ماذا يحدث يجري بين القبائل العربية والأمريكيون شرقي سوريا؟
يجري الجيش الأمريكي ومسلحو الميليشيات الموالية له شرقي سوريا، مفاوضات غير معلنة مع ممثلين عن القبائل والعشائر العربية، ومنها قبيلة “العكيدات” حول التصعيد الأخير، الذي شهدته منطقة الجزيرة السورية.
وكشفت مصادر عشائرية عن قيام الجيش الأمريكي وميليشيات “قسد” الموالية له بمزامنة المفاوضات مع ضغوط كبيرة يقومون بممارستها على العشائر والقبائل العربية تحت مسميات عديدة أبرزها إعادة تسويق الاتهامات بالانتماء إلى تنظيم “داعش” الإرهابي لكل من يقف في وجه الاحتلال الأمريكي للمنطقة والتجاوزات الكبيرة، التي يقوم بها مسلحو الميليشيات الخاضعين له.
وأوضحت المصادر في الحسكة أن الجيش الأمريكي ومسلحي تنظيم “قسد” الموالي له، يقومان بحملة ضغوطات وتهديدات كبيرة على وجهاء وشيوخ العشائر العربية ضمن بلدات ومناطق شرقي محافظة دير الزور، مع القيام بحملة اعتقالات ومداهمات للقرى والبلدات، واعتقال عدد كبير من المدنيين في المنطقة مع تضييق عليهم خدمياً واجتماعياً.
وبينت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها خوفاً من الاعتقال، أن أبناء العشائر العربية متمسكين بمطالبهم الأساسية وهي طرد تنظيم “قسد” من المنطقة، وترك إدارة المنطقة لأبنائها والإفراج عن المعتقلين في سجون تنظيم “قسد”، وفك الاحتجاز عن النساء والأطفال المحتجزين في مخيم الهول والمخيمات الأخرى الواقعة تحت سيطرة الجيش الأمريكي وتنظيم “قسد”، مع تسليم من قام بعمليات الاغتيالات، التي استهدفت عدد من شيوخ العشائر.
إلى ذلك أكدت مصادر أهلية بريف دير الزور بالحسكة أن مسلحي ميليشيات “قسد” مدعومين بجيش الاحتلال الأمريكي داهموا بلدة ذيبان معقل قبيلة “العكيدات” والقرى المحيطة بها شرقي دير الزور، واعتقلت عدد من المدنيين من منازلهم، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
في حين أعلن تنظيم “قسد” الاثنين 5 أكتوبر/ تشرين الأول، بأن قواته اعتقلت ثمانية عناصر من تنظيم “داعش” في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، بينهم أميران “الأول للمالية والثاني للزكاة” الثالث المسؤول عن “الاغتيالات” بريف دير الزور.
وقالت “قسد” إن قواتها نفذت عملية تمشيط واسعة استمرت 16 ساعة متواصلة في بلدة ذيبان وعدد من القرى المحيطة بها بريف دير الزور الشرقي، بناء على مطالبات من شيوخ ووجهاء عشائر دير الزور، للتخلص من خلايا مرتزقة “داعش”، حسب إدعائها.
وأكدت المصادر الأهلية أن إعلان تنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي عن هذه الاعتقالات أصبحت متكررة بشكل لافت، ودائماً تنتهي بالإفراج عن المعتقلين بعد تصويرهم على أنهم عناصر من تنظيم “داعش”، مبينة: “ولو كانت الادعاءات صحيحة لماذا لا تكشف عن أسمائهم والوثائق التي تثبت ذلك”، مضيفة بأن “هذه العمليات هدفها تخويف السكان وإرهابهم وللضغط عليهم لعدم الخروج بالمظاهرات والاحتجاجات ضدهم”.
وفي ريف الحسكة قالت مصادر أهلية إن “مجموعة من مسلحي تنظيم”قسد” قامت باختطاف شابين بعد توقيفهما على أحد حواجزها في قرية أم الزر شمال مدينة الشدادي واقتادتهما إلى جهة مجهولة”، كما قامت باعتقال شقيقين من قرية الحصوية الصغيرة التابعة لناحية تل حميس بريف الحسكة الشرقي واقتادتهما إلى جهة مجهولة.
من جانب أخر تتواصل عمليات الاستهداف ضد مسلحي تنظيم “قسد” المدعومة من الجيش الأمريكي ومحاور تحركاتهم في أماكن انتشارهم في الجزيرة السورية حيث قتل اليوم الاثنين 5 أكتوبر، مسلح وأصيب آخر بهجمات بريفي الحسكة والرقة.
وذكرت مصادر أهلية أن مسلحا من تنظيم “قسد” الخاضع للجيش الأمريكي، قتل برصاص مجهولين في محيط بلدة الجرنية غرب مدينة الرق، وفي ريف الحسكة ذكرت المصادر أن “مجهولين أطلقوا النار على أحد مسلحي “قسد” في مدينة الشدادي ما تسبب بإصابته بجروح خطيرة”.
وقتل، يوم السبت الماضي، مسلحان مواليان للجيش الأمريكي في “قسد” جراء هجمات شنها مجهولون بالأسلحة الرشاشة والعبوات الناسفة ضد مواقع وتحركات الميليشيا في مخيم الهول ومنطقة تل الشاير بريف الحسكة.
وارتفعت حدة الهجمات والاستهداف المباشرة لعناصر تنظيم “قسد” الموالي للجيش الأمريكي بشكل كبير منذ ما يقارب الشهرين، في ظل اتساع رقعة الانتفاضة العشائرية العربية ضد الجيش الأمريكي وما يسمى “التحالف الدولي” المزعوم، للمطالبة بطرده مع أعوانه من المسلحين الموالين له، بسبب ممارساتهم ضد السكان المحليين والتضييق عليهم واعتقالهم وتنفيذهم عمليات سرقة النفط والخام والثروات الباطنية.
“سبوتنيك”
إضافة تعليق جديد