستثمارية التي تقوم بمنحها البنوك والمصارف الكبرى الأمريكية التي يسيطر اليهود على رأسمالها مثل بنك تشيز مانهاتن، وبانك أوف أمريكا، ومورنماك ترست كومباني، وغيرها..
• ملف العلمانية: تبذل إسرائيل دورا كبيرا في مساندة اليهود الأتراك والأحزاب والجماعات العلمانية التركية في الصراع السياسي الدائر حاليا ضد الحركات والأحزاب التركية الإسلامية وتقوم حاليا الصحف المملوكة لليهود أو العلمانيين الأتراك ذوي الصلات الوثيقة باسرائيل مثل صحيفة ميلييت وغيرها بدور كبير في توجيه الرأي العام التركي ضد الحركات والتيارات الإسلاميةز كذلك تحاول إسرائيل إقحام جماعات المصالح التجارية والاقتصادية عبر أيها مهم أن العلاقات التركية – الإسرائيلية سوف تتعرض لخطر كبير في حالة صعود القوى الإسلامية التركية، وبالتالي فإن عليهم العمل بقوة من أجل الحفاظ على علمانية تركيا... باعتبارها السبيل الوحيد الذي يكفل استمرار المصالح المتبادلة بين الفئات الرأسمالية التركية وإسرائيل والغرب وأمريكا.
• ملف الأمن والدفاع: وهو من أخطر الملفات التركية التي استطاعت إسرائيل أن تلعب فيها دورا كبيراً، وقد كان هذا الدور غير معلن في الماضي، ولكن بعد توقيع اتفاقية التعاون العسكري الإستراتيجي التي ضمت إسرائيل والأردن وتركيا أصبح هذا التعاون العسكري والأمني معلناً و(مشروعا).. وعلى خلفية هذه الاتفاقية تم تكوين الكثير من لجان التعاون الدفاعي والأمني المشتركة بين تركيا وإسرائيل كذلك استطاع يهود تركيا التغلغل بقدر كبير في الجيش التركي وأجهزة الاستخبارات والأمن التركية، وأيضا في الجهاز القضائي.
التعاون الإسرائيلي – التركي في مجال الأمن والدفاع له أكثر من جانب وأكثر من غطاء، فهو يستمد وجوده الإستراتيجي من الاتفاقيات العسكرية والأمنية التركية – الأمريكية ومن عضوية تركيا في حلف الناتو، وارتباطها الشديد بكل التحالفات الغربية امنيا وعسكريا وحاليا تقوم تركيا بشراء الكثير من احتياجاتها العسكرية من إسرائيل وقد لعبت أمريكا دورا هاما في ذلك فهي تعطي تركيا العتاد العسكري وتقوم في الوقت نفسه بدفع تركيا من أجل شراء حاجاتها من قطع الغيار لهذا العتاد من إسرائيل بحيث أصبحت تركيا تحصل على الأسلحة الأمريكية من إسرائيل كذلك يستخدم الجيش التركي الكثير من الأسلحة الإسرائيلية مثل رشاشات عوزي، دبابات الميركافا، طائرات التجسس الإسرائيلية وغيرها.. وتقدم إسرائيل الكثير من المساعدات عن طريق تزويدها بالمعلومات التي تحصل عليها الأقمار الصناعية الإسرائيلية.
• ملف الأكراد: وهو من الملفات التي تقوم إسرائيل حاليا باستخدامها بشكل مزدوج، فهي تدعم الفصائل الكردية العراقية والإيرانية، وفي الوقت نفسه تدعم تركيا في حربها ضد حزب العمال الكردستاني وهذا الموقف الإسرائيلي المتناقض (المعلن) ينطوي على موقف إسرائيلي آخر (غير معلن) وأكثر تناقضا فإسرائيل تدعم علنا الفصائل الكردية العراقية والإيرانية وتدعم سرا حزب العمال الكردستاني وهي تنسق مع أمريكا هذا الدعم وفي الوقت نفسه تقوم بتقديم الدعم لتركيا في مجالات مكافحة الإرهاب وحركات التمرد المسلح وفي الأزمة التي نشبت مؤخرا بين الجيش التركي والحكومة التركية حول ملف التمرد الكردي، قامت إسرائيل بالاتفاق مع الأكراد لكي يقللوا هجماتهم ضد تركيا، وبالاتفاق مع أمريكا على الضغط على الحكومة التركية بأن لا تتخذ قرار اقتحام شمال العراق عسكريا، واليوم اكتملت صورة الدور الإسرائيلي أكثر فأكر عندما حملت أجهزة الإعلام التركية تصريحات اليهودي التركي ورئيس هيئة الأركان الجنرال الجنرال بيوكانيت اليسار، والذي تراجع عن مواقفه المتشددة، فجأة وأعلن عن ضرورة تأجيل الإجراءات العسكرية ضد الأكراد بحيث يتم النظر في (جدواها) بعد انتهاء الانتخابات التركية. وعموماً، فإن العلاقات الدولية، أياً كانت هي إما علاقات تعاون تؤدي إلى تبادل المصالح والمنافع والتكامل أو علاقات صراع تؤدي إلى النزاع والصراع والحرب الباردة والساخنة، وبالنسبة للعلاقات التركية- الإسرائيلية، فإن ملف هذه العلاقات أصبح الآن عرضة للاضطراب والتوتر، وذلك بسبب صعود حركة الإحياء الإسلامي في تركيا، والوعي الشعبي التركي المتزايد بخطورة الدور الإسرائيلي على مستقبل تركيا والمنطقة، وبالتالي فإن فوز حزب العدالة والتنمية بالرئاسة والبرلمان سوف يترتب عليه الكثير من (البرود) في حرارة العلاقات مع إسرائيل، وهو أمر سوف يؤدي بالضرورة إلى فتح المزيد من الملفات الساخنة في علاقة أنقرة- واشنطن..
الجمل قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد