مجلس تعاون استراتيجي سوري-تركي وإلغاءلتأشيرات لمواطني البلدين
وقعت سوريا وتركيا إعلانا مشتركا لتأسيس مجلس للتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، واتفقتا على إلغاء التأشيرات والسمات المتبادلة على سفر المواطنين بما يسمح للمواطنين في كلا البلدين بالتنقل بينهما من دون إجراءات على الحدود.
وشكل الإعلان السوري عن الرغبة في التعاون في ملف الأكراد علامة بارزة في زيارة الرئيس بشار الأسد إلى تركيا، وذلك فيما أبقى الأتراك على لهجة متفائلة اتجاه إصلاح العلاقات العراقية السورية، على الرغم من لهجة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الأقل اندفاعا، وذلك في إطار تعليقه على إمكان حصول اجتماع رباعي اليوم لمناقشة الوضع بين بغداد ودمشق، وهو ما ثبت على الأقل نظريا وفق ما قال المعلم أمس.
وكان الأسد ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عقدا اجتماعا مغلقا في مبنى رئاسة الحكومة في اسطنبول، أعقبه آخر موسع، ليوقع بعده المعلم مع نظيره التركي احمد داود اوغلو الإعلان المشترك لتأسيس مجلس التعاون الاستراتيجي.
ووفقا لما أعلنه الوزيران، وتضمنه بيان وكالة (سانا) فإن التعاون يشمل المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والنقل والطاقة، ومجالات المصادر المائية والبيئية والثقافة والتعليم والعلم. ويرأس المجلس رئيسا وزراء البلدين ويجتمع مرة على الأقل في كل عام بالتناوب، ويضم أيضا الوزراء المعنيين بالشؤون الخارجية، الطاقة، التجارة، الاستثمار، الدفاع، الشؤون الداخلية، الموارد المائية والنقل كأعضاء في المجلس.
وخلال مأدبة إفطار أقامها حزب العدالة والتنمية ـ فرع اسطنبول، كرر الأسد ثقته بالعلاقة التركية السورية. وقال «إنه لا علاقة في العالم تعوض عن العلاقة مع الجوار، فكيف إذا كانت العلاقة ذات جذور تاريخية».
ونوه الأسد بالمواقف التركية اتجاه القضايا العربية، مجددا الإعلان عن تمسك دمشق بالدور التركي في عملية السلام حتى في حال دخولها مرحلة المحادثات المباشرة. بدوره شكر اردوغان الاسد على دعمه في هذه العملية، مؤكدا أن «سوريا هي بوابة تركيا المشرعة على الشرق الأوسط وتركيا بدورها هي بوابة سوريا المشرعة على الغرب»، وأضاف أن التواصل بين البلدين «سيؤثر في منطقة الشرق الأوسط»، وأن «تركيا اخذت تتبنى المسائل السورية وكأنها تركية»، مشيرا الى أن العكس صحيح.
وأوضح أردوغان أنه لن يتأثر بوجود «من لا يعجبه هذا التواصل». وشدد على رغبة تركيا في أداء دور في عملية السلام.
وأعلن أوغلو، في مؤتمر صحافي مشترك مع المعلم، أن «اتفاقية إلغاء سمات الدخول بين سوريا وتركيا ستمكن المواطنين في كلا البلدين من التنقل والقيام بزيارات متبادلة من دون اللجوء إلى تأشيرات دخول».
وألمح اوغلو إلى أن تركيا تبذل قصارى جهدها «لتطوير العلاقات بين سوريا والعراق»، مشيرا الى أن هذه الجهود ستتواصل، موضحا أنه تم الاتفاق منذ اجتماع القاهرة الرباعي على اجتماع رباعي يجمع اليوم وزراء خارجية العراق هوشيار زيباري وسوريا وتركيا والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وذلك ردا على تكهنات بعدم عقده.
وعلق المعلم بشيء من التشكيك بالموعد الذي حددته أنقرة اليوم. وقال إن أوغلو دعاه لتمديد إقامته يوما إضافيا في اسطنبول، موضحا أنه في حال لم يحصل اجتماع سيستغل وجوده للسياحة.
وبدا هذا الكلام اشارة لاحتمالات إلغاء اللقاء، وهو ما بدا مؤكدا مساء أمس، بعد إعلان الجانب العراقي أن الاجتماعات الأمنية السورية العراقية في انقرة أمس الاول «فشلت». لكن ليعود المعلم ليؤكد، ردا على سؤال أن الاجتماع سيحصل وفقا لما اكده الجانب التركي. ولفتت مصادر رفيعة المستوى إلى تذبذب الجانب العراقي حيال هذا الأمر.
الى ذلك أشار المعلم الى ان مباحثات الأسد وأردوغان «تناولت الأوضاع الإقليمية»، لافتاً الى ان الأسد «عبر عن تمسك سوريا بالدور التركي في استئناف محادثات السلام غير المباشرة على المسار السوري الإســرائيلي والاقتناع بعدم وجود شريك إسرائيلي للسلام».
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد