مجهولون سمموا نحو 50 مسلحاً من عناصر الميليشيات التي يقودها الأكراد
اتسعت رقعة التظاهرات الشعبية وتصاعدت ضد ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية –قسد»، في ريف دير الزور، وشدد الأهالي على أنه «لا للاحتلال الكردي» للمنطقة، في وقت أصيب العشرات من مسلحي الميليشيا بتسمم غذائي بعد تناولهم وجبات طعام وضع مجهولون سماً فيها.
ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء، عن سكان ومحتجين وقادة عشائر: أن «العرب في محافظة دير الزور صعدوا احتجاجاتهم ضد فصيل كردي مسلح متحالف مع الولايات المتحدة يسيطر على المحافظة الغنية بالنفط» بعد انتزاع السيطرة عليها من تنظيم داعش الإرهابي.
وذكرت المصادر بحسب الوكالة، أن «تظاهرات بدأت قبل خمسة أيام ضد حكم قوات سورية الديمقراطية في سلسلة بلدات من البصيرة إلى الشحيل، في حزام إستراتيجي للنفط في قلب أراض تسكنها عشائر عربية إلى الشرق من نهر الفرات».وأحرق المحتجون إطارات على امتداد طريق سريع من دير الزور إلى الحسكة تستخدمه شاحنات النفط، في تجارة مربحة سيطرت عليها «قسد» بعد هزيمة داعش هناك في أواخر 2017.
وكتب المحتجون على لافتة في قرية الشنان، بحسب الوكالة، «وين نفطنا؟ وارداتنا وين؟».
وقال سكان ومحتجون وقادة عشائر بحسب الوكالة: إن السكان الغاضبين أجبروا شاحنات النفط الخارجة من حقل العمر القريب، على العودة، لغضبهم مما يعتبرونها سرقة للنفط من مناطقهم.
وهتف المحتجون في الحصين، وهي من البلدات التي تشهد احتجاجات كبيرة «لا للاحتلال الكردي»، على ما ذكرت الوكالة.
ورفضت «وحدات الحماية الشعب» الكردية التي تعتبر العمود الفقري في «قسد» التعليق رسمياً على الاضطرابات لكن مسؤولاً قال في أحاديث خاصة بحسب الوكالة: إنها (الوحدات) بدأت محادثات مع زعماء العشائر بشأن مطالب السكان المحليين والتي تشمل إنهاء الاعتقالات التعسفية.
ورفع متظاهرون غاضبون ببلدة الطيانة لافتة تقول «سجون قوات سورية الديمقراطية.. العرب 100 بالمئة الأكراد صفر بالمئة. أين العدل».
بدوره، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض أنه تواصلت عملية خروج المزيد من المظاهرات المناوئة لـ«قسد» في ريف محافظة دير الزور، حيث خرجت مظاهرة في قرية الدحلة بالقطاع الشرقي من ريف المحافظة، في حين خرجت مظاهرة جديدة في قرية الشنان الخاضعة لسيطرة «قسد» في ريف دير الزور الشرقي، إذ رفع المتظاهرون لافتات جاء في بعضها «نطالب بالإفراج عن المعتقلين المدنيين الذين اعتقلوا بلا ذنب» مرفقة بأسماء بعض المعتقلين لدى الميليشيا، كما رفعوا لافتات أخرى مكتوباً عليها، «أين موارد النفط».
على صعيد متصل، ذكر «المرصد» أن اجتماعاً جرى في منطقة المعامل، بين ممثلين عن «قسد» من جانب، ووجهاء من عشيرة البكير التي تنتمي لها عائلة فرحان مشهور السرحان الذي قتلته قوات «التحالف الدولي» و«قسد» قبل أيام، حيث طالبت قيادة «قسد» حضور ممثلين عن المتظاهرين، إلا أنهم رفضوا واكتفوا بإرسال مطالب، منها: ايقاف الحملة التعسفية التي تقوم بها «قسد» ضد الأبرياء، وإطلاق سراح المعتقلين عن طريق تقارير كيدية وإلصاق التهم الجاهزة بهم، وإخلاء سبيل النساء والأطفال من أبناء المنطقة المحتجزين في المخيمات، وتفعيل دور أبناء المنطقة القياديين في «قسد»، ومعاملة أهالي دير الزور في الحسكة والرقة بصورة حسنة والسماح لهم بالدخول والخروج منها من دون كفيل، وإلغاء التجنيد الإجباري، وغيرها من المطالب.
على خط مواز، اعتقلت قوات أميركية – كردية متزعماً سابقاً في ميليشيا «الجيش الحر» مع شقيقه خلال عملية إنزال جوي نفذتها بريف دير الزور الشرقي، بحسب مواقع الكترونية معارضة، في حين قتل شخص وجرح آخر بانفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم داعش في مدينة الشعفة شرق دير الزور.
من جهة ثانية، أصيب العشرات من مسلحي «قسد» ليل الاثنين، بتسمم غذائي بعد تناولهم وجبات طعام في «فوج ماوردة» الواقع قرب مدينة الرقة، ونقلت مواقع معارضة عن عسكريين وإعلاميين في «قسد»: أن مجهولين وضعوا سماً في وجبات الطعام بمطبخ «الفوج» ما أدى لتسمم 40 -50 مسلحاً من «قسد».وأشارت مصادر محلية إلى أن المدينة شهدت بعد ذلك استنفاراً وتفتيشاً دقيقاً للمارة من قبل أجهزة «قسد» الأمنية مع تحليق لطائرات «التحالف الدولي» فوق الرقة.
الوطن
إضافة تعليق جديد