ما هي مهمة ملك الأردن التي عاد بها من واشنطن

18-01-2012

ما هي مهمة ملك الأردن التي عاد بها من واشنطن

الجمل: عقد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يوم أمس الثلاثاء 17 كانون الثاني (يناير) 2012، لقاءً مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وذلك ضمن فعاليات زيارة العاهل الأردني للعاصمة الأمريكية، وفي هذا الخصوص تقول المعلومات بأن اللقاء يكتسب أهمية على خلفية التطورات السياسية الشرق أوسطية الجارية حالياً: فما هو جدول أعمال زيارة الملك عبد الله إلى البيت الأبيض الأمريكي.. وما الذي سعى عبد الله الثاني لجهة الحصول عليه من واشنطن؟

* البيت الأبيض الأمريكي: جدول أعمال الملك الأردني عبد الله الثاني
تقول المعلومات بأن العاهل الأردني الملك عبد الله قد التقى بالرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم أمس الثلاثاء بالبيت الأبيض الأمريكي، وذلك لجهة إجراء التفاهمات وتنسيق المواقف حول الآتي:
• ملف الحدث الاحتجاجي السوري.
• ملف مفاوضات السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية.
• ملف الاضطرابات السياسية الأردنية الداخلية.
• ملف المساعدات الأمريكية للأردن.
وفي هذا الخصوص أشارت المعلومات والتسريبات إلى أن زيارة الملك عبد الله الثاني للبيت الأبيض الأمريكي الأخيرة، هي الثانية منذ لحظة بدء شرارة حركة الاحتجاجات السياسية الشرق أوسطية.
بعد انتهاء اللقاء عقد الرئيس أوباما والعاهل الأردني الملك عبد الله مؤتمراً صحفياً تحدثا فيه لمندوبي الوسائط الإعلامية عن أهمية التعاون والتفاهم والتنسيق الأمريكي ـ الأردني المشتركة، والدور الكبير الهام الذي ظلت تقوم به عمّان في دعم توجهات السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية، ولاحظ الخبراء والمراقبين والمحللين السياسيين بأن تصريحات المؤتمر الصحفي لم تتطرق بشكل واضح إلى إنجازات حقيقية تم التوصل إليها في اجتماع عبد الله ـ أوباما، الأمر الذي أدى بدوره إلى انطلاق نوعين من التفسيرات أكدت الأولى بأن ما تم الاتفاق عليه داخل المكتب البيضاوي حوله يتميز بالأهمية والحساسية لذلك لا مجال لإعلانه أمام الصحفيين والإعلاميين، وأكدت الثانية بأنه لم يتم التوصل إلى شيء هام.. وبالتالي جاء المؤتمر الصحفي ضمن سياق اكتفى بطرح وجهات النظر الدبلوماسية العادية..

* الملك عبد الله الثاني وصفقة البيت الأبيض الأمريكي
تحدثت التحليلات السياسية زيارة الملك عبد الله الثاني إلى البيت الأبيض الأمريكي بأنها جاءت ضمن مساعي جهود البلاط الملكي الأردني من أجل البحث عن المخرج الذي يتيح لعمّان تنفيس أو على الأقل تخفيف الضغوط الآتية:
•  ضغوط الأزمة الاقتصادية: سعى الملك عبد الله الثاني لجهة القيام برفع الأجور وإعادة نظام الدعم الاقتصادي وذلك من أجل تخفيف الضغوط الاقتصادية بما يؤدي إلى إبطال حدة الاحتجاجات الأردنية وتقليل زخمها.. واستمر ذلك طوال العام 2011 الماضي، ولكن مع بداية العام 2012 الحالي، بدأ المشهد الاقتصادي مختلفاً، فقد أدت زيادة الأجور وتقديم الدعم إلى زيادة نفقات الميزانية الأردنية، الأمر الذي أدى إلى عجز كبير في بنود الميزانية، بحيث لم تعد الإيرادات قادرة على تغطية النفقات.. الأمر الذي سوف يؤدي بدوره إلى تزايد معدلات التضخم وعجز ميزان المدفوعات والميزان التجاري.. وبالتالي سوف يجد الاقتصاد الأردني نفسه خلال بضعة أشهر وهو ضمن نفق الأزمة الاقتصادية الخانقة.
•  ضغوط الأزمة السياسية: سعى العاهل الأردني لجهة الاستجابة للمطالبات الاحتجاجية السياسية من خلال: إقصاء الحكومة ـ إطلاق عمليات الإصلاح، إضافة إلى محاولة احتواء ضغوط الأزمة السياسية عندما تزايدت لاحقاً عندما تبين للملك أن جرعة الإصلاحات السياسية التي تسرع في إنفاذها ليست بالقدر الكافي، وفي هذا الخصوص سعى العاهل الأردني لجهة القيام بـ:
ـ إعلان الشروع في محاكمة رموز الفساد، واختار العاهل الأردني سبعة من رموز السياسة الأردنية لجهة إلقاءهم في المحرقة كقرابين وكباش فداء، وبالفعل تم تقديم الضحية الأولى وهو عمر معاني محافظ عمّان خلال الفترة (2006 ـ 2011)، إضافة إلى الضحية الثانية، والتي تضم مجموعة من المتورطين في فضيحة كازينو البحر الميت والتي قام خلالها كبار رموز الحكومة بإصدار قرار بإلغاء عقد تم توقيعه مع شركة أجنبية، وترتب على عملية الإلغاء أن استطاعت الشركة الأجنبية الاستحواذ على 1.4 مليار دولار الأمر الذي سبب كارثة اقتصادية كبيرة في الأردن.
ـ إعلان الملك بأنه يرغب في قيام انتخابات برلمانية، يعقبها قيام البرلمان المنتخب باختيار الحكومة الجديدة، الأمر الذي يشير إلى احتمالات التحول من نظام الملكية المطلقة إلى نظام الملكية الدستورية.
هذا وتقول المعلومات والتحليلات بأن جهود الملك الأردني، لن تحقق النجاح المطلوب، وذلك للأسباب الآتية:
•  لن تستطيع واشنطن في ظل ظروف الأزمة الاقتصادية الأمريكية تقديم الدعم الاقتصادي الإضافي لمساعدة الأردن، بل وحتى المساعدات السنوية العادية الدورية من الصعب على واشنطن الإيفاء بها، فقد ظل الأردن يحصل سنوياً من أمريكا على 360 مليون دولار كمساعدات اقتصادية، وعلى 300 مليون كمساعدات عسكرية.
•  سوف تواجه عمّان المزيد من الصعوبات في الحصول على المساعدات السعودية الإضافية، وفي هذا الخصوص فقد قدمت الرياض لعمّان مساعدات بلغت 104 مليار دولار خلال الستة أشهر الماضية، والآن..، تقول التسريبات بأن الرياض غير موافقة على الإصلاحات السياسية التي وعد الملك الأردني القيام بها.. وذلك بسبب مخاوف الرياض ودول مجلس التعاون الخليجي من انتقال عدوى التحول من نظام الملكية المطلقة إلى نظام الملكية الدستورية بما سوف يؤدي بلا شك إلى ظهور سابقة خطيرة في استقرار الأنظمة الملكية المطلقة الشرق أوسطية، وبالتالي تبدأ مفاعيل الاحتجاجات السياسية الشعبية في السعودية والخليج لجهة الظهور والتعبير عن نفسها ضمن المواكب الشعبية التي بدأت من الظهور سعودياً وخليجياً بالأساس.. وإن كانت ضمن إطار وتواتر محدود.
نشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ورقة رصد سياسي خصصها لنتائج وفعاليات لقاء البيت الأبيض الأمريكي والذي جمع الرئيس الأمريكي أوباما مع العاهل الأردني الملك عبد الله، وخلصت الورقة إلى أن الملك عبد الله لم يحصل على شيء، إضافة إلى أنه لن يحصل على شيء في القريب العاجل، وسوف يكون حصوله على المزيد رهيناً بمدى تعاونه مع أمريكا في ملف سوريا وملف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية. ومن أبرز الشواهد الدالة على ذلك، أن الرئيس أوباما قد لمح لذلك من خلال حديثه في المؤتمر الصحفي المشترك الذي أعقب لقاءه مع عبد الله، فقد ركز أوباما لجهة الثناء وكيل المدح على تعاونه مع أمريكا إزاء ملف الاحتجاجات السورية، وبأنه يتوقع أن يقوم الملك عبد الله بالمزيد والمزيد من تقديم الجهد والتعاون مع أمريكا خلال الفترة القادمة.. هذا وما كان لافتاً للنظر أن ورقة معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قد أشارت إلى أن الملك عبد الله يواجه موقفاً ثنائياً إزاء حركة الإخوان المسلمين الأردنية، وذلك لأن ذوي الأصول الأردنية هم الأكثر تشدداً في المطالبة بالإصلاحات، أما الإخوان المرتبطين بحركة حماس الفلسطينية فهم الأكثر تعاوناً مع الملك.. الأمر الذي دفع إلى حدوث بعض المواجهات بين الطرفين، خاصة أن ذوي الأصول الأردنية أصبحوا أكثر رفضاً للضغوط السعودية الرامية إلى جعل الأردن يستضيف مكاتب حماس خلال الفترة القادمة..  

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

حين نرى الحكام العرب وعذرا من العرب والعروبة براء منهم أشعر بالقرف من كل الاشياء

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...