محمد بن نايف يخلف بندر في تسليح وتوجيه المعارضة السورية
رغم أن هناك مراجعة أميركية لخيارات التعامل مع الأزمة السورية، فقد أشار البيت الأبيض إلى أن الرئيس باراك أوباما لا يزال قلقاً من أي تدخل مباشر في الحرب السورية، فيما كتب ديفيد اغناسيوس في صحيفة «واشنطن بوست» إن وزير الداخلية السعودي الامير محمد بن نايف خلف رئيس الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن سلطان في عملية تسليح المقاتلين في سوريا.
وقال مسؤولون أميركيون إن البيت الأبيض سيشرع في إلقاء نظرة جديدة على الخيارات في سوريا، وهي عملية قد تستغرق أسابيع، لكن المتحدث باسمه جاي كارني أشار إلى أن أوباما متشكك في أي خطوة مقترحة تورط الولايات المتحدة في الحرب السورية، وهي نتيجة يحرص على تجنبها.
وقال كارني «علينا دراسة البدائل التي قد يطرحها البعض، وما إذا كانت في مصلحة أمننا القومي، وما إذا كانت الرغبة في القيام بشيء حيال ذلك قد تقودنا وتقود الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء يمكن أن يتسبب في تلك العواقب غير المدروسة التي شهدناها من قبل» في إشارة مبطنة إلى غزو العراق.
ودافع وزير الخارجية الأميركي جون كيري في اجتماعات عديدة في البيت الأبيض عن فكرة اتخاذ موقف أكثر صرامة إزاء سوريا، بما في ذلك تسليح المقاتلين.
وقال مسؤولون حاليون وسابقون في وزارة الخارجية إن هذا الاقتراح رفض مراراً داخل البيت الأبيض، غير أن مسؤولا في الإدارة الأميركية قال إن زيادة «المساعدات» للمسلحين احتمال وارد، لكن إن هي دفعت الجانبين نحو التوصل إلى حل ديبلوماسي.
وتبقى مجموعة من الخيارات الأخرى على الطاولة، بما في ذلك فرض منطقة «حظر طيران» واتخاذ إجراءات لإيصال الإغاثة الإنسانية لمن هم بحاجة إليها. وقال عدد من المسؤولين إن مراجعة الوكالات الأميركية للخيارات بشأن سوريا لم تبدأ رسمياً، موضحين انه سيتم حصر الاقتراحات في اثنين أو ثلاثة قبل عرضها على أوباما.
وأعلن مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن الجيش يراجع باستمرار الخيارات حيال سوريا إذا استدعى الأمر تدخلا ما. وقال وزير الدفاع تشاك هايغل «دورنا هو تقديم الخيارات للرئيس. نواصل فعل ذلك. نقدم للرئيس أفضل وأصدق نصائحنا»، مضيفاً إن الجيش مستعد للتحرك إذا طلب أوباما.
وقال ديبلوماسي من الشرق الأوسط إن هناك شعوراً داخل واشنطن وحلفائها بالقلق من أن ثقة الرئيس السوري بشار الأسد في ساحة المعركة تقوض محادثات «جنيف 2». واعترف بأن واشنطن «تعيد النظر» في سياستها إزاء سوريا، لكنه قلل من شأن أي تلميح إلى أن الولايات المتحدة ترحب بتحركات عسكرية قوية قد تطيح بالأسد.
وقال مسؤولون أميركيون إن الحرب في سوريا بدأت تتحول إلى تهديد داخلي في أميركا، موضحين أن سوريا بدأت تتحول إلى جنة لتنظيم «القاعدة»، حيث يتم وضع خطط لمهاجمة الولايات المتحدة. وأضافوا إن ما يحصل أجبر الأميركيين على إعادة الحياة إلى خطط قديمة، بينها تسليح اكبر للمقاتلين «المعتدلين» بالإضافة إلى شن غارات بطائرات من دون طيار ضد المتشددين، لكنهم أشاروا إلى أن واشنطن لا تزال تتخوف من وصول الأسلحة إلى أيدي المتشددين، كما أن هناك محاذير لإمكانية شن غارات جوية من اجل تطبيق فكرة «الحظر الجوي» حيث أن هذا الأمر يحتاج إلى هجوم جوي ضخم جداً يستهدف كل المنشآت التابعة للدفاع الجوي السوري، بينها مواقع رادارات متطورة.
وكتب ديفيد اغناسيوس في صحيفة «واشنطن بوست» إن قادة في الاستخبارات غربية وعربية، اجتمعوا في واشنطن لمدة يومين الأسبوع الماضي، في محاولة لتنسيق عمليات دعم المسلحين.
وأضاف إنه يبدو أن وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، الذي اعدَّ للاجتماع السري، أصبح المشرف الرئيسي على موضوع التسليح السعودي السري، حيث تم استبدال رئيس الاستخبارات الأمير بندر بن سلطان المريض. واعتبر ان الدور الجديد للأمير محمد يعكس تزايد قلق السعودية ودول اخرى من تزايد قوة «القاعدة» داخل المعارضة السورية. وفي اطار عمله كوزير للداخلية فإنه ينسق عملية مكافحة الارهاب، وهذا يجعله على تواصل دائم مع وكالة الاستخبارات الاميركية ووكالات الاستخبارات الغربية الأخرى.
وأشار اغناسيوس إلى اجتماع عقد بين الأمير محمد ومستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس لبحث هذه الإستراتيجية، لكن مصادر أشارت إلى أن أوباما لا يزال متردداً حيال أي تصعيد في سوريا قد يؤدي إلى تورط أميركي مباشر.
وذكر اغناسيوس أن قادة الاستخبارات العربية طلبوا من وكالة الاستخبارات الأميركية مضاعفة عديد الذين يتم تدريبهم في الأردن عن 250 في الشهر حالياً، لكن المسؤولين الأميركيين ذكروا إنهم يريدون التأكد أولا من قدرة المجموعات المسلحة على استيعابهم.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد